سانتا كروز .. القلعة الشامخة على مدار قرون بأعالي جبال وهران الجزائرية

سانتا كروز .. القلعة الشامخة على مدار قرون بأعالي جبال وهران الجزائريةر

ثقافة وفنون20-1-2024 | 19:29

على مدار أكثر من 6 قرون، لا تزال قلعة سانتا كروز تقف شامخة في قمم أعالي جبال مدينة وهران غربي الجزائر، لتسرد جدرانها وقائع وأحداث التاريخ، وتمتزج أحجارها المطلة على البحر الأبيض المتوسط مع جمال وسحر الطبيعة.

وتقع قلعة سانتا كروز، التي تعد من أهم المعالم التاريخية والسياحية بمدينة وهران وأهم القلاع الشهيرة الموجودة بالجزائر، على أعلى قمة من جبل "المرجاجو"، ويراها القادم إلى وهران برًا وبحرًا وجوًا، وهو ما ساعد موقعها الاستراتيجي في الحفاظ على تصميمها رغم مئات السنين.

ويبدأ الطريق نحو سانتا كروز من وسط مدينة وهران في حي سيدي الهواري العتيق، ويمتد على شكل طريق تغلب عليه المنعرجات ويخترق جبل المرجاجو إلى أن يدخل قمة الجبل، حيث القلعة القابعة على ارتفاع أكثر من 400 متر من سطح البحر، كما توجد بالقرب من القلعة كنيسة صغيرة تعرف باسم كنيسة سانتا كروز.

قام الإسبان بتشييد هذه القلعة ما بين عامي 1577 و1604، بعدما احتلوا مدينة وهران التي تبعد غربًا عن العاصمة الجزائرية بمسافة قدرها 450 كم في عام 1509، حيث كانت حصنًا يستعمل لمراقبة ميناء وساحل مدينة وهران.

ويرجع اسم هذه القلعة نسبة إلى القائد الإسباني سيلفادي سانتا كروز، إلا أن من صممها هو الشيخ "مرجط" وهو مسلم من وهران قتله الإسبان بعد بناء هذه القلعة.

ولعل ما يثير انتباه مختلف زوار القلعة بخلاف موقعها في قمة جبل وإطلالها على البحر، هو متانة تصميم جدرانها السميكة والتي تزيد مساحتها عن نحو 3 كيلومترات باستخدام مواد مثل الخشب والجير والحديد.

وساهمت القلعة في بقاء الاحتلال الإسباني في وهران لمدة 270 سنة إلى أن سيطر عليها العثمانيون عام 1708، قبل أن يعود الإسبان احتلال وهران للمرة الثانية عام 1732، وامتدت سيطرتهم عليها حتى عام 1792، إلى أن حررها القائد العثماني محمد بن عثمان، الذي تمكن من اختراق قلعة سانتا كروز والسيطرة عليها.

كما يمكن للزائر عند دخول القلعة التجول بها، واستكشاف السراديب أسفل القلعة والمؤدية إلى البحر، والاستمتاع برؤية الحلة الخضراء التي تكتسي جبال القلعة والمتمثلة في أشجار الصنوبر.

أضف تعليق