بالبدلة الميري

بالبدلة الميريغلاب الحطاب

الرأى26-1-2024 | 18:10

بالبدلة الميرى، واقف ليل نهار زنهار فى عز الهجير وفى غضبة الأمطار، وعندما ينال منه التعب يبتسم ويقول لنفسه كله فدا الأوطان.

تاريخ طويل من التضحيات وفى معركة الإسماعيلية تجلت البطولات .. مدافع ميدان ودبابات وإنذارات بالاستسلام أو الموت ؛ وتم حصار محافظة الإسماعيلية من الجنرال ماكسهام ؛ وجاءه الرد الصادم من أصغر ضابط لن تتسلموا المحافظة إلا على أجسادنا ؛ فبدأت المدافع والدبابات تدك جدران المحافظة بلا هوادة وسالت الدماء وتناثرت الأشلاء ومازال الضباط وقلة من العساكر الأبطال يقاومون ببنادق خفيفة وذخائر قليلة ورغم ذلك لم يكونوا أقل شراسة من دوى القنابل التى تنهال على رؤوسهم حتى نالت منهم واستشهد من الأبطال ست و خمسون وأصيب ثمانون ونال أبطالنا من جنود الاحتلال واقتطفوا منهم ثلاثة عشر رأسا من الضباط غير عدد لا بأس به من الجنود .

توقف القتال لبرهة لعلهم يستسلمون لكن وصل للقائد الانجليزى ماكسهام نفس الرد لن تدخلوا المحافظة إلا على ماتبقى من أجسادنا ، واستأنف الإنجليز دك جدران المحافظة واستمرت المقاومة.

بنادق عتيقة وذخائر قليلة وقلوب من فولاذ سطروا ملحمة من البطولات والشجاعة النادرة أمام آلات عسكريه حديثة وجنود الإحتلال يختبئون خلف تحصينات ودبابات ومدافع هاون؛ حتى نفذت ذخيرة الأبطال وتهدمت من حولهم الجدران ونال منهم ألم فراق رفاقهم تحت الأنقاض؛ وخرج اللواء أحمد رائف ومعه ماتبقى من جنوده مرفوعى الرأس ، ولم يخف ماكسهام إعجابه ببسالة ما تبقى من الضباط والجنود المصريين وقال قولتة الشهيرة لقد قاتل الضباط المصريون بشرف واستسلموا بشرف فحق علينا احترامهم ؛ وأمر قواته بأداء التحية العسكرية للأحرار المصريين، تقديرا لهم ولشجاعتهم وبقى يوم ٢٥ يناير فى ذاكرة الأجيال يتدارسه جيل بعد جيل حتى قرر الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك عام ٢٠٠٩ أن يكون يوم ٢٥ يناير من كل عام عيدا وطنيا للشرطة تقديرا لهم ولإخلاصهم فى الدفاع عن أمن الوطن واستقراره.

واستمرت بطولات رجال الشرطة كتفا بكتف ويد بيد بجوار رجال قواتنا المسلحة للحفاظ على كرامة واستقلال هذا الوطن وواجهوا كل التحديات والمخططات التى أرادت النيل من أمن البلاد وأهلها ، وتصدوا لرصاص الإرهاب الأسود حتى دحروه بغير رجعة.

ودفع الأبطال الثمن من أرواحهم ليعيش الوطن منعما بالأمن.

والآن حق علينا تخليد ذكراهم على الدوام في ٢٥ يناير كعيد لهم ، لكن ستظل بطولاتهم وتضحياتهم عالقة فى ذاكرة كل مصرى ومصرية فبطولاتهم لا تنتهى نشاهدها ونشعر بها كل يوم ؛ ننعم بها حينما نخلد للنوم وهم ساهرون على تأمين ارواحنا وممتلكاتنا.
فتحية لكم من القلب ودمتم لنا فخرا وجعل الله كل أيامنا أعيادا ومصرنا الحبيبيه فى رقي وازدهار .

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2