الحرب بالوكالة لتجنب صدام الجيوش !

الحرب بالوكالة لتجنب صدام الجيوش !حسن زعفان

الرأى31-12-2023 | 16:40

أصبحت تكتيكات الحرب بالوكالة أسلوبا قتاليًا فعالًا بديلاً عن التصادم المباشر بين جيوش الدول في النزاعات الإقليمية والعالمية، فهي حرب تقوم بها جماعات أو حركات أو دول لتحقيق أهداف تكتيكية أو استراتيجية لدول أخري.

وهذا النوع من الحروب يجنب بعض القوي الإقليمية أو العالمية الدخول في صراع عسكري مباشر بين الجيوش النظامية والتي تكون خسائرها باهظة لا يمكن تحجيمها أو إنهائها في الوقت المناسب، وفكرة الحرب بالوكالة بدأت قديمًا جدًا حيث كانت هناك دويلات صغيرة بين الإمبراطوريات الكبيرة تعمل كدول حائلة بينهم لتجنب الصدام المباشر.

ومن الأمثلة علي ذلك وجود ممالك الغساسنة والمناذرة كقوة حائلة بين الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية وكانت تلك الممالك تتقاتل بالوكالة نيابة عن القوتين الأعظم في ذلك الوقت.

أما في العصر الحديث فقد وجدت أمثلة كثيرة عن الحرب بالوكالة بداية من الحرب الكورية شمالها وجنوبها، الشمال نيابة عن الاتحاد السوفيتي والجنوب نيابة عن أمريكا والغرب، ثم الحرب الفيتنامية علي نفس غرار ما حدث في الحرب الكورية ثم الحرب في أفغانستان وهكذا.

مرورًا بالحركات المسلحة المتقاتلة في سوريا ولبنان واليمن والسودان وأخيرًا الصراع في غزة، والذي يخبئ شبح الحرب بالوكالة بين إسرائيل وإيران التي تدعم حركة حماس وهي أقوي فصائل المقاومة الفلسطينية ولا يمكن إخفاء أصابع إيران متمثلة في حزب الله اللبناني وكذلك في الهجمات التي تشنها الميليشيات الحوثية علي سفن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.

وهي هجمات ظاهرها الضغط علي إسرائيل وباطنها استهداف مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وإخراج دول الخليج والتي لا تريد اتساع دائرة الصراع الذي بالضرورة يؤثر سلبًا علي حركة تصدير النفط وهو ما دعا الخليجيين إلي فتح قنوات تواصل أكثر عمقًا مع إيران بمباركة صينية روسية.

ويبدو أن تكتيكات الحرب بالوكالة ستكون أسلوبًا جديدًا يعتمد عليه في تحقيق أهداف سريعة أو توطين نزاعات إقليمية بما فيها تغيير أنظمة الحكم بالانقلابات العسكرية المدعومة بقوي خارجية كما حدث في كثير من الدول الإفريقية ولا يزال يحدث مع تغير اتجاهات وأولويات المصالح ومناطق النفوذ.

أضف تعليق