لا أملك إلا أن أقول "بالفم المليان" شكرًا موزمبيق.. فلولا تعادلها مع غانا في آخر دقيقة لكان منتخبنا علي سلم الطائرة عائدًا إلي مصر، ومودعًا بطولة الأمم الإفريقية من الأدوار الأولي.
فقد صعدنا إلي دور الـ 16 بضربة حظ – وبدعاء الوالدين – وبأقدام الآخرين كالعادة.. وهذه عادتنا "ولا حنشتريها".. ومع ذلك لا أخفي سعادتي بصعودنا.
والغريب.. أنه بالرغم أن منتخبنا يضم عددًا كبيرًا من اللاعبين الدوليين الكبار.. وعلي أعلي مستوي، إلا أن أغلبهم كان في أسوأ حالاته.. وكانت هناك علامات استفهام حول أدائهم الباهت، حيث ظهروا بأقل من المستوي المعروف عنهم في الأندية المحترفين فيها.
فالدفاع شوارع.. وحارس المرمي الشناوي مهزوز وادعي الإصابة للهروب.. والمدرب "تايه"، وتشعر أنه مشلول.. وحتي محمد صلاح كان في أسوأ حالاته هو الآخر.. وهذا ليس أداءه الذي عرفناه عنه مع ليفربول الإنجليزي!!
فشتان بين محمد صلاح مع المنتخب ومع ليفربول.. فمع المنتخب تشعر أنه غير موجود بالملعب.. وكل حين وآخر لما يلمس الكرة ويشعرك أنه بيلعب "بالشوكة والسكينة"، خوفا علي قدمه.. في حين مع ليفربول فهو يصول ويجول في الملعب طوال90 دقيقة زمن المباراة، ويحرز الأهداف من أنصاف الفرص.. فمع ليفربول تشعر أنه لاعب سوبر.. أما مع المنتخب فتشعر أنه لاعب أقل من العادي "مكسح".
وجاءت إصابته ثم الإعلان المفاجئ عن سفره لإنجلترا بحجة تلقي العلاج، بناءً علي طلب ليفربول لتثير الكثير من علامات الاستفهام وتفتح الباب "لنظرية المؤامرة" علي مواقع التواصل الاجتماعي.. فالبعض يري أنه ادعي الإصابة للهروب بعد أن شعر أن مباراة المنتخب مع غانا "متقفلة" وصعبة.. والبعض قال إنه ادعي الإصابة للحاق بمباريات فريقه المفضل "ليفربول"، وفقا لاتفاق سري بينهما.. والبعض الآخر يري أنه فضّل ادعاء الإصابة خوفا علي قدميه.
وحتي لا نبخس اللاعبين المخلصين حقهم.. فلولا تريزيجيه، ومصطفي محمد، وإمام عاشور، وعمر مرموش لانفضحنا فضيحة كبيرة، حيث كانوا علي "قدر المسئولية".
ولا أعرف ماذا كان سيحدث لو وقعنا في مجموعة صعبة أو لعبنا مع منتخبات، مثل السنغال، أو الجزائر، أو المغرب.. فالحظ أوقعنا في المجموعة الثانية، والتي تعد سهلة نسبيًا وتضم منتخبات "علي قد حالها"، مثل موزمبيق، والرأس الأخضر، وغانا"، ومع ذلك تعادلنا معهم "بالعافية" ولم نستطع الفوز عليهم.
والفضيحة الكبيرة أن تخرج بلد اسمها "الرأس الأخضر"، وتكون علي رأس مجموعتنا بـ 7 نقاط ويأتي منتخبنا ثاني المجموعة بـ 3 نقاط فقط.. وبالعافية.
حل اتحاد الكرة "الفاسد"، أصبح مطلبا ضروريا بعد هذه المهزلة.. وبعد أن تبين أن أحد أعضائه وهو حازم إمام قد اتفق سرًا مع ليفربول علي سفر "صلاح" لإنجلترا بحجة العلاج.. وبعد انصياع الاتحاد لطلبات ليفربول الإنجليزي بمغادرة صلاح لمعسكر المنتخب.
في حين ضرب اتحاد الكرة المغربي مثالاً في الإدارة الرياضية برفضه سفر "مزداوي"، نجم ميونخ الألماني للعلاج بألمانيا، واتفاقا علي أن يستكمل علاجه في معسكر المنتخب في "أبيدجان" الإيفوارية، حيث أرسل نادي ميونخ فريق طبي لعلاجه هناك.