كيف تستخدم إسرائيل الأسلحة التكنولوجية ‎في الحرب على غزة ؟

كيف تستخدم إسرائيل الأسلحة التكنولوجية ‎في الحرب على غزة ؟صورة تعبيرية

يخوض جيش الإحتلال الإسرائيلي حربا شرسة ضد بأسلحة ثقيلة وقدرة تدميرية عالية ، ويستخدم فيها القوة الغاشمة ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، ومع اقتراب تلك الحرب العنيفة التي بدأت منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي ؛ من يومها الـ 90 ، وبلوغ عدد الشهداء الفلسطينيين إلي 22500 شهيدا من بينهم 9 آلاف طفل وحوالي 6450 إمرأة ؛وفقا لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية ؛ وأكثر من سبعة آلاف من المفقودين ، وآلاف المصابين و المشردين ومئات المنازل والمستشفيات المهدمة .

ورغم انها تكاد تكون حربا من طرف واحد ، كون جيش الإحتلال الإسرائيلي يمتلك من الأسلحة الحديثة والثقيلة المدمرة ما لا تملكه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، و التي لا تملك إلا الأسلحة البدائية وعدالة القضية ، يواجه جيش الإحتلال الغاشم صد ودفاع عظيم من قبل المقاومة خلال تلك الفترة العصيبة .

فشل إستخبارتي

المقاومة القوية التي واجهها جيش الإحتلال دفعته لخوض حرب موازية معتمدا فيها على بعض التقنيات العسكرية الحديثة مثل " صرصار الأنفاق" ، و" العناكب المتسلقة للمباني" ، وأجهزة الرصد والتجسس الدقيقة التي توضع على ظهر وأرجل الطيور لتصوير الأهداف الاستراتيجية في قطاع غزة ومن ثم قصفها.

وبالرغم من كل مظاهر التطور التكنولوجي وكل الأدوات الحديثة التي يمتلكها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلا أن هناك فشل إستخبارتي كبير يلاحق الجيش الإسرائيلي وصعوبة بالغة في إكتشاف أنفاق المقاومة وأماكن تواجد الأسرى الإسرائيليين ؛لتتبادر العديد من التساؤلات إلي الأذهان ولعل أبرزها :

لماذا لم يحسم التفوق التكنولوجي المعركة حتى الآن؟

المهندس زياد عبد التواب خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي والرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء يجيب على السؤال لـ "بوابة دار المعارف" فيقول : ان الشركات الإسرائيلية تسيطر على 31% من حجم الإستثمار العالمي في قطاع الإنترنت،بالإضافة إلى إمتلاك عدد كبير من اليهود مثل هذه الشركات المصدرة للتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي ، لذلك يسيطر اليهود سيطرة مباشرة أو غير مباشرة بالتحكم في المقاليد التكنولوجيا والاقتصادية لمثل هذه للشركات.

لعبة "الكوتشينة والشطرنج"

ودلل خبير أمن المعلومات على ذلك بأن أول احتكاك حقيقي حدث بين التكنولوجيا ممثلة في وسائل التواصل الاجتماعي وحرية الرأي والتعبير جاء على إثر الأحداث الحالية عندما فرضت شركات مثل ألفا وميتا التي تشمل "فيس بوك وإنستجرام و وتساب وثريدز" سياسات تقييد وحجب المحتوى الداعم لغزة والقضية الفلسطينية ؛ مما يفسر توجه شركات وسائل التواصل الاجتماعي وتعاطفها مع السردية الإسرائيلية، مما يؤكد وجهة نظ عميلة المخابرات الأمريكية المتقاعدة "إليزابيث موراى" عندما قالت: " ان العلاقات الوثيقة بين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والشركات التكنولوجية تهدد الحقوق الفردية في الخصوصية وحرية الرأي .

هل تستخدم إسرائيل غزة كمختبر لتقنيات التجسس والمراقبة ؟

ويستكمل عبدالتواب قائلا، في العصر الحالي ندر الاحتياج إلى جاسوس تقليدي وأضبح التصارع بين أجهزة الاستخبارات حاليا أشبه بلعبة الكوتشينة والشطرنج معًا ؛ حيث لا أحد يعلم أي بطاقة هي بطاقة المكسب ؛ ولا أي نقلة هي نقلة الانتصار ، كما أن الحرب تحفز معامل ومختبرات الصناعات التكنولوجية على التطوير ؛ومن المؤكد أن يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استغل الحرب على قطاع غزة لتطوير أدواته الاستخبارتية مثل صرصار الأنفاق لإختراق أضيق الأماكن والعناكب المتسلقة للمباني وأجهزة تنصت وتصوير دقيقة تعمل بتقنية النانو تكنولوجي كما ان الوحدة 8200 طرف مشارك في الحرب على غزة ، فهى تعد أحد أقوى أذرع هيئة الاستخبارات الإسرائيلية، ويمتد عملها لتغذية المؤسسات الأمنية بالمعلومات اللازمة، اعتمادًا على جمعها من عمليات اختراق وتجسس، تعتمد بالأساس على العمل السيبراني واستخدام التقنيات الحديثة.

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج ، خدم داخل وحدة النخبة "8200" في المخابرات الإسرائيلية ، كما بدأ العديد من كبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا خاصة الكيانات التكنولوجية الكبري .

من " بيجاسوس " الى منصات "السوشيال ميديا " ماذا يفعل عملاء الموساد في العالم الإفتراضي؟

ويؤكد زياد عبد التواب خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي على أن الوحدة 8200 سيئة السمعة إرتبط اسمها بفضيحة " بيجاسوس " في عام 2021م وهي برمجية تجسس تتطورها وتبيعها من قبل شركة "إن إس أو جروب" وهي شركة إسرائيلية تتكون من أعضاء سابقين في الوحدة 8200.

‎وأوضح عبدالتواب أن السمعة السيئة التي تتمتع بها تلك الوحدة في أعمال التجسس والابتزاز والانتهاكات الجسيمة للحقوق الشخصية أعطت لمن أنهوا خدمتهم بها تميزا في مجال الأمن السيبراني بحيث تسعى شركات التكنولوجيا الكبري مثل تويتر وفيسبوك وجوجل ، وتيك توك و وريدت وأمازون ونتفلكس وغيرها إلى توظيفهم والتعاون معهم.

وأشار عبد التواب أنه وفقا للإحصائيات المعلنة لموقع لينكد إن هناك أكثر من عضوا سابقا في الوحدة 8200 حصلوا على وظائف بشركة جوجل 78 آخرين عملوا في موقع (يوتيوب) وتطبيقاته 579 شغلوا وظائف ومناصب مهمة بشركة ( مايكروسوفت), و 15 عضوا في شركة (نتفليكس)، و 391 من أعضاء الوحدة حصلوا على وظائف في ( أمازون) ، وهذه الأرقام لا تشمل بالطبع من ليس لديهم حساب عام على ( لينكد إن ) ، أو أولئك الذين ليس لديهم حساب لكنهم اختاروا عدم الكشف عن ارتباطهم السابق مع إسرائيل، اى ان أكثر من 1220 من عملاء الموساد يعملون في جوجل ونتفلكس وفيسبوك وأمازون.

ما الدور الذي تلعبه الوحدة 8200 في الحرب على غزة؟

الدكتورة غادة عامر خبيرة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وعميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تجيب لـ "بوابة دار المعارف" فتقول : ان إسرائيل تخوض حروب سيبرانية على غزة وهذا شكل من أشكال الحروب الغير نمطية أو "الحروب اللامتماثلة" من خلال فرض الحصار بقطع شبكات الإنترنت والاتصال وشن اختراقات سيبرانية على المقاومة، كما أن الوحدة ٨٢٠٠ تشتهر بأنشتطتها التجسسية الواسعة التي تستهدف الفلسطينيين من خلال جمع المعلومات عن الأشخاص بداية من أسمائهم وأعمارهم وأنسابهم وأنشطتهم اليومية بما في ذلك تاريخهم الطبي بهدف استخدامها لأغراض يمكن وصف أقلها خطورة بالابتزاز الشخصي وتصل أخطرها في بعض الأحيان إلي عمليات الاغتيال الممنهجة، وهذه الاختراقات قد تحدث أيضا في البيوت والمنازل والسيارات الذكية بمختلف أنواعها ويمكن تحديدها من خلال الأقمار الصناعية ومن ثم التحكم فيها.

أضف تعليق