من منطلق إيمانها العميق، بأن الدين لله والوطن للجميع، فضلا عن إرادتها السياسية الحقيقية، وممارساتها الفعلية، التي يشهد عليها الواقع المجتمعي، عززت القيادة السياسية من المفهوم الشامل للمواطنة والوحدة الوطنية، إذ تعمل الدولة المصرية علي ترسيخ قيم المساواة، العدالة، التسامح و سنها للقوانين، التي تتيح حرية ممارسة الشعائر الدينية وبناء دور العبادة، لقد شهدت الجمهورية الجديدة ملحمة تنموية وعمرانية وكان النصيب الأكبر فيها للمساجد و الكنائس .. «أكتوبر» ترصد جهود الدولة المصرية في بناء الكنائس بمختلف أنحاء الجمهورية.
اهتمام سياسي
في 20 ديسمبر الماضي نشرت الجريدة الرسمية قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن توفيق أوضاع عدد 58 كنيسة، 67 مبني بإجمالي عدد 125 كنيسة والمقدم بشأنها طلبات دراسة توفيق أوضاع من الممثلين القانونيين عن طوائف الكنائس المعتمدة، وتستكمل الطائفة المختصة الانتهاء من الإجراءات الاحترازية طبقا لقرار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية رقم 1069 لسنة 2022 المشار إليه مع استكمال اشتراطات الحماية المدنية للكنائس.
وفي أواخر العام الماضي، التقي الدكتور عاصم الجزار ، وزير الإسكان البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ لمتابعة موقف تنفيذ الكنائس في المدن الجديدة.
وفي اللقاء، أكد الجزار أن الوزارة، تعمل علي تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتوفير جميع الخدمات لسكان المدن الجديدة، ومنها الخدمات الدينية «المساجد – الكنائس» طبقا للقوانين المنظمة والقواعد المعمول بها في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
وأشار إلي أن مخططات المدن الجديدة تتضمن توفير الخدمات الدينية للسكان، يتم إتاحة الأراضي اللازمة لبناء الكنائس طبقا للطلبات المقدمة من الجهات المعنية، وبموافقة مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، في إطار القانون رقم 80 لسنة 2016 الخاص بتنظيم أعمال بناء وترميم الكنائس.
تقرير حكومي
ووفقا لتقرير نشره المركز الإعلامي لمجلس الوزراء سلط خلاله الضوء علي استمرار الجمهورية الجديدة في تعزيز أسس المواطنة وحرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، وذلك بعد مرور 5 سنوات علي إصدار قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس .
ورصد التقرير جهود توفيق وتقنين أوضاع الكنائس المصرية، موضحا أنه تم إصدار 22 قرارا من قبل اللجنة المعنية، وذلك منذ مايو 2018 وحتي يناير 2022، بإجمالي 2162 كنيسة ومبني تابعا، بواقع 1186 كنيسة و 976 مبني.
تقنين الكنائس
وأشار التقرير إلي التوزيع الجغرافي للكنائس والمباني، التي تم تقنينها وتوفيق أوضاعها، حيث يوجد 203 كنائس ومبني بالجيزة، و183 في الإسكندرية، و198 بسوهاج، و149 بالقاهرة، و349 بالمنيا، و150 بالقليوبية، و217 بأسيوط.
وأَضاف التقرير أنه يوجد 144 كنيسة ومبني بالشرقية، و113 بالبحيرة، و93 ببني سويف، و53 بأسوان، و43 بالغربية، و38 بالبحر الأحمر، و42 بالدقهلية، و41 بالمنوفية، و26 بالأقصر، و33 كنيسة ومبني بقنا، بالإضافة إلي ما سبق يوجد 17 كنيسة ومبني بكل من السويس والإسماعيلية، و13 بمطروح، و12 ببورسعيد، و10 كنائس ومبان بالفيوم، و8 كنائس بكفر الشيخ، و6 كنائس ومبني بشمال سيناء، و2 كنيسة ومبني بكل من جنوب سيناء والوادي الجديد.
طفرة في البناء
كشف التقرير عن حدوث طفرة غير مسبوقة في بناء وترميم الكنائس، حيث ذكر أنه تم إنشاء 40 كنيسة، بينما يجري إنشاء 34 كنيسة أخري، وذلك بالمدن الجديدة، كما تم إحلال وتجديد 75 كنيسة بعد تدميرها في أحداث العنف الإرهابية عام 2013، فضلا عن افتتاح أكبر كاتدرائية في منطقة الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة « كاتدرائية ميلاد المسيح »، وذلك في يناير 2019.
تخصيص أراضٍ
استعرض التقرير قرارات تخصيص الأراضي لبناء الكنائس بالمدن الجديدة، في عام 2014 تم تخصيص أراضٍ لبناء 7 كنائس في 5 مدن (العبور، الفيوم الجديدة، طيبة الجديدة، سوهاج الجديدة، القاهرة الجديدة)، و في عام 2015 تخصيص أراضٍ لبناء 5 كنائس في 5 مدن (طيبة الجديدة، العاشر من رمضان، الشروق، العبور، 6 أكتوبر).
كما ورد في التقرير أنه تم تخصيص أراضٍ في عام 2016 لبناء 9 كنائس في 8 مدن (الصالحية الجديدة، 6 أكتوبر، الفيوم الجديدة، أسوان الجديدة، 15 مايو، المنيا الجديدة، أسيوط الجديدة، بدر)، بينما تم تخصيص أراضٍ في عام 2018 لبناء 10 كنائس في 6 مدن (سوهاج الجديدة، قنا الجديدة، السادات، العاشر من رمضان، ناصر، العاصمة الإدارية الجديدة).
كما تم تخصيص أراضٍ عام 2019 لبناء 10 كنائس في 6 مدن (المنصورة الجديدة، حدائق أكتوبر، بني سويف، بدر، ناصر، سوهاج الجديدة)، و تخصيص أراضٍ عام 2020 لبناء 10 كنائس في 8 مدن (السادات، 6 أكتوبر الجديدة، حدائق أكتوبر، بني سويف الجديدة، سوهاج الجديدة، غرب قنا، ناصر، المنصورة الجديدة)، أما في عام 2021 فقد تم تخصيص أراضٍ لبناء 5 كنائس في 4 مدن (العبور الجديدة- العاصمة الإدارية الجديدة- القاهرة الجديدة- دمياط الجديدة).
مسار العائلة المقدسة
وإلي جانب ما سبق، تناول التقرير الحديث عن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة ، حيث تسابق الدولة الزمن؛ ليصبح واقعا ملموسا، الذي يشمل الكنائس والأديرة وآبار المياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة علي مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، علما بأنه يمتد علي 3500 كم ذهابا وعودة من سيناء حتي أسيوط، بإجمالي 25 نقطة.
ورصد التقرير النقاط التي يمتد بينها مشروع مسار العائلة المقدسة، وهي العريش، الفرما، الزقازيق، تل بسطا، بلبيس، مسطرد، منية سمنود، سمنود، سخا، وادي النطرون (دير الأنبا بيشوي – دير البراموس – دير السريان – دير أبو مقار)، وعين شمس، مطريه، بابليون مصر القديمة.
كما يمر المشروع من المعادي، والبدرشين (منف)، البهنسا، بني مزار، سمالوط، دير العذراء بجبل الطير، الأشمونين، ملوي، ديروط، القوصية، مير، دير المحرقة جبل قسقام، أسيوط جبل درنكة.
مساهمات حكومية
ووفقا للتقرير، ساهمت المحافظات ووزارة التنمية المحلية في المشروع بأكثر من ٤٠٠ مليون جنيه؛ لتهيئة البنية التحتية وتنسيق الموقع العام المحيط بالآثار وأعمال التنسيق بين الأطراف المشاركة في المشروع، فيما خصصت وزارة السياحة والآثار 60 مليون جنيه لصالح المشروع، حيث يتم ترميم المواقع الأثرية الواقعة علي خارطة مساره، وجار الانتهاء من 11 موقعا تم منها سمنود بالغربية، وتل بسطا بالشرقية، ومصر القديمة «مجمع الأديان»، السيدة العذراء بكفر الشيخ.
وأظهر التقرير إجراءات إدراج مسار العائلة المقدسة علي قائمة التراث غير المادي باليونسكو، لافتا إلي أنه تم صدور قرار وزاري بشأن إعداد الدراسات الخاصة بالمواقع الأثرية الموجودة علي المسار في يونيو 2018، بالإضافة إلي تشكيل لجنة مختصة لإدراج مسار العائلة المقدسة علي قائمة التراث غير المادي لليونسكو.