الأمين العام للأمم المتحدة: «الثقة في الحكم العالمي أصبحت هشة مع تحديات القرن الحادي والعشرين»

الأمين العام للأمم المتحدة: «الثقة في الحكم العالمي أصبحت هشة مع تحديات القرن الحادي والعشرين»الأمين العام للأمم المتحدة: «الثقة في الحكم العالمي أصبحت هشة مع تحديات القرن الحادي والعشرين»

* عاجل25-9-2018 | 19:51

 كتب: عاطف عبد الغنى

على هامش اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة قال - اليوم الثلاثاء - أنطونيو جوتريس، الأمين العام للأمم المتحدة، فى جلسة مناقشة عامة، إن العالم يعاني حالة سيئة من اضطراب ناتج عن نقص الثقة (حسب وصفه) ، حيث فقد الناس الثقة في المؤسسات السياسية بسبب الاستقطاب المتصاعد والشعوبية.

 وأضاف الأمين العام أن التعاون بين الدول بات أكثر صعوبة، وأن الانقسامات داخل مجلس الأمن أصبحت صارخة، والثقة في الحكم العالمي أصبحت هشة مع تحديات القرن الحادي والعشرين، وأن تلك التحديات الواقعة على المؤسسات والعقليات تزيد كثيرا إذا قارناها بمثيلاتها فى القرن السابق (العشرين)، وهذا على الرغم من أن مستويات معيشة الملايين من البشر قد تحسنت.

وأكد جوتريس على أنه لا يمكن اعتبار تفادي نشوب حرب عالمية ثالثة، أمر مفروغ منه، مضيفا أن: " تعددية الأقطاب فكرة تتعرض للنقد، وعلى وجه التحديد عندما نحتاجها أكثر من غيرها "، محذرا من أن العالم متعدد الأقطاب - في حد ذاته - لن يضمن السلام، أو يحل المشاكل العالمية، وأن التحولات في ميزان القوى من الممكن أن تزيد من خطر المواجهة.

 وأضاف أن قادة الشعوب يتحملون واجب النهوض برفاهية شعوبهم، وبوصفهم حراسا على الصالح العام، عليهم واجب تعزيز ودعم إقامة نظام متعدد الأقطاب، يتصف بالصلاح، يرتكزعلى قواعد، وأن تعمل الأمم المتحدة بتركيز من خلال مؤسساتها والمعاهدات المختلفة، الصادرة عنها، فى أن تجعل ميثاق الأمم المتحدة حيًا، وأن تعمل تلك المنظمات والمؤسسات على إظهار ما يمكن أن إضافته لآفاق التعاون الدولي من خلال تحقيق السلام العالمى، والدفاع عن حقوق الإنسان، ودفع التقدم الاقتصادي والاجتماعي، للنساء والرجال في كل مكان، وذلك في مواجهة التهديدات الوجودية الهائلة للبشر وكوكب الأرض - وأن يحدث هذا على قدم المساواة للجميع، في وقت تلح فيه الفرص من أجل الرخاء المشترك - ليس هناك طريق إلى الأمام إلا بالعمل الجماعي، والحس السليم من أجل الصالح العام" ، مؤكدا أن "هذه هي الطريقة التي نعيد بها بناء الثقة" (حسب قوله) .

 وأشار الأمين العام إلى ما أسماه "التحديات السبعة" التي سبق وأن طرحها، في افتتاح الدورة السابقة، (الثانية والسبعين) للأمم المتحدة، وذلك قبل عام، حين قال في خطاب له ألقاه فى أحدى الجلسات العامة: " إنه لمن المحزن أن تظل الحروب في سوريا، واليمن ، وحالة شعب الروهنجيا ، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، والمخاطر النووية ، واستخدام الأسلحة الكيميائية ، والتوترات التجارية ، والتمييز ضد اللاجئين والمهاجرين ، وتزايد السلطوية، دون حل".

 وركّز الأمين العام على قضية التغير المناخي ، الذي يمثل تهديدًا وجوديًا مباشرًا فقال" " لقد وصلنا إلى لحظة محورية، وإذا لم نغير المسار بالنسبة للقضية خلال العامين المقبلين، فإننا نخاطر بتغير المناخ، مضيفا أنه " يجب على قادة العالم أن يستمعوا إلى العلماء ، وأن يروا ما يحدث أمام أعينهم وأن يضمنوا تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ".

وأعرب جوتريس عن قلقه إزاء عدم تحقيق تقدم كاف في مفاوضات بانكوك بشأن تنفيذ المبادئ التوجيهية، قائلا " إن مؤتمر الأطراف القادم يجب أن يكون ناجحاً".

وأكد الأمين العام أنه على الحكومات إنهاء إعانات الوقود الأحفوري، وتحديد أسعار عادلة للكربون، لأن مستقبلنا جميعا على المحك، وأن تغير المناخ يؤثر على كل شيء، ومعلنا أنه سيعقد قمة بشأن تغير المناخ في سبتمبر 2019 لتعبئة الجميع للعمل مضيفًا أن: " العالم بحاجة لأن نكون أبطالًا في المناخ ".

ونوه جوتريس إلى أن التكنولوجيات الجديدة تبشر بخير كبير، مستدركا: " إلا أنها تشكل مخاطر وصفها بـ " الخطيرة"، بما في ذلك النشاط الإجرامي، وتعطل أسواق العمل، وضرب مثلا بالأعمال العدائية في الفضاء السيبراني، مثل حملات التضليل الإعلامي، التى تستقطب المجتمعات وتقلل الثقة بين الدول.

وقال الأمين العام إن وسائل الإعلام الاجتماعية والثورة الرقمية تعززان القبلية ، وتعززان الثقافة الذكورية، وإنه يجب أن يصبح قطاع التكنولوجيا أكثر تنوعًا، وليس للمصالح الخاصة، مضيفا أن التعاون بين الدول وأصحاب المصلحة فى الإصلاح بات أمرا حاسما، مؤكداً على الحاجة لإيجاد وتنفيذ حلول ذات منفعة متبادلة للتحديات الرقمية بات أمرا ملحا.

وأضاف الأمين العام إلى ما سبق أن مخاطر التكنولوجيات الجديدة المتعلقة بالحرب تحتاج أيضا إلى المعالجة العاجلة، لاسيما وأن إمكانية الأسلحة التي يمكنها أن تحدد وتهاجم ذاتيا أهدافها، يمكن أن تقود مجددا إلى سباق عالمى للتسلح، وحسب قوله : " دعونا نصف الأمر على حقيقته، إن آفاق الآلات التي تتمتع بسلطة تقدير حياة البشر، هو أمر بغيض من الناحية الأخلاقية".

وحذر الأمين العام من أن أي حرب جديدة يمكن أن تشمل هجومًا إلكترونيًا هائلاً ضد البنية التحتية المدنية فضلاً عن القدرات العسكرية، حاثا المجتمع الدولي على استخدام الأمم المتحدة كمنطلق لرعاية مستقبل رقمي آمن ومفيد للجميع، على الرغم من الفوضى والارتباك الحاثان في العالم.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2