شجاعة جنوب إفريقيا وجبن إسرائيل

شجاعة جنوب إفريقيا وجبن إسرائيلأحمد النومي

الرأى12-1-2024 | 22:16

ليس غريبا على جنوب إفريقيا أن تقيم دعوى قضائيا أمام محكمة العدل الدولية، تتهم إسرائيل بارتكاب حرب إبادة جماعية ، فقد اكتوت نارًا وخرابًا بسب نظام "الأبارتايد" أو التمييز العنصرى لمدة نصف قرن، فقد وكان السكان هناك يصنفون منذ ولادتهم أربع بيض، سود، وهنود، وخلاسيون، حتى تمكن "مانديلا" من تحطيم الأبارتايد"، وأصبح الأيقونة الأشهر فى تاريخ إفريقيا، كما كان من المناصريين للقضية الفلسطينية.

فى ظنى تعود أهمية الدعوى التى قدمتها جنوب إفريقيا، إلى ما تحمله الذاكرة العالمية عن المأسى التى عانتها جنوب إفريقيا، نتيجة سياسة الفصل العنصرى مثل مذبحة شاربفيل، وبالتالى تكتسب الدعوى مصداقيتها أمام ضمير العالم، بخلاف ثقلها السياسى لاسيما بعد تجربة التحول الديمقراطى، والرصيد الكبير الذى تمتلكه فى علاقتها الإقليمية والدولية، بخلاف موقعها الاقتصادى الهام باعتبارها قطب مؤثر من أقطاب تجمع البريكس.

إسرائيل التى قبلت المثول أمام محكمة العدل الدولية لأول مرة فى تاريخها، بدأت حرب تشوية ممنهجة، متهمة جنوب إفريقيا بمعاداة السامية وتعاطفها مع الإرهابيين - المقاومة - وأنها لم ترتكب مذابح بشرية، وأنهم يواجهون البربرية العربية، فهى حرب بين المدنية والبربية، بين قيم الديمقراطية والبداوة والرجعية، وما فعلته من مجازر هو حق الدفاع عن النفس، هكذا يسوقون إعلاميًا ودبلوماسيًا.

الحقيقة أن إسرائيل 'تخشى الآثار والتداعيات القانونية والسياسية والأدبية التى ستنجم عن أى قرارات عاجلة صادرة عن المحكمة، فقادة الكيان المحتل يتظاهرون بعدم جدوى الدعوى، لكن الواقع يثبت القلق، فالدعوى تشكل خطرًا فى علاقاتها الدبلوماسية مع الدول، وتمارس الدبلوماسية الإسرائيلية" ضغط دولى لحشد أصوات الدول المؤيدة لها والضغط عليها لإدانة دعوى جنوب إفريقيا، فضلا عن الضغوطات على المحكمة لعدم إصدار أمر قضائى يأمر إسرائيل بتعليق حملتها العسكرية فى غزة، ورفض الدعوى، كما صدرت تعليمات للسفارات الإسرائيلية بأن تطلب من الدبلوماسيين والسياسيين على أعلى المستويات الاعتراف علنًا بأن إسرائيل تعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات الفاعلة الدولية على زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، فضلاً عن تقليل الأضرار التى تلحق بالمدنيين.

دعوى جنوب إفريقيا، هى ضربة موجعة لقادة الكيان المحتل، ولصورتها داخل القارة الإفريقية، حيث تكشف زيف الادعاءات الإسرائيلية عن الصورة الوهمية التى تحاول أن ترسمها فى عقول الشباب الأفارقة، باعتبارها البلد الحلم وواحة الديمقراطية، فبحور الدماء فى غزة تكفى.

الواقع يقول إن جنوب إفريقيا كسبت احترام شعوب العالم، ونجحت فى جرجرة إسرائيل إلى المحاكم الدولية، وإذا صدر حكم ضدها سيكون وصمة أخرى جديدة يضاف إلى سجلها الدموى، وسيكشف عورات الغرب المتواطىء والمؤيد للهولوكست الجديد فى غزة.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2