قصص المشاهير و ملائكة الدراما

قصص المشاهير و ملائكة الدرامامحمد رفعت

الرأى7-1-2024 | 18:37

كان من المفترض أن يشهد رمضان القادم عرض ثلاثة مسلسلات من نوعية السيرة الذاتية للمشاهير، الأول يقوم ببطولته الفنان محمد رمضان ويجسد من خلاله شخصية النجم الأسمر أحمد زكي ، ولكن يبدو أن المشروع قد تأجل مرة أخرى لأسباب غير معروفة ، والمسلسل الثاني يدور حول حياة الموسيقار العبقري خفيف الظل محمد فوزي ، ويلعب دوره الفنان تامر حسني، أما العمل الثالث فتجسد من خلاله الفنانة بشرى شخصية المطربة المصرية العالمية داليدا.

وسبق أن قدمت الدراما المصرية عشرات المسلسلات عن قصص حياة المشاهير، ومعظمها لم يحقق نجاحاً جماهيرياً يذكر، فيما عدا استثناءات قليلة مثل "الأيام" عن قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين، ومسلسل "أم كلثوم" من تأليف محفوظ عبد الرحمن وبطولة الفنانة صابرين.

ولا شك أن تقديم السير الذاتية لعمالقة السياسة والعلم والفن والأدب، ظاهرة صحية لأن فى عالمنا العربى الكثير من الشخصيات التى تصلح لتكون موضوعاً للدراما، ولكن الظاهرة لها أيضاً متاعبها ومشاكلها، فليس صحيحاً أن العمل سيكون بالضرورة فى حجم وقيمة صاحبه لأن الاعتماد بالأساس سيكون على المعالجة، والمعالجة مقيدة بشدة بآراء الورثة، والذين يعتقد معظمهم أن الشخصية العامة الشهيرة جزء من ممتلكاتهم الخاصة، وبالتالى فإن أي تناول لها لا بد أن يكون عن طريقهم.

ولدينا فى هذا المجال حكايات لا تنتهى عن قضايا مرفوعة وعمليات مساومات وشد وجذب مستمرة، وأذكر أن مسلسلاً عن الموسيقار «زكريا أحمد» قد توقف أثناء التصوير بسبب اعتراض أسرته، فضلاً عن كم القضايا التى رفعت على مسلسل «السندريلا» الذى قامت ببطولته «منى زكى»، كما

لا ننسى مشكلات مسلسل «أم كلثوم»، والذي لم يحظ برضا العائلة إلا بعد النجاح المدوي الذي حققه عند عرضه.

وكانت هناك ايضا مشكلات مع ورثة «اسمهان»، بعد المسلسل الذى لعبت بطولته «سولاف فواخرى»، اعتراضاً فيما يبدو على تقديم نزواتها بطريقة صريحة، كما احتج ورثة المحامي الشهير إبراهيم الهلباوى ورفعوا القضايا على السهرة التليفزيونية "الخروج من الجلد"، لأنها قدمت دوره فى محاكمات دنشواى بصورة تجعله أقرب إلى الخونة.

وتقريباً لم يمر مسلسل تليفزيونى عن شخصية شهيرة دون متاعب، فيما عدا استثناءات محدودة للغاية مثل "الشحرورة"، والذي كان تجربة فريدة وجديدة من نوعها وهى تقديم مسلسل عن حياة «صباح» خلال حياتها وتحت إشرافها وموافقتها ومتابعتها أيضاً، وبالتالى لا محل لاعتراض الورثة لأن صاحبة الحكاية موجودة.

ويبدو أن خوف صناع الدراما من رد فعل الورثة، هو السبب فى الحالة شبه الملائكية التي يظهر بها المشاهير فى الأعمال التي تروي قصص حياتهم، بالإضافة إلى عقبة أخرى مهمة وهي كيفية اختيار من يلعب أدوار تلك الشخصيات الحية أمامنا بتسجيلاتها التليفزيونية، بحيث يبتعد الممثل عن التقليد ويقترب من دائرة التشخيص.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2