إبادة غزة.. نرجسية غربية

إبادة غزة.. نرجسية غربيةحسين خيري

الرأى31-12-2023 | 16:44

حرب الإبادة علي غزة تكشف بشكل واضح عن وباء النرجسية المتفشي في نفوس النخبة الغربية، ولا ترضي أبدًا تلك النخبة بتفوق أي قوي دولية عليها، ولذا أقامت الدنيا ولم تقعدها علي روسيا في أوكرانيا.

وفي سبيل عجرفتها برغم ما تمر من ضعف وتفكك فلن ترضي أن تبدو في هيئة الضعيف، واستنفرت إسرائيل العنجهية الغربية لتثأر من "مرمطة" كرامة حليفتها الاستراتيجية في المنطقة العربية، وأوقفت فجأة تصدير آلياتها العسكرية ضد روسيا ، وأرسلت النخبة الغربية المغرورة طائراتها وسفنها الضخمة لحرب طائفة من شعب أعزل.

وصدر كتاب عن تفشي النرجسية بين الجيل الحالي الغربي، وعكف علي تأليفه أستاذ علم النفس "جين تونيجي" و"كيث كامبل" بجامعة سان ديجو وجامعة جورجيا بأمريكا، ونُشر الكتاب تحت عنوان "وباء النرجسية: العيش في عصر الاستحقاق".

ويعني أن النرجسيين يطالبون من حولهم بمعاملتهم معاملة خاصة، نظرًا لاعتقادهم أنهم يستحقون تلك المعاملة المتميزة، ويتطابق وصفهم مع تعريف المفكرين للنرجسية بالإفراط في حب الذات.

ويرجع البروفيسور وأستاذ علم النفس في روسيا "سام فاكنين" النرجسية إلي تضخم ظاهرة الانتقاص من مشاعر الآخرين وقناعاتهم، وأعرب عن خشيته علي الأجيال القادمة في دول الغرب، لأنها أكثر عرضة للإصابة بالنرجسية، ووصف فاكنين النرجسيين بعبارة لاذعة قائلا إنهم أقرب إلي مصاصي الدماء، ينقلون مرضهم إلي غيرهم عن طريق العض، ولذا دعا لأهمية إعطاء مناعة ضد الأفكار الغربية المتطرفة.

ويصف الباحثان تونيجي وكاميل النرجسية بطاعون العصر الحديث، وما عبّر عنه الباحثان يعد أفضل تشبيه، وجاء بناء علي إحصائية أجرياها علي وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث اكتشفا في ثناياها نموًا غير مسبوق للنرجسية من خلال التعليقات المنتشرة علي صفحاتها، وخاصة بين المراهقين والشباب.

ويتفق علماء النفس علي فرضية الاعتلال النفسي للنرجسي، وقاموا بتشريحه نفسيًا، ولمسوا فيه شعوره بالهشاشة، إضافة إلي اختلاج نفسه بريبة دائمة، وسعيه بكل الوسائل للحصول علي اعتراف الآخرين بعظمة قيمته، وهذا مما لاشك فيه أقرب وصف للنخبة الغربية فيما تقترفه يداها في تجريف الحياة في قطاع صغير يأمل في الحرية التي تمثل أحد المبادئ الرئيسية لحقوق الإنسان.

وأطلقا تونيجي وكاميل مصطلح " النرجسية الجمعية " علي مجموعة أفراد متعصبة لجماعاتهم، يهاجمون بأسلوب عدائي المجموعات الأخري خشية تشويه صورتهم التي نسجوها طبقا لتصوراتهم ومعتقداتهم، كأن صورتهم لا نظير لها في الوجود، والدليل علي صحة دراسة تونيجي وكاميل أن في الفترة الأخيرة تسعي الحكومات الغربية لترسيخ التميز والتفرد في نفس الطفل الغربي، وتبث بداخله وفي وجدانه الشعور بأنه يتمتع بالكمال، وبالتبعية لما يحدث كان لابد من ولادة جيل متطرف السلوك.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2