كتب: علاء الدين سعد
صدر عن وزارة التنمية المحلية تحذيرا تم توجيهه لعدد من المحافظات، طالبت فيه بتفعيل منظومة وطنية للأزمات والكوارث من أجل الحد والحفاظ على أرواح المواطنين من مرض الدودة الكبدية المعروف بـمرض "الفاشيولا".
وفى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف " أجاب الدكتور عماد حمدى أستاذ الباطنة والحميات، عن الأسئلة المتعلقة بهذا المرض، موضحا أسباب حدوثه، وأخطاره .
فى البداية يذكر الدكتور عماد حمدى بعض المعلومات عن الفاشيولا قائلًا إنها :
" ديدان بالغة تعيش في القنوات المرارية بكبد الإنسان وآكلات العشب ويخرج البيض مع البراز (بمعدل بسيط وقد يخرج البيض في الإصابات المزمنة وشيخوخة الدودة) في مياه الترع والمصارف ، ويحتاج البيض أسبوعين ليخرج الميراسيديوم في الماء في الظروف الملائمة من درجة الحرارة 22 درجة مئوية ورطوبة باحثا عن قوقع ليمنيا، وإذا لم يجد الميراسيديوم القوقع المناسب خلال 24 ساعة فإنه يموت، ويخترق الميراسيديوم أنسجة القوقع ثم يكتمل نمو السركاريا غير مشقوقة الذيل وتحاكي القلب في الشكل وذيل بسيط ، وتظهر بها بدايات معظم أعضاء الدودة البالغة مثل الممصان والبلعوم والأمعاء المتفرعة وأزواج من الخلايا اللهبية والقنوات الإخراجية، وأهم جزء الخلايا المولدة للكيس حيث تقوم ببناء الحوصلة التي تحميها مدة قد تصل إلى بضع سنوات، وتخرج السركاريا من القوقع بعد مرور 30 يوما وتسبح في الماء وتتحوصل على النباتات لتكوِّن السركاريا المتحوصلة (وهي الطور المعدي للإنسان والحيوان).
الإصابة والعدوى
وعن الإصابة بالمرض، يقول د. حمدى إن الإنسان السليم إذا شرب أو أكل خضراوات (الجرجير والخس) مصابة بالسركاريا المتحوصلة، ووصلت السركاريا المتحوصلة إلى المعدة ثم تخرج السركاريا من الحوصلة بفعل عصارة المعدة.
وتتجه السركاريا إلى الاثنى عشر ثم إلى القنوات المرارية في الكبد خلال 4-8 أسابيع
وهذا بثلاث طرق:
1- تبحث عن وريد بابي وتنتقل إلى الوريد البابي بالكبد ثم تهاجر إلى القناة المرارية
2- تخترق جدار الأمعاء إلى الغشاء البريتوني إلى كبسولة الكبد وتخترق خلايا الكبد متجهة إلى القنوات المرارية
3-تنتقل خلال القناة المرارية البنكرياسية الكبدية المشتركة إلى القنوات المرارية بالكبد (وتحتاج السركاريا إلى 8 أسابيع داخل القنوات المرارية لتتحول إلى دودة بالغة لتعيد دورة حياتها) – وتتراوح المدة من ابتلاع الطور المعدي إلى الدودة مكتملة النمو 3-4 شهور
وعن طرق العدوى والأعراض أوضح د. حمدى أن ابتلاع الميتاسركاريا المتحوصلة مع الخضراوات أو الشراب وهذا بتناول الخضراوات دون غسلها بالماء النظيف أو غسل الخضراوات في مياه الترع والمصارف أو أثناء المضمضة مع الوضوء وقد يضع بعض الباعة الجائلين مياه الترع على الترمس والحمص أو على الحلبة الحصى ويقومون ببيع الحلبة الخضراء المنبتة في فخار ويقوم كثير من الناس بأكل تلك الحلبة المنبتة وهو يرى الباعة وهم يضعون مياه الترعة على هذه النباتات.
الأعراض
وأضاف د. حمدى أن الأعراض: تنقسم إلى مرحلتين:
1- مرحلة هجرة الميتاسركاريا من الاثنى عشر إلى القنوات المرارية مسببة حمى وعرق وقيء وآلام في الجانب الأيمن من البطن لمهاجمة الكبد.
2- وجود الديدان البالغة في القنوات المرارية مدة سنة إلى عدة سنوات تسبب انسدادها مسببة ظهور الصفراء زيتونة الشكل وتضخم الكبد والتهابه وتليفه مع وجود حصوات مرارية وقد يسبب تعفن الكبد بوجود خراج وصديد وهذا لوجود جليد سميك ذو شوكات مثير لخلايا الكبد وقد لا يسبب انسداد إحدى القنوات المرارية أي مضاعفات فيحدث عسر هضم فقط ولا يلتفت الطبيب إلى سبب الدودة الكبدية، وقد تسبب الدودة البالغة عندما تلتصق بالغشاء المبطن للحلق والحنجرة اختناقا يسمى الحلزون بسبب تناول كبد الأغنام نيئة ويمكن بالغرغرة أو شرب خل أو كحول أو ليمون للتخلص من كلاهما.
التشخيص
وعن تشخيص الفاشيولا يحدد د.حمدى 3 طرق لتشخيص المرض بيانها كالتالى:
1- تحليل البراز ووجود البويضات التي شكلها بيضاوى أبعادها 150-130 طولا و90-60 ميكرون عرضا ولها غطاء أصفر ذهبي وتحتوي على خلية بيضية تقع في الوسط ومحاطة بخلايا محية وقشرة البويضة شفافة - ويمكن وجود عدوى كاذبة من أكل كبد به دودة ولذلك يفضل بعد التشخيص إعادة الفحص بعد أسبوع مع امتناع المريض عن تناول الكبد وقد توجد عدوى كاذبة أيضا من تلوث البراز بحشرة القراض اللين التي تضع العديد من البويضات التي تشبه بويضات الفاشيولا الشفافة، وتحليل الدم للبحث عن الأجسام المضادة.
2- ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء والخلايا الايزينوفيل واختبار تثبيت المتمم (CFT) إيجابي خاصة في مرحلة هجرة الميتاسركاريا ويمكن اختبار الجلد بمحتويات انتيجين (Ag) للدودة.
3- المناظير المرارية والموجات الصوتية قد تستدل على الدودة أو تلف القنوات المرارية أو وجود البويضات.
الوقاية
وأخيرا عن طرق الوقاية يقول د. حمدى أن أهمها : "عدم التبرز في مياه الترع والمصارف وعلاج الأغنام والماشية والبغال والحمير والخيول والأرانب وجميع آكلات العشب المصابة حيث لا يمكن منعها من التبرز في المصارف باعتبارها مستودعًا."