أكد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، على أن الشعب الفلسطيني يقدّر ويثمن عاليًا موقف مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي رفض مسألة التهجير، وقال إن «الفلسطينيين سيبقون في فلسطين ولن نقبل بنكبة جديدة وتشريد جديد»، متابعًا: نحن نثمن هذا الموقف ونثمن الموقف الأردني أيضًا وموقف غالبية الدول العربية الشقيقة التي تعمل من أجل وقف هذه الحرب ومؤازرة الشعب الفلسطيني ومساعدته وبكل الوسائل.
وعما يردده البعض من أن المجتمع الدولي صامت أو عاجز عن نصرة الشعب الفلسطيني، وأهل غزة، مما يحيق بهم من عدوان، قال المطران عطا الله حنا: «لا أعتقد بأن ما يسمي بالمجتمع الدولي صامت، بل المجتمع الدولي متآمر ومشارك فيما يحدث، هنالك دول في الغرب حكامها متآمرون ومشاركون في هذه الحرب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، والصواريخ والأسلحة التي تأتي لجيش الاحتلال دليل علي ذلك».
وأضاف: «والمرتزقة أكبر دليل ودعم ومشاركة في العدوان.. ظاهرة المرتزقة التي لا يتحدث عنها الكثيرون دليل.. هناك مرتزقة أتوا من دول مختلفة لكي يشاركوا جيش الاحتلال في هذه الحرب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.. ولذلك فإننا نعتقد بأن الغالبية من الحكام في الغرب هم مشاركون إما بدعمهم أو مؤازرتهم أو حتي بصمتهم لأن الصمت في حالة هذه الحرب هو أيضًا سكوت عن جريمة ترتكب بحق شعب أعزل».
وتابع المطران عطا الله حنا: «وفي الحقيقة فإننا في المقابل نقدر ونثمن موقف الشعوب، فالحكام في الغرب عندهم أجنداتهم ومصالحهم وسياستهم، لكن الشعوب تحركت وتتحرك والمظاهرات نددت بما يحدث والشعوب في جميع دول العالم ومن كل الأديان وكل الأعراق يتحركون نصرة للشعب الفلسطيني وهم يطالبون بوقف هذا العدوان وهذه الحرب».
رسالة للعالم
وعن رسالته للعالم في ذكري ميلاد «ملك السلام» السيد المسيح عليه السلام، قال المطران عطا الله حنا: «لقد أعلن رؤساء الكنائس المسيحية عن إلغاء المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد، وإبقاء فقط الصلوات والطقوس الدينية لكي نصلي من أجل السلام، ومن أجل العدالة ومن أجل غزة المنكوبة ومن أجل أن تتوقف هذه الحرب، وهذه بحد ذاتها هي رسالة للمسيحيين في العالم ولكل العالم المتحضر.. رسالة بأن هناك واجبًا أخلاقيًا إنسانيًا يجب أن يقوم به الجميع من أجل وقف هذه الحرب».
وأضاف: «نحن نقدر كل المواقف التي صدرت عن الكنائس المسيحية في العالم، وطبعًا نحن نوجه التحية للكنيسة المصرية ولقداسة البابا تواضروس ولكل الكنائس المصرية، التي أعلنت موقفًا متضامنًا مع فلسطين وشعبها، مطالبين بأن يتوقف هذا العدوان».
وتابع: «رسالتنا في عيد الميلاد المجيد لكل العالم خاصة للكنائس المسيحية، بأنه يجب أن يرتفع الصوت في كل الكنائس وفي كل مكان، بضرورة وقف هذه الحرب الهمجية».
متمسكون بالأرض المقدسة
وأكد المطران عطا الله حنا: أن الفلسطينيين جميعا كلما ازدادت حدة الاضطهاد والقمع الممارس بحقهم، ازدادوا تمسكًا بأرضهم وقضيتهم ومقدساتهم وقدسهم، ولذلك فإننا نعتقد بأن التنكيل والقتل والقمع والحرق والاعتقالات وكل هذه السياسات التنكيلية، لن تزيد الفلسطينيين إلا صمودًا وانتماءً لهذه الأرض المقدسة، وهذه الممارسات الاحتلالية تبرز الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال القمعي العنصري الذي يستهدف شعبنا كله، في كل تفاصيل حياته، لكن في المقابل فإن الفلسطينيين لن يرفعوا راية الاستسلام وهم متمسكون بفلسطين وطنًا لهم».
وأضاف: «نعم التضحيات كثيرة والدماء والشهداء والآلام والأحزان وكل هذا موجود، لكن في المقابل هناك الإباء والرباط والصمود والوعي والتشبث بالأرض والقضية، والفلسطينيون ليس من الوارد أن يرفعوا راية الاستسلام.