في ذكرى ميلاد "كشكش بيه".. محطات مهمة في حياة نجيب الريحاني

في ذكرى ميلاد "كشكش بيه".. محطات مهمة في حياة نجيب الريحانينجيب الريحاني

ثقافة وفنون21-1-2024 | 12:42

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان نجيب الريحاني، المعروف بلقب "كشكش بيه"، ولقب بـ "زعيم المسرح الفكاهي"، فهو أحد أشهر ممثلي المسرح والسينما في القرن العشرين في الوطن العربي.

وفي التقرير التالي، تعرض "دار المعارف" تفاصيل حياة نجيب الريحاني من البداية وحتى النجومية:

اسمه هو نجيب إلياس ريحانة ونعرفه باسم شهرته نجيب الريحانى، وهو مولود في 21 يناير 1889 في حى باب الشعرية لأب مسيحى من أصل عراقى اسمه «إلياس ريحانة»، كان يعمل بتجارة الخيل واستقر به المقام في القاهرة وتزوج من سيدة مصرية قبطية أنجب منها ولده نجيب، الذي عاش في حى باب الشعرية الشعبى بين الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة وفى حى الظاهر بالقاهرة التحق بمدرسة الفرير الابتدائية، وبدا انطوائيًا وحصل على الشهادة، ثم ظهر عليه ميله للسخرية.

ولاحظ موهبته الشيخ بحر أستاذ اللغة العربية، فعمد إلى اختياره رئيسًا لفريق التمثيل، حيث كان يعود إلى غرفته يتدرب على أدواره بأصوات عالية ولساعات طويلة، ولطالما تعرض للتأنيب من قبل أمه بسبب ذلك.

وعندما حصل على البكالوريا، كان والده قد تدهورت تجارته فاكتفى بهذه الشهادة وبحث عن عمل ليعين به أسرته، فالتحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادى بالصعيد.

وكانت هذه الشركة ملكًا خالصاً للاقتصادى المصرى أحمد عبود باشا، الذي أنشأ عدة شركات تعمل في كل المجالات، وكان يتقاضى راتباًَ شهرياً ستة جنيهات، لكنه ضاق بالوظيفة فاستقال وعاد إلى القاهرة ليجد أن الأمور تبدلت وأصبح الحصول على عمل في حكم المستحيل، إلى أن قادته قدماه إلى شارع عماد الدين الذي كان يعج آنذاك بالملاهى الليلية، وقابل صديقاً له كان يعشق التمثيل اسمه محمد سعيد وعرض عليه أن يكوِّنا سويًا فرقة مسرحية لتقديم الاسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهى الليلية، إلى أن التقى بديع خيرى وقدما معًا مجموعة من المسرحيات التي حققت نجاحاً، ومنها "الجنيه المصرى" و"الدنيا لما تضحك" و"الستات مايعرفوش يكدبوا" و"حكم قراقوش" و"قسمتى" و"لو كنت حليوة" و"الدلوعة" و"إلا خمسة" و"حسن ومرقص" و"كوهين" و"كشكش بك في باريس" و"خللى بالك من إميلى" و"كشكش بيه" و"فيروز شاه" و"قنصل الوز" و"عشان سواد عينيها" و"ياما كان في نفسى"، و"الدنيا على كف عفريت"، إلى أن اعتزل المسرح عام 1946 بعد أن قدم مع بديع خيرى - صديق عمره وتوأمه في الفن - 33 مسرحية.

وللريحانى عشرة أفلام منها: «صاحب السعادة كشكش بيه وسلامة في خير وأبوحلموس ولعبة الست وسى عمر وغزل البنات وأحمر شفايف».

ومن أهم المخرجين الذين تعاملوا معه: استيفان روستي، ألكسندر فاركاش، نيازي مصطفى، إبراهيم حلمي، أنور وجدي.

زيجاته:

تزوج نجيب الريحاني من الفنانة اللبنانية بديعة مصابنى، بعد قصة حب بينهما عام 1924، وكانا ثنائيًا قويًا على الصعيد الفني، لكن بعد زمن وكثير من المشاكل قررا الطلاق علمًا بأنهما تبنيا طفلة معًا تدعى "جولييت"، وحاول نجيب بشتى الطرق الحول دون الطلاق لكن دون جدوى.

وتزوج الريحاني بعدها بفترة من الاستعراضية الألمانية "لوسي دي فرناي" وأنجب منها فتاة تدعي "جينا" لكن بسبب القوانين الألمانية التي تمنع زواج الألماني لأي جنسية أخرى (في تلك الحقبة) سجلت الوثائق زوجته لرجل ألماني آخر.

وفاته:

عندما كان على فراش الموت رثا نفسه قائلا: "مات نجيب. مات الرَّجُل الذى اشتكى منهُ طوب الأرض وطوب السَّماء إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذى لا يُعجبه العجب ولا الصيام فى رجب.. مات الرَّجُل الذى لا يعرفُ إلَّا الصراحة فى زمن النفاق.. ولم يعرف إلَّا البحبوحة فى زمن البُخل والشُّح.. مات الريحانى فى 60 ألف سلامة".

وقبل وفاته قام ببناء قصر كبير تبرع به كمأوى للفنانين المتقاعدين الذين يعانون كثيرا بعد الشيخوخة خاصة لعدم وجود أي معاشات أو خدمات تأمين صحي.

وتوفي نجيب الريحاني في 8 يونيو عام 1949، بسبب مرض التيفويد، الذى دمر قلبه ورئتيه، وذلك أثناء تصويره لآخر مشاهد فيلم "غزل البنات" الذى عرض بعد شهر من وفاته.

وشكلت وفاته صدمة للكثيرين خاصة عندما علم أنه بسبب خطأ طبي واشترك الآلاف في تشييع جنازته، ورثاه الملك فاروق الأول وعميد الأدب العربي الدكتور طٰه حسين.

أضف تعليق