هذا الدعاء.. كان أول ما صدر مني أثناء قراءتي لهذا الكتاب الخطير والمهم في ذات الوقت، خاصة لكل من تجاوز الستين مثلي.
فالكتاب يتحدث عن مرض الزهايمر الذي يصيب الإنسان، ويجعله يفقد الإحساس بالزمان والمكان، وتدريجيًا يصبح شخصا غريبا عن محيطه.
وهو من إعداد الزميلة " هبة حسين "، المحررة العلمية ومدير تحرير أخبار اليوم، وقد بذلت فيه جهدًا كبيرًا في تجميع المعلومات، وتحليل الأرقام، والإحصائيات، مع الاستعانة بثمانية أطباء مصريين متخصصين في علاج هذا المرض، ومن ثمّ، جاء الكتاب شاملًا، وجامعًا لكل الأسباب والأعراض، وطرق العلاج، وكيفية التعامل مع المريض، فضلًا عن طرق الوقاية، أو التخفيف من الآثار بتناول أغذية معينة، وممارسة الرياضة، وبعض الأدوية المسكنة!
الطريف أن هبة تقول في كتابها: إن نسبة الإصابة بهذا المرض 2% فقط للفترة العمرية من 65 إلي 70 عاما، فالحمد لله.. أننا ما زلنا في مرحلة الأمان.
ولكن المشكلة ما قالته هبة أيضًا بعد ذلك، ودفعني للدعاء لها: أن نسبة الإصابة تتضاعف كل خمس سنوات لتصل إلي أكثر من 50% عند سن التسعين! وهو ما يطلق عليه البعض "لعنة تقدم العمر"!، شكرا يا هبة.. وربنا يطول في عمرك!
لقد نجح في كشف هذا المرض الطبيب الألماني الويس الزهايمر عام 1906، بعد تشريح مخ إحدي مريضاته بعد وفاتها، وكانت تشكو من النسيان ومحو كل الأحداث القريبة من ذاكرتها.
والزهايمر يختلف عن "النسيان" العادي الذي يعاني بعضنا منه، حيث ينسي مكان مفاتيحه ونظارته، أو أسماء بعض الأشخاص فهذا النسيان.. مؤقت بسبب إجهاد المخ ومعاناته من كثرة التفكير في أشياء ومواقف متعددة في آن واحد.
وقد بلغ عدد المصابين بالزهايمر في العالم أكثر من 55 مليونا، ويزداد العدد سنويًا بحوالي 10 ملايين مريض!
وفي مصر بلغ عدد المصابين أكثر من 500 ألف وتقول بعض الدراسات إن هذا العدد مرشح للوصول إلي المليون بعد 6 سنوات!
ويكفي أن تعلم أن المخ البشري يعتمد علي شبكة معقدة تضم أكثر من 100 مليار خلية، تقوم بحوالي تريليون اتصال فيما بينها، ومن ثمّ، ينصح الأطباء بالهدوء، وعدم التوتر الشديد عند أي مشكلة، وخاصة للمصابين بالضغط والسكر حتي لا تتسارع الإصابة بهذا المرض سارق ذاكرة المرضي به!
ختامًا الكتاب جديد.. ورهيب بما احتواه من معلومات وإحصاء.. لكنه يحتاج لقراءة متأنية!