سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على زيارة أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكية لـ إسرائيل أمس الإثنين، في إطار جولة يقوم بها في المنطقة في ظل مساعي الولايات المتحدة لوقف الحرب المستعرة في الوقت الراهن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي.
ويوضح المقال، الذي شارك في كتابته جاسون بورك وبيتر بيمونت وجوليان بورجر، أن زيارة بلينكن تأتي كذلك في ظل مؤشرات واضحة على رفض الجانب الإسرائيلي لكل الضغوط التي تمارسها واشنطن من أجل وضع نهاية للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة .
ويضيف المقال أن بلينكن وصل إلى إسرائيل قادما من المملكة العربية السعودية حيث عقد مباحثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حول الأوضاع في قطاع غزة خاصة في مرحلة ما بعد الحرب.
رغبة الولايات المتحدة
ويشير المقال إلى تصريحات بلينكن التي يوضح فيها رغبة الولايات المتحدة في تنسيق الجهود مع الدول العربية من أجل إعادة الاستقرار في غزة وإعادة بناء ما دمرته الحرب هناك من أجل تحقيق سلام دائم وشامل ليس في غزة فحسب ولكن في جميع أرجاء المنطقة.
ويضيف بلينكن أن العديد من الدول العربية ما زالت على استعداد لاستمرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل شريطة تحقيق السلام الدائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، موضحا أن هناك توجها واضحا في المنطقة العربية باستمرار العلاقات مع إسرائيل ولكن بشرط إنهاء الصراع في غزة وإقامة الدولة الفلسطينية.
ويلفت المقال إلى أن زيارة بلينكن للمنطقة، وهي الرابعة في غضون ثلاثة أشهر، تهدف إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بالانخراط في مباحثات جادة لوضع تصور لمرحلة ما بعد الحرب في غزة ووضع ضمانات لحماية المدنيين في القطاع والسماح بتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
ويوضح المقال أن الولايات المتحدة كانت قد أبدت تأييدا مطلقا للجانب الإسرائيلي منذ بداية الصراع الحالي في أكتوبر الماضي، إلا أن تعنت الحكومة الإسرائيلية الرافضة لكل مقترحات واشنطن لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب وإقامة دولة فلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية أثار غضب البيت الأبيض.
ويلفت المقال إلي تصريحات مسئولين أمريكيين يقولون فيها إن الإدارة الأمريكية كانت قد اقترحت خطة لمرحلة انتقالية بعد نهاية الحرب في غزة إلا أن الحكومة الإسرائيلية عارضت كل المقترحات الأمريكية في هذا الصدد ورفضت الانخراط في أي مفاوضات جادة مع الجانب الأمريكي في هذا الشأن.
ارتفاع التوتر في المنطقة
وينوه المقال إلى ارتفاع حدة التوتر في المنطقة أمس الإثنين، بعد قيام القوات الإسرائيلية باغتيال قيادي بارز في حركة حزب الله اللبنانية في جنوب لبنان، والذي ينذر باندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط مع استمرار الحرب في قطاع غزة ووقوع العديد من الضحايا من المدنيين.
ويشير المقال في هذا السياق إلى البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة والتي توضح قيام القوات الإسرائيلية باغتيال 249 فلسطينيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ليرتفع بذلك عدد القتلى من الجانب الفلسطيني منذ نشوب الحرب إلى 23,000 معظمهم من النساء والأطفال.
ويشير المقال كذلك في سياق متصل إلى تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله أمس التي يقول فيها أن إسرائيل تسببت في إيجاد جيل كامل من الأيتام الفلسطينيين جراء تلك الحرب الشرسة الحالية في غزة ، موضحا أن عدد الأطفال الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب الحالية في غزة يفوق جميع القتلى من الأطفال في جميع أرجاء العالم خلال العام الماضي بأكمله.
ويشير المقال، في الختام، إلى تأكيد الملك عبد الله على أن القصف العشوائي لن يسهم أبدا في تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة وأن العدوان على المدنيين لن يضمن كذلك تحقيق الأمن والاستقرار.