هل تنتقل العواطف والصفات مع القلوب المزروعة ؟!

هل تنتقل العواطف والصفات مع القلوب المزروعة ؟!صورة أرشيفية

منوعات11-1-2024 | 14:37

تبين من فيلم قلب أمه بطولة "شيكو، هشام ماجد، وغيرهم" أن فكرته مبنية على دراسات حقيقية وحالات عاشت نفس التجربة بعد عملية زراعة القلب.

فبعد إجراء العديد من الدراسات على الحالات بعد عملية نقل القلب واعتراف المرضى بتغير في سلوكهم ومشاعرهم، أوضح المركز الطبي في جامعة أريزونا - وهو مركز مشهور عالميًا بزراعة القلوب - أنها ظاهرة حقيقية واستعرض أمثلة حولها منها:

طالبة تدعى جايمي شيرمان 28 عاما خضعت لعملية نقل قلب من متبرع مجهول، وبعد العملية أصبحت شغوفة بالمباريات الرياضية وتناول الطعام المكسيكي وفي المقابل أصبحت تكره الرسم والفنون والطعام الايطالي التي أحبتها منذ طفولتها.

ويقول الدكتور جاك كوبيلاند "الذي أجرى العملية": خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية أجريت أكثر من 700 عملية نقل قلب تحدث أصحابها عن تلقي مشاعر وأحاسيس جديدة، وتصبح هذه الظاهرة أكثر قوة ووضوحًا كلما اختلفت الاهتمامات وتفاوتت الميول بين المتبرع والمتلقي.

ومن الحالات التي يتذكرها الدكتور كوبيلاند حكاية رجل يدعى "بيل ووهلي" تعرض لعملية نقل قلب فتغيرت حياته جذريًا، فقبل العملية كان رجل أعمال بخيلاً لا يهتم بالأعمال الخيرية ولا يمارس الرياضة ولا يتابع أخبارها، إلا أنه تغير تماما بعد العملية فأصبح أكثر كرما ونبلا ويبدي اهتمامًا بالمعاقين، كما أصبح عاشقاً للسيارات الرياضية ويبكي حين يسمع ألحان المغنية Sade التي لم يسمع بها من قبل، والأغرب من هذا أنه كان يملك شعورا قويا بأنه تلقى قلب شاب توفي في حادث سيارة لكنه لم يستطع التأكد من هذا الأمر "كون القانون في ولاية أريزونا يمنع التصريح باسم المتبرع أو طبيعة الحادث الذي تسبب بوفاته".

غير أن هذا القانون تم تخفيفه مؤخرًا وسمحت السلطات للمتلقي بمعرفة معلومات عن المتبرع في حالة موافقة عائلته، وهكذا علمت جايمي شيرمان (الفتاة التي خضعت للعملية الأولى) بأن القلب المزروع داخلها يخص لاعب كرة قدم يدعى سكوت فيليب لعب ضمن فريق جامعة كنساس وكان مغرمًا بممارسة الرياضة وتناول الطعام المكسيكي.

أما المريض الثاني (بيل ووهلي) فعلم ان المتبرع بالقلب شاب يدعى ميشيل برادي يعمل لدى ستديوهات يونفرسال كممثل بديل.. وكان مهووسًا بالسيارات الرياضية - وتوفي هو نفسه بسبب انقلاب سيارته أثناء تصوير أحد المشاهد الخطيرة، الغريب أكثر أنه حين التقى بشقيق المتبرع (ويدعى كرس برادلي) أخبره بأن شقيقه المتوفى كان يعشق أغاني Sade ويبكي عند سماعها!!

أما مع انتقالنا للوطن العربي نجد محمد خليفة 31 عاما شاب أردني تمت زراعة قلب في جسده، وبعدها لاحظ تغيرات غريبة؛ إذ أصبح يفضل القهوة السادة ويحب الكشري، وتبين أن المرحومة صاحبة القلب كانت تحب الشيء نفسه.

وتبدلت على محمد خليفة المشاعر والرغبات لتصبح مزيجا من العواطف، بعد أن عاش داخل جسده قلبان مختلفان. قصة محمد ليست من الخيال.

وتشير دراسة نشرت في مجلة "ميديكال هايبوثيسيس" (Medical Hypotheses) عام 2020 لميتشل بي ليستر إلى أن هناك تغييرات في الشخصية بعد زراعة القلب قد تحدث، والتي تم الإبلاغ عنها منذ عقود، مثل:

التغيرات في التفضيلات.

التغيرات في المشاعر والمزاج.

ذكريات من حياة المتبرع.

وقالت الدراسة إنه يفترض أن اكتساب خصائص شخصية المتبرع من قبل المزروع له القلب يحدث عن طريق نقل الذاكرة الخلوية، وتشمل أنواعا من الذاكرة الخلوية والذاكرة اللاجينية، وذاكرة الحمض النووي، وذاكرة الحمض النووي الريبي، وذاكرة البروتين. كما توجد احتمالات أخرى مثل نقل الذاكرة عبر الذاكرة العصبية داخل القلب والذاكرة النشطة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2