التنين.. القطب القادم.. المارد الآسيوى يحتفل اليوم بذكرى استقلاله.. ومصر تقدم التهنئة

التنين.. القطب القادم.. المارد الآسيوى يحتفل اليوم بذكرى استقلاله.. ومصر تقدم التهنئةالتنين.. القطب القادم.. المارد الآسيوى يحتفل اليوم بذكرى استقلاله.. ومصر تقدم التهنئة

* عاجل1-10-2018 | 21:34

دار المعارف

احتفلت - اليوم السبت - جمهورية الصين الشعبية بعيدها الوطني الـ (69) حيث تأسست هذه الجمهورية فى شكلها الحديث عام 1949.

وبعث الرئيس عبد الفتاح السيسى برقية تهنئة إلى رئيس جمهورية الصين الشعبية "شى جين بينج"، بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية، كما أوفد الرئيس السيسي، أحمد محمد إيهاب الأمين برئاسة الجمهورية، إلى سفارة جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة؛ للتهنئة بهذه المناسبة.

 والمناسبة هى يوم استقلال الصين، وتاريخ الحدث (الاستقلال) اكتمل بالفعل يوم 21 سبتمبر 1949، إلا أن اختيار يوم الأول من أكتوبر، للاحتفال به جاء من تاريخ اليوم الذى أعلن فيه قائد الجيش الأحمر " ماو تسي تونج " الاستقلال بين حشد من 300 ألف شخص في ساحة تيانانمن ( ساحة الميدان السماوى الذى يعد من أشهر الميادين فى الصين وفى العالم ) ليعقب هذا فى اليوم التالى، أى فى 2 أكتوبر 1949، إصدار الحكومة الصينية الجديدة لقرارها بجعل يوم أول أكتوبر من كل عام يوم الاحتفال الرسمى بمناسبة العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية.

ونظرا لطول مدة العطلة فى هذه المناسبة الرسمية السنوية فإنها تعد فرصة لتجمّع العائلات، والسفر فى رحلات سياحية داخل البلاد وخارجها، حيث تقدر الأكاديمية الصينية للسياحة أن حوالى نصف سكان البلاد، (تقريبا 589 مليون شخص) ، سوف يقومون برحلات سياحة داخلية خلال هذه الفترة وبزيادة تبلغ نحو 12 فى المائة عن العام الماضى كما تتوقع أن يبلغ حجم الواردات السياحية الداخلية فى هذه الأيام القصيرة حوالى 70 مليار دولار، بزيادة 13.5 فى المائة عام 2015.

سياحة

ومن ضمن الوجهات السياحية الداخلية المفضلة أكثر من غيرها لدى الصينيين المدينة المحرمة فى بكين ومدينة ليجيانغ القديمة فى الجنوب هذا فضلا عن مدينة ديزنى لاند فى شنغهاى.

وأما بالنسبة للسياحة الخارجية فمن المتوقع أن تسجل ارقاما غير مسبوقة حيث سيبلغ عدد السياح الصينيين المسافرين خارج البلاد خلال هذا الاسبوع الذهبى 6 ملايين سائح، وتعتبر أكثر الوجهات المفضلة لهم كوريا الجنوبية وتايلاند واليابان.

وفى احتفال الصينيون بعيد استقلالهم تزين الزهور والأعلام الساحة التى تتوسطها سلة من زهور الاقحوان المتعددة الالوان يصل ارتفاعها الى 17 مترا وقطرها الى 50 مترا، هى وشارع تشانغآن وهو الشارع الكبير الذى يقطع هذا الميدان الضخم الذى يوجد على أحد جوانبه المدخل الرئيسي للمدينة المحرمة او المدينة الامبراطورية ويقبع فى شرقه متحف الثورة، ويقع فى غربه المتحف التاريخي، وقاعة الشعب الكبري.

إصلاح وانفتاح

الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقد حققت معجزة في النمو الإقتصادي خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث بلغ معدل النمو السنوى 10 % فى السنوات 30 الماضية، ما جعل الاقتصاد الصيني يتضاعف 17 مرة، لينقذ 500 مليون شخص من الفقر المدقع، وهذا المعدل من النمو يمثل 3 أضعاف النمو المتوقع للدول قليلة الدخل والإمكانيات، كما كانت الصين من قبل.

معجزات الصين

ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الصين حققت على مدى الأعوام الـ40 الماضية إنجازات اقتصادية وصناعية مبهرة، نقلتها من واحدة من أفقر دول العالم ـ أو كما قال لى البروفيسور ييفولين جوستين، الذى يعد واحدا من أهم خبراء التنمية فى العالم ونائب رئيس البنك الدولى السابق، إلى مصاف الدول الغنية القوية اقتصاديا وصناعيا، حتى أصبحت ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم بعد الولايات المتحدة فقط، باحتياطى من النقد الأجنبى يقدر بنحو 3 تريليونات و600 مليار دولار ومتوسط دخل فرد نحو 16 ألف دولار، بعد أن كان فى عام 1979 ـ عام الانفتاح وبدء الإصلاح ـ لا يزيد على 197 دولارا سنويا، ويقدر حجم اقتصادها بنحو 11 تريليون دولار!

مصر والصين

وقد أولت الصين خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم اهتماما كبيرا بدعم التعاون مع مصر، وذلك في مجالات التصنيع، والبنية التحتية، والتجارة، وتسهيل الاستثمار، وبناء القدرات، والقطاع المالي، وذلك في إطار الخطط الرئيسية العشرة التي تم الموافقة عليها في ختام قمة منتدى التعاون الصيني – الأفريقي في جوهانسبرج عام 2015 .

ووقعت مصر مع الجانب الصينى، على عدد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني، منها تنفيذ مشروع القطار الكهربائي للربط بين العاصمة الإدارية ومدينة العاشر من رمضان، واتفاقية منحة لتنفيذ عدد من المشروعات من بينها القمر الصناعي المصري، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية لدعم المشروعات التنموية في مصر خاصة في مشروعات قناة السويس.

وما سبق تاريخ من العلاقات بين مصر والصين، يمتد هذا التاريخ لمئات السنين، والتي شهدت تطورا مستمرا في كافة المجالات علي مدى العقود الستة الماضية، كما تنتهج الدولتان سياسات متوافقة من حيث السعي والعمل من أجل السلام في كافة أرجاء العالم والدعوة إلى ديمقراطية العلاقات الدولية وإقامة نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل قائم على احترام خصوصية كل دولة، فضلاً عن تفهم كل طرف للقضايا الجوهرية للطرف الآخر.

آلية التعاون

وذكر تقرير وزعه المكتب الاقتصادي والتجاري الصيني بالقاهرة أن آلية التعاون في مجال القدرة الإنتاجية حققت تقدما ثابتا خلال السنوات الثلاثة الماضية، حيث وقع الجانبان المصري والصيني على اتفاق يحدد قائمة المشروعات التي تحظي بأولوية في يوليو وسبتمبر عام 2017 ، مشيرا إلي استمرار الصين في دعم تطوير منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، والتي جذبت استثمارات تقدر بنحو مليار دولار، وخلقت أكثر من 3 آلاف فرصة عمل .

وأضاف أنه تم الانتهاء من البنية التحتية للمرحلة الثانية على مساحة كيلومترين مربعين لمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، مشيرا إلى أن الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر شهدت ارتفاعا يقدر ب106 ملايين دولار في النصف الأول من عام 2017 ، بزيادة تقدر بـ 75 في المائة عن نفس الفترة من العام السابق، وبهذا احتلت المرتبة السادسة في قائمة الدول المستثمرة في مصر .. وهذه الاستثمارات الصينية الجديدة جاءت من شركة جوشي و دايون للدراجات النارية وشركة تيدا و شركة نيو هوب وشركة أنجيل يسيت وغيرها.

تقرير المركزى

وفي القطاع المالي، أفاد التقرير بأن البنك المركزي المصري وقع في ديسمبر عام 2016 مع نظيره الصيني اتفاقية لتبادل العملات بقيمة 18 مليار يوان صيني ، وتخطت قيمة العقود الموقعة والقروض التي منحها بنك التنمية الصيني وبنك أكسيم الصيني والبنك الصناعي والتجاري الصيني وشركة صينوسور لمصر 5 مليارات دولار.

أما عن قطاع البنية التحتية ، فقد نفذت الصين خلال السنوات الثلاثة الماضية مشروع خط نقل 500 كيلوفولت من الكهرباء للشبكة العامة فضلا عن التوقيع علي عقد مشروع القطار الكهربائي لمدينة العاشر من رمضان الذي سيكون أول قطار كهربائي في مصر ، بالإضافة إلى توقيع شركة صينية على تنفيذ مشروع مركز الأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار .

وحول خطة تسهيل التجارة والاستثمار ، قال التقرير إن مصر والصين بذلتا جهودا كبيرة لتحقيق نتائج جيدة لتصدير مصر البرتقال والعنب للصين خلال السنوات الثلاثة الماضية، حيث استوردت بكين البرتقال المصري بقيمة 80 مليون دولار عام 2017 بزيادة تقدر بنحو 208 في المائة بالمقارنة عن نفس الفترة من العام السابق، وبهذا احتلت المرتبة الثالثة بعد جنوب أفريقيا والولايات المتحدة.

وعن التعاون في مجال بناء القدرات والسياحة، نوه التقرير إلى مشاركة أكثر من ألف مصري بدورات تدريبية خلال العامين الماضيين، ويدرس الجانبان المصري والصيني التعاون في مجال تنظيم الدورات التدريبية والتوظيف، مشيرا إلى أن أعداد السائحين الصينيين الذين يزورن مصر تشهد زيادة عاما بعد عام، ومن المتوقع أن تتخطى أعدادهم أكثر من 300 ألف سائح صيني هذا العام.

الصين فى أفريقيا

من الواضح أن تأثير الصين في إفريقيا كبيرا،  فى مجال الاقتصاد، والقمة الصينية الإفريقية ترمي إلى تقويته، وقد وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتخصيص 60 مليار دولار للمساعدات والاستثمارات في الدول الأفريقية.

وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في افتتاح منتدى التعاون الصيني الإفريقي في بكين أنه سيتم إعفاء البلدان الأفريقية الأقل نموا من سداد بعض ديونها إلى الصين. كما أعلن خلال المنتدى المنعقد بمشاركة العشرات من قادة الدول الإفريقية سلسلة من المشروعات والشراكات في مجالات مثل التجارة والبنية التحتية والرعاية الصحية والأمن. ومن أجل توثيق العلاقات مع إفريقيا سافر رئيسا حكومتين أوروبيتين في الأيام الماضية إلى إفريقيا. فالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تسعيان بزيارتيهما إلى تقوية العلاقات الاقتصادية مع الدول الإفريقية. ورافق ميركل إلى غينيا ونيجيريا والسنغال وفد رجال أعمال. وأوروبا تريد تدارك الكثير في إفريقيا حيث التأثير السياسي والاقتصادي للصين كبر في السنوات الأخيرة.

أضف تعليق