أكدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية ، أن الحرب التي تدور رحاها في الوقت الحالي في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تسببت في تدمير القطاع بالكامل بينما يتكدس سكان القطاع في مخيمات رثة يعانون فيها من نقص الماء والغذاء والدواء.
وذكرت الصحيفة ، في مقال افتتاحي ، إن الحل لوضع نهاية لتلك الحالة المأساوية التي يعاني منها سكان القطاع يكمن في تخفيف وتيرة العنف من جانب القوات الإسرائيلية لرفع المعاناة عن سكان غزة بسبب الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي.
ولفت المقال إلى أن وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكين قام بزيارة ل إسرائيل خلال الأسبوع الجاري حاملا رسالة من الإدارة الأمريكية للحكومة الإسرائيلية مفادها أنه يجب تخفيف وطأة العنف في القطاع لتخفيف المأساة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع كما أنه يجب وضع خطة لمستقبل القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
وأوضح المقال أن الإدارة الأمريكية ترى أنه يجب تقليص أعداد القتلي من المدنيين وتحسين الأحوال المعيشية لسكان القطاع والتفكير في وضع القطاع بعد الحرب بما يضمن توفير حياة كريمة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء من خلال إقامة دولة فلسطينية لا تسيطر عليها حركة حماس.
وأضافت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة للرد على هجمات السابع من أكتوبر حيث تشير الإحصائيات إلى أن الجانب الإسرائيلي قام بإلقاء 29,000 قذيفة على سكان القطاع حتي منتصف ديسمبر الماضي مدمرا ما يقرب من 70 بالمائة من منازل القطاع البالغ عددها 439,000 منزل إلى جانب تدمير نصف المباني العامة بالإضافة إلى تدمير معظم مرافق المياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية.
وأوضح المقال في هذا الصدد، طبقا لبيانات الأمم المتحدة، أن معظم مستشفيات القطاع البالغ عددها 36 مستشفى مغلقة في الوقت الحالي وأن ما يربو على ثلثي المدارس، أو مايقرب من 340 مدرسة، مهدمة بسبب القصف الإسرائيلي الذي أدى كذلك إلى تدمير نصف الطرق والشوارع في القطاع.
ويشير المقال إلى أن سكان القطاع قبل الحرب كانوا يتلقون ما يزيد على 500 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميا تقلصت لتصل في الوقت الحالي إلى ما يزيد قليلا على 100 شاحنة تحمل الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
وفي الختام أكد المقال أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية الرافضة لإقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل أن تدرك أن هذا المنطق أصبح غير مقبول في الوقت الحالي وأنه يجب على الإدارة الأمريكية أن توضح للجانب الإسرائيلي أن الوضع بعد السابع من أكتوبر تغير وهو ما يستوجب على الحكومة الإسرائيلية أن تعدل عن موقفها السابق.