كيف يمكن أن يصبح الطعام الذي نتناوله، والذي من المفترض أن يغذي الحياة ويحافظ عليها، سامًا إلي هذا الحد؟!
الكاتب البريطاني كولين تودهانتر، يلقي بالسؤال الصادم في وجه العالم، ويتبعه بإجابة تحمل المزيد من الصدمات حين يكشف عما يسميه: " نظام الغذاء العالمي الجديد"، أو إمبراطورية "الغذاء المسموم" للأغذية المصنّعة، هذه الإمبراطورية التي تتكون من علامات تجارية شهيرة، وشركات عابرة للقارات، تربح مليارات الدولارات علي حساب صحة البشر في أنحاء المسكونة.
الموضوع بالغ الخطورة، وليس له علاقة بدول غنية، وأخري فقيرة، وانظر حولك لتكتشف أن أفراد المجتمع من كل الأعمار والشرائح الاجتماعية، تأكل هذا النوع من الطعام الذي يتناوله تود هانتر في كتابه المعنون بـ: "طعام مسموم وثروات مسممة.. نظام الغذاء العالمي الجديد".
ومن منا لا يتناول في طعامه اليومي المشروبات السكرية (الغازية والعصائر المعلبة)، والوجبات الخفيفة المعبأة، مثل رقائق البطاطس والبسكويت والحلويات، و الوجبات السريعة ، مثل الهامبورجر، والبرجر، و البيتزا ، الوجبات الجاهزة للأكل، مثل المكرونة المجمدة و البيتزا المجمدة، والحساء، والوجبات الخفيفة ووجبات الإفطار مثل النقانق، والبسكويت، والأطعمة المعدلة أو المعالجة بالمواد الكيميائية، مثل الحبوب المصنعة .
هذا النوع من الطعام الذي فرضته علينا ظروف الحياة اليومية، وشهية الأجيال الجديدة، التي أدمنت الوجبات السريعة، المصنّعة، المشبعة بمغريات الطعم، والشكل، والرائحة، والتي أصبحت عنوانا علي العصر الذي نعيش فيه.
نحن نتناول هذا النوع من الطعام، دون أن نسأل عن طريقة تصنيعه، ولا نعرف أن هذه المنتجات الغذائية تم تغييرها بشكل كبير عن طبيعتها، وذلك من خلال إضافة مكونات مثل: المواد الكيميائية الموجودة في المواد الحافظة والملونات والمحسنات أو النكهات الاصطناعية، لتحسين مذاقها، أو لتعزيز مدة صلاحيتها، وتحتوي هذه المنتجات - غالبا - علي مكونات منخفضة الجودة، مثل السكريات المكررة، و الدهون غير الصحية، والمواد الحافظة الاصطناعية، وتكون في مكوناتها النهائية قليلة الألياف والمغذيات الأخري.
ومخاطر الأطعمة "فائقة المعالجة" علي صحة البشر عديدة وشديدة الوطأة، وقد كشفت الدراسات الطبية عن العلاقة بين استهلاك هذا النوع من الطعام وزيادة خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض، مثل: السمنة المفرطة، مرض السكري من النوع الثاني، و أمراض القلب ، والسكتة الدماغية، وبعض أنواع السرطان ، وأخفها اضطرابات الجهاز الهضمي .
وتوصي العديد من المنظمات الصحية، حول العالم بتقليل تناول الأطعمة "فائقة المعالجة" لصالح الأطعمة الطبيعية أو الكاملة، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.. وللكلام بقية