أكدت صحيفة "الوطن" العمانية، اليوم الأحد، أن قرار محكمة العدْل الدوليَّة بإلزام الكيان الإسرائيلي باتِّخاذ جميع التدابير لمنْعِ الأفعال المحظورة بموجب اتفاقيَّة منْعِ الإبادة الجماعيَّة، واتِّخاذ إجراءات لضمان توفير الاحتياجات الإنسانيَّة المُلحَّة لقِطاع غزَّة بشكلٍ فوريِّ، يُعَدُّ خطوةً غير مسبوقة في تاريخ الصراع في المنطقة.
وذكرت الصحيفة، تحت عنوان "قرار ينتصر للحق الفلسطيني.. ولكن"، أنه "وللمرَّة الأولى يصدر قرار من جهة دوليَّة رفيعة يُلزم كيان الاحتلال بأيِّ شيء، فالقرار الصادر يُمثِّل انتصارًا حاسمًا لسيادة القانون الدوليِّ، ومنعطفًا مُهمًّا في السَّعيِ لِتَحقيقِ العدالة للشَّعب الفلسطينيِّ، ويفتحُ الطريق نَحْوَ قراراتٍ مشابهة تُغيِّر الوضعَ الحاليَّ، وتؤكِّد إمكان محاسبة الكيان الإسرائيلي، ويذكِّر العالَم أن لا دَولةَ فوق القانون، وأنَّ العدْل يسري على الجميع، ويضع هذا القرار حدًّا لثقافة الإجرام والإفلات من العقاب لكيان الاحتلال الصهيونيِّ، والَّتي تمثَّلت بعقود من الاحتلال، والتطهير العِرقيِّ، والاضطهاد، والفصل العنصريِّ".
وأضافت أنه "رغم الترحيب الدوليِّ الواسع بالقرار ـ يبقى منقوصًا لعددٍ من الأسباب، أهمُّ تلك الأسباب أنَّه رغم تلبيته لمُعْظم ما طلبته جنوب إفريقيا (الدَّولة الَّتي قدَّمت الملف)، إلَّا أنَّه استثنى توجيه الأمْرِ بوقف الحرب على غزَّة، وهو المطلب الأشدُّ إلحاحًا الَّذي يوقفُ فعليًّا حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يرتكبها كيان الاحتلال ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل، والَّذي خرج القرار لِيوقفَها في الأساس، ما يؤكِّد أنَّ الإرادة الدوليَّة لا تزال رهينة تدخُّلات الدوَل الدَّاعمة للكيان الصهيونيِّ وإجرامه، وأنَّ أحكام محكمة العدْل الدوليَّة لها توازنات سياسيَّة مِثل باقي المنظَّمات الدوليَّة، الَّتي طالَما رضخت للضغوط الصهيونيَّة، وتجاهلت إلزام الكيان الصهيونيِّ المارق بوقفِ عدوانه المستمرِّ على الشَّعب الفلسطينيِّ لعقودٍ طويلة".
وأوضحت الصحيفة أنه "ورغم وضوح قرار المحكمة، إلَّا أنَّه على الصَّعيد العمليِّ لَنْ يُشكِّل فارقًا في معاناة الفلسطينيِّين على أرض الواقع؛ نظرًا لعدم المطالبة بوقفِ العدوان، بجانب أنَّ هذا الحُكم التاريخي لا يزال معوَّقًا بعدم القدرة على التنفيذ، بل إنَّه اكتفى بمطالبة كيان الاحتلال باتِّخاذ إجراءات لمنعِ التَّدمير، والحفاظ على الأدلَّة المتعلِّقة بارتكاب إبادة جماعيَّة، وكأنَّه يعطي القطَّ المفتاح، كما يقول المَثل الشَّعبي، ويبقى على العالَم الاستماع لنصائح سلطنة عُمان، والعمل على إلزام «إسرائيل» (كيان الاحتلال) بوقف العمليَّات العسكريَّة وأعمال الإبادة بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ؛ حتَّى يكُونَ لتلك الخطوة الجديدة مغزى ومعنى يعطي قليلًا من الاحترام للقوانين الإنسانيَّة والدوليَّة، الَّتي أهدرها كيان الاحتلال بمواصلة عدوانه".