أشار الدكتور ماهر الصافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إلى أن جنوب أفريقيا استطاعت أن تفرض سياسة الأمر الواقع على الاحتلال الإسرائيلي، من خلال رفع دعوى ضده أمام محكمة العدل الدولية؛ لإنصاف شعبنا الفلسطيني، وحقه في الحياة أمام طغيان هذا الاحتلال الإسرائيلي الفاشي، الذي ضرب كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تكفل حماية المدنيين أثناء الحروب، فرضت على محكمة العدل الدولية التحقيق في حملات الإبادة الجماعية، التي ينفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين، بالرغم من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول على حكومات قضاة المحكمة، التي كان لها أثر كبير إلى عدم اتخاذ قرار مطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار والحرب وانهاء العدوان بصورة فورية؛ ما يضعِف ويؤثر على فعالية القرارات التي اتخذتها المحكمة".
وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: "الطريق طويل لنيل العدالة التي يستحقها شعبنا الفلسطيني الذي يعاني منذ عام 1948، وحتى يومنا هذا، وقائع المحكمة اليوم لم يحقق المطلوب الذي كنا نصبو إليه، وهو «وقف جرائم الإبادة الجماعية» التي يرتكبها المحتل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أنها خطوة تشكّل انتصارً منقوصًا للقانون الدولي للإنسانية، فأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وطالبتها ببذل المزيد من الجهود لمساعدة المدنيين، مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كل هذه القرارات التي اتخذت المحكمة، لم تردع إسرائيل ولم توقف العملية العسكرية التي دمرت ما يزيد من 85% من البنية التحتية، والسكانية والحياتية، والمؤسسات والمستشفيات والمساجد في قطاع غزة".
وأشار إلى أن إسرائيل ستستمر في الإبادة الجماعية، من خلال قصفها لكل شيء في غزة، وإعداد الشهداء في تزايد مستمر فقد وصل عددهم إلى ما يزيد عن 26 ألف شهيدًا ومايزيد عن 9000 آلاف مفقود تحت انقاض منازلهم المدمرة بفعل القصف، وأصيب ما يزيد عن 70 ألف جريح جلهم من الأطفال والنساء والمسنين والمدنيين".