كشف "ينج يي" قنصل عام الصين بالإسكندرية، عن إنه في عام 2023، لعبت دبلوماسية الصين مع الدول الكبرى دوراً مهماً وبناءً في الشؤون الدولية، مثل السلام والأمن العالميين، والتنمية العالمية، وتحسين الحوكمة العالمية، والاستجابة للمخاطر والتحديات العالمية، وتوسع بناء مجتمع (مصير مشترك) للبشرية من مبادرة صينية إلى توافق دولي؛ وتشجيع الدول على العمل معًا لمواجهة التحديات وتحقيق الرخاء المشترك؛ ودفع العالم نحو السلام والأمن والتقدم.
وأشار قنصل الصين بالإسكندرية، في تصريح خاص لبوابة "دار المعارف"، إلى إنه ساهم تنفيذ مبادرات الأمن العالمي والمساهمة بالحكمة الصينية، في حل معضلات الأمن الدولي، وأيضًا تنفيذ مبادرات التنمية العالمية وتقديم الصين مساهمات في حل مشاكل التنمية العالمية، وهو ما يعكس مسؤولية دولة كبرى تساهم في الحلول لتحسين الحوكمة العالمية.
ولفت "ينج" إلى إنه أدى طرح مبادرة «الحضارة العالمية» إلى توسيع المسار العملي لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
ومن ناحية أخرى، أكد القنصل الصيني على أن الصين و مصر دولتان تتمتعان بحضارات قديمة، وقد بدأت التبادلات بين البلدين مع طريق الحرير القديم، ومرت عشر سنوات منذ أن اقترحت الصين مبادرة «الحزام والطريق» عام 2013، وقامت الصين و مصر بتعميق التبادلات في جميع الجوانب، وتعد مصر من أوائل الدول التي انضمت إلى مبادرة «الحزام والطريق»، وتتوافق مبادرة «الحزام والطريق» أيضاً بشكل كبير مع «رؤية مصر 2030».
مشيرًا إلى إنه حققت الدولتان نتائج مثمرة في العديد من المجالات، منها التعاون السياسي، خاصة وأنه تتمتع الصين و مصر بثقة سياسية متبادلة، وتجريان بنشاط في مجال تبادلات وحوارات رفيعة المستوى، وتدعم كل منهما الأخرى في المصالح الجوهرية، وتقيمان شراكة استراتيجية شاملة.
وقال "ينج": وقد التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس السيسي، عدة مرات، واتفق الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية لتحقيق هدف بناء مجتمع مصري صيني ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد".
وأضاف "يي"، إنه قد تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بسرعة، حيث حققت الصين و مصر نتائج ملحوظة في بناء البنية التحتية والتجارة الثنائية والاستثمار وغيرها من المجالات، وحققتا الرخاء المشترك، وشاركت الشركات الصينية في بناء مشروعات الطاقة والموانئ والمناطق الصناعية في مصر، مما عزز تنمية الاقتصاد المصري.
وأصبحت حديقة "تيدا" بالسويس، مشروعًا تجريبيًا للبناء المشترك لـ«الحزام والطريق» و«الحزام الاقتصادي لممر قناة السويس»، مما أدى إلى تسريع التعاون الاستثماري والتكنولوجي بين البلدين، وتم افتتاح مشروع السكك الحديدية الخفيفة "مدينة العاشر من رمضان" أمام حركة المرور في عام 2023، مما سيسهل ما يقرب من 5 ملايين ساكن على طول الخط، ويزود مصر بالخبرة في تطوير نظام النقل السريع بالسكك الحديدية بين المدن، وستصبح مشاريع مثل (العاصمة الجديدة ومدينة العلمين الجديدة)، التي تنفذها الشركات الصينية، بطاقة العمل الجديدة لــ مصر.
واستكمل قنصل الصين بالإسكندرية، تصريحاته الصحفية لـ"دار المعارف"، بأنه في السنوات العشر الماضية منذ مبادرة «الحزام والطريق»، تضاعفت التجارة بين الصين ومصر، حيث تعد الصين أكبر شريك تجاري لـ مصر لمدة تسع سنوات متتالية، وأصبحت مصر رابع أكبر شريك تجاري للصين في إفريقيا، وتضاعف حجم الاستثمارات الصينية في مصر ثلاث مرات تقريباً.
وفيما يتعلق بالتبادلات الثقافية والتعليم المتبادل، فقد أدى تعميق التبادلات الشعبية والثقافية إلى تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعبين، خاصة إنه تؤيد الصين و مصر تعزيز الحوار بين الحضارات، واحترام الثقافات المختلفة، وحماية تنوع حضارات العالم، والتخلي عن التمييز والتحيز ضد حضارات معينة، ومعارضة "نظرية صراع الحضارات".
ويستمر التعاون بين الصين و مصر في مجال التعليم، في التطور، ويوجد حوالي 500 طالب صيني في الإسكندرية وحدها، وتم إدراج اللغة الصينية رسميًا في مناهج التعليم الابتدائي والثانوي، ونظام التعليم الوطني في مصر، ويوفر تطوير التعليم الصيني الدولي في مصر دعماً للمواهب للتعاون المستقبلي بين الصين ومصر.
وأشار "ينج" إلى، إنه بتعزيز التعاون المتعدد الأطراف، أصبحت مصر رسمياً عضواً في مجموعة "البريكس"، وأصبح الاتحاد الإفريقي رسمياً عضواً في مجموعة العشرين، وبموجب آليتي التعاون هاتين، ستعمل الصين و مصر بنشاط على تعزيز التكامل المتعمق بين مبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية مصر 2030»، وابتكار أشكال التعاون بشكل مستمر، وتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارتين القديمتين، والعمل بشكل فعال معًا، لبناء تعاون أوثق بين الصين ومصر، ومجتمع (مصير مشترك).