أظهرت عدة دراسات أن فيروس كورونا COVID-19 له تداعيات شاملة على الصحة، إذ من المعروف أن الفيروسات تؤثر على الجهاز التنفسي، لكن فيروس SARS-COV ومتغيراته يسبب ضررًا أكبر بكثير من ذلك، ولا يقتصر الأمر على الجهاز التنفسي فقط، حيث تبين أن فيروس كورونا يمكن أن يلحق الضرر مؤقتًا بجودة الحيوانات المنوية، وبالتالي يضر ب الصحة الإنجابية للرجال.
وأوضحت الدراسة ان العدوى تؤدى إلى التهاب في خلايا الحيوانات المنوية مما يؤثر على وظيفتها بشكل عام. ومع ذلك، تثبت أحدث دراسة نُشرت في مجلة Virology أن فيروس كورونا لا يضعف الجهاز التناسلي الذكري بشكل دائم ويمكن أيضًا اتخاذ خطوات لتحسين صحة الحيوانات المنوية.
وأشارت دراسة سابقة نشرت في جامعة جوستوس ليبيج جيسن بألمانيا؛ إلى أن الإصابة الشديدة بكوفيد-19 يمكن أن تؤدي إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية بما في ذلك فشل تكوين الحيوانات المنوية، ويمكن أن تكون النتائج دائمة. إلا أن الدراسة الحالية تشير إلى إن التداعيات مؤقتة، ويهدف فريق من الباحثين الصينيين إلى دراسة التأثيرات قصيرة المدى وطويلة المدى نسبيًا لعدوى كوفيد-19 على جودة الحيوانات المنوية.
وقد قام الخبراء بمراقبة 85 رجلًا وقاموا بدراسة السائل المنوي الخاص بهم في الفترة من يونيو 2022 إلى يوليو 2023، ولاحظوا تغيرات معينة في صحة الحيوانات المنوية لديهم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الإصابة بكوفيد-19.
وأظهرت نتائج الدراسة أن عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال أقل بكثير مما كان عليه قبل ستة أشهر من الإصابة بعدوى كوفيد-19، كما لاحظوا أنه عندما بدأ المرضى في التعافي من كوفيد، بدأت جودة الحيوانات المنوية في التحسن. ولكن عندما أصيبوا بالعدوى، تعرضوا جميعًا لأضرار كبيرة وكانت المنطقة التي لاحظوا فيها تغيرًا كبيرًا في تركيز الحيوانات المنوية قبل الإصابة وبعدها. هذه هي الطريقة التي توصل بها الخبراء إلى استنتاج مفاده أن كوفيد-19 له بالتأكيد بعض التأثير على الصحة الإنجابية.