خير ما فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعطاء توجيهاته بتطوير البحيرات علي مستوي الجمهورية.. وهي توجيهات جاءت في التوقيت المناسب لتنمية الثروة السمكية لتكون «البديل» في مواجهة ارتفاعات أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء.
وهذا يوضح أن الرئيس يضع نصب عينيه في الأيام القادمة تنمية الثروة السمكية لمواجهة ارتفاعات أسعار اللحوم والفراخ.. وهو ما يؤكد علي مدي «بُعد نظره».
والملاحظ.. أن هذه التوجيهات المهمة قد تزامنت أيضًا مع جلسة لمجلس الشيوخ تركزت مناقشتها - هي الأخري - حول أسباب ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق.
والحقيقة أن الرئيس ومجلس الشيوخ قد لمسا قضية في غاية الأهمية - نحن في أشد الحاجة إليها - لمواجهة ارتفاعات أسعارها.
فمصر تطل علي البحرين «الأبيض والأحمر» بطول 2000 كيلو متر وعلي نهر النيل بطول 1000 كيلو متر، وتمتلك أكثر من 10 بحيرات من أهمها «قارون وناصر والمنزلة ومريوط والبردويل» إضافة إلي المزارع السمكية وعلي رأسها مزرعة «غليون» أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط.
فكيف لا نستفيد منهم في زيادة إنتاجنا السمكي وتخفيض أسعار الأسماك لتكون بديلًا عن اللحوم و الدواجن في ظل ارتفاع أسعارهما.. فنهر النيل وبحيرة ناصر، اللذان فيهما الأسماك «بتتوحش» ولا تجد من يصطادها، كافيان لوحدهما لسد احتياجات المصريين من أسماك البلطي والبوري والبياض وغيرها بأسعار رخيصة.
والغريب والعجيب أن تتجاوز أسعار أسماك البلطي التي تعد وجبة الغلابة الـ 85 جنيها بعد أن كان لا يتعدي أسعارها 25 و30 جنيها.. وتجاوزت أسعار البوري الـ 130 جنيها ووصول سعر البياض إلي 80 جنيها وغيرها.. مما يؤكد « إن فيه حاجة غلط» في الأمر.
فقد أصبحت أكلة السمك مؤخرًا تتكلف «شيء وشويات».. وآخر هذه الافتكاسات لارتفاع أسعار الأسماك المبالغ فيها التحقيق مع صاحب مطعم أسماك شهير بمنطقة ميامي بالإسكندرية بعد شكوي من ارتفاع فاتورة «لوجبة سمك» لـ 10 أفراد بلغت ثمنها 150 ألفًا و188 جنيهًا.. مما يثير التساؤل لماذا هذه الارتفاعات في أسعار الأسماك ولدينا هذا العدد الكبير من البحيرات والأنهار والبحار والمزارع السمكية؟ فأين إنتاجها؟.
إننا في أشد الحاجة لعقد مؤتمر قومي عاجل يحضره خبراء علوم البحار، خاصة أن لدينا في مصر أكبر معهد قومي لعلوم البحار والمصايد وكذلك كبار الصيادين للإجابة عن هذا التساؤل..
وليقولوا لنا ماذا نعمل لنكون دولة منتجة للأسماك ومصدرة لها لجلب دخل قومي لمصر وتخفيض أسعارها لتكون في متناول المصريين.. وهذا ما ننتظره في الأيام القادمة.
ومن ضمن الحلول، لماذا لا نفكر في تطوير عملية صيد الأسماك في نهر النيل والبحار.. وأن يكون لدينا أسطول أعالي البحار لجلب دخل قومي لمصر.. وكلها أسئلة تدور في الأذهان.. فهل من مجيب؟!