في ذكرى ميلاد صلاح ذو الفقار.. سر علاقتة بالرئيس محمد أنور السادات

يمر علينا اليوم ذكرى ميلاد الفنان صلاح ذو الفقار الذي غادر الحياة بعد رحلة عطاء فني طويلة نتج عنها ما يزيد على 200 عمل فني وشخصيات متعددة مازالت موجودة في أذهان جمهوره مع اختلاف الأجيال والزمان.

ولد الفنان صلاح ذو الفقار في 18 يناير 1926 في مدينة المحلة الكبرى لأبوين من القاهرة وتحديدًا في حي العباسية وكان والده من كبار رجال وزارة الخارجية، وكان صلاح ذو الفقار متفوقًا في دراسته خاصة في الرياضة فهو واحد من أبطال مصر في الملاكمة وحصل على بطولة كأس الملك في الملاكمة (وزن الريشة) سنة 1947 .

التحق في بداية حياته بكلية الطب في جامعة الإسكندرية وذلك إرضاء لوالده الذي كان يريد أن يصبح طبيبًا مثل جده لكن بعد مرض أبيه، حوّل صلاح أوراقه ل أكاديمية الشرطة حتى يكون بجانبه وتفوق فيها علميا ورياضيا.

تخرج في أكاديمية الشرطة في سنة 1946 ثم اشتغل في مديرية أمن المنوفية وبعدها عمل في مصلحة السجون وبالتحديد سجن مصر ثم مدرسًا في أكاديمية الشرطة من سنة 1949.

علاقته بمحمد أنور السادات
كان يعمل صلاح ذو الفقار في سجن مصر عندما كان محمد أنور السادات مسجونًا على ذمة قضية اغتيال أمين عثمان وكان هو الضابط المسئول في السجن وكان ذو الفقار مؤمنًا بداخله بدور السادات الوطني تجاه بلده رغم أنه مسجون، وكان صلاح هو الضابط المكلف بحراسته هو وبقية المتهمين في القضية إلا أنه كان يساعدهم ويعاملهم معاملة حسنة لأنهم مسجونون سياسيون ولأنه على اقتناع بأنهم اتسجنوا بسبب حبهم لوطنهم وكان صلاح يجلب معه الأكل والجرائد والسجاير للسادات وكان يساعد أسرته كثيرا في تصاريح الزيارات.

كان ذو الفقار واحدًا من الأبطال الذين شاركوا في معركة الإسماعيلية وصدموا أمام الإنجليز يوم 25 يناير، وعندما قامت حرب العدوان الثلاثي على مصر أخذ صلاح ذو الفقار زمام المبادرة بقيادة 19 من طلابه في أكاديمية الشرطة وتطوعوا ككوماندوز مع المقاومة ضد الهجوم الثلاثي للجيوش البريطانية والفرنسية والإسرائيلية، أخذ صلاح ذو الفقار بعد ذلك نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرًا لدوره الوطني.
حياته الزوجية
تزوج صلاح ذو الفقار أربع مرات في حياته في المرة الأولى من السيدة نفيسة بهجت سنة 1947 وهي أم أولاده أحمد ومنى وظلت مراته حتى وفاتها سنة 1988 وله منها ثلاثة أحفاد هما كريم ذو الفقار و صلاح ذو الفقار وإنجي بدوي ثم تزوج للمرة الثانية من الممثلة زهرة العلا وكان زواجا لم يستمر كثيرا ثم انتهى بالطلاق ثم بعد ذلك جمع بينه وبين الفنانة القديرة شادية قصة حب عظيمة وكانت الأشهر في مصر ثم تزوجا سنة 1964 وكونا معا ثنائيا فنيا عظيما قدموا من خلاله كثيرا من الأعمال الناجحة وأنتج لها أكثر من فيلم ثم انتهى هذا الزواج بالطلاق بعد حب دام سبع سنين ثم تزوج من زوجته الأخيرة بهيجة واستمر زواجه منها حتى وفاته.

بدايته في السنما المصرية
كان ذو الفقار يذهب للتصوير وهو صغير مع إخواته الكبار الذين كانوا مخرجين وظهر في فيلمين وهو صغير من إخراج أخوه الكبير محمود ذو الفقار وحاول أخوه إقناعه بالتمثيل أكثر من مرة، لكنه كان يرى أنه أمر مستحيل بحكم طبيعة شغله لكن بعد إلحاح من أخيه وافق وقدم طلبا لوزير الداخلية وبالفعل استطاع ذو الفقار أن يأخذ تصريحا استثنائيا من وزير الداخلية للتمثيل وبدأ في أخذ دروس في الإلقاء مع الفنان عبد الرحيم الزرقاني، وكان أول فيلم له في السينما هو عيون سهرانة سنة 1956، بعدها عمل صلاح ذو الفقار دور حسين ابن الريس عبد الواحد في فيلم رد قلبي سنة 1957 بخفة دم وبساطة وكان هذا الدور هو بداية الشهرة والنجومية بالنسبة له.

اتجه ذو الفقار بعد ذلك للسينما بقوة وسطع نجمه في سماء الوطن العربي كله وتعددت أدواره وحققت أفلامه نجاحا كبيرا كممثل ومنتج وعمل مع أغلب نجمات السينما المصرية في عصرها الذهبي وفي سنة 1959 قدم صلاح ذو الفقار 5 أفلام منها بطولته لفيلم نساء محرمات أمام هدى سلطان وفيلم حب حتى العبادة أمام تحية كاريوكا وأدى دور بطولة في فيلم مهم هو فيلم الرجل الثاني وحقق ذو الفقار نجاحا في فترة الستينيات بمجموعة من الأدوار المتنوعة مثلا فيلم مال ونساء من إخراج حسن الإمام سنة 1960 وموعد في البرج 1962 وشاركه بطولة الفيلمين الممثلة سعاد حسني وفي سنة 1961 قام ببطولة أفلام موعد مع الماضي ووحيدة أمام مريم فخر الدين وفي سنة 1963 عمل دور عيسي العوام في الناصر صلاح الدين ببراعة والسنة التالية كان دور الدكتور حمودة وكان فيلم الأيدي الناعمة قد حقق نجاحا جماهيريا واتعرض في الدورة 14 من مهرجان برلين السينمائي الدولي سنة 1964.

كان لذو الفقار نصيب من العمل العام وفاز بمنصب وكيل نقابة المهن التمثيلية سنة 1986 وكان له عدة ألقاب مثل فارس الأحلام، العبقري، الوسيم، خفيف الظل.

تجربته مع العالمية
شارك ذو الفقار في أكثر من فيلم عالمي أولهما فيلم سر أبو الهول سنة 1964 وهو فيلم إيطالي وهذا بعدما رشحه مخرج الفيلم دوشيو تيساري لأن الفيلم كان يصور في مصر، وشارك أيضا في فيلم الفرسان وهو فيلم إنجليزي وقام بدور صلاح الدين الأيوبي وكانت آخر مشاركة عالمية له في فيلم مكسيكي يسمى نفرتيتي واخناتون للمخرج المكسيكي راول ارايزا وانتاج عام 1973 مع جيرالدين تشابلن وقام ذو الفقار بدور حور محب ملك مصر في مصر القديمة.

جوائز ذو الفقار
حصل على عدة جوائز منها:
نوط الواجب العسكري من الطبقةالأولى من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرا لدوره الوطني في معارك العدوان الثلاثي سنة 1956.
جائزة احسن ممثل عن دوره في فيلم الأيدي الناعمة في عام 1964.
جائزة احسن ممثل عن دوره في فيلم أغلى من حياتى سنة 1965.
جائزة الدولة الأولى في التمثيل عن دوره في فيلم كرامة زوجتي عام 1967.
جائزة أحسن منتج عن فيلم أريد حلا في سنة 1975.
شهادة تقدير من الرئيس محمد أنور السادات في عيد الفن سنة 1979.
جائزة الدولة الأولى في التمثيل عن دوره في فيلم الطاووس في عام 1982

وفاته
توفى ذو الفقار يوم 22 ديسمبر سنة 1993 في مستشفى بالقاهرة عن عمر 67 سنة بعدما جاءت إليه أزمة قلبية مفاجئة خلال تصوير فيلم الإرهابي.
وسيظل صلاح ذو الفقار علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية..