سلط مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على الانقسامات الحالية داخل الاتحاد الأوروبي بشأن استمرار تقديم المساعدات العسكرية ل أوكرانيا في ظل إصرار المجر على موقفها المعارض لتقديم حزمة جديدة من المساعدات تصل قيمتها إلى ما يقرب من 50 مليار يورو.
وأشارت كاتبة المقال ليزا أوكارول إلى أن قادة الدول الأعضاء لديهم إحساس متنام بالغضب من رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بسبب موقفه من مساعدات أوكرانيا، لافتة إلى تصريحات أحد الدبلوماسيين الأوروبيين التي يصف فيها موقف أوربان بأنه يصب في مصلحة روسيا.
وأضاف المقال أن قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يدرسون حاليا خطة غير معلنة تهدف لإضعاف اقتصاد المجر حال استمرارها في تبني هذا الموقف المعارض لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا.. مشيرا إلى أن تلك الخطة والتي نشرتها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية تشمل إضعاف العملة المحلية للمجر وتقليص مستوى ثقة المستثمرين في الاقتصاد المجري.
وأوضح أن رئيس وزراء المجر كان قد اعترض على تقديم الحزمة الجديدة من المساعدات ل أوكرانيا خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي عقد في ديسمبر الماضي مما دفع الدول الأعضاء إلى تأجيل الاجتماع لمناقشة تلك المسألة في الأول من فبراير المقبل.
ولفت إلى أنه في حالة عدم التوصل لاتفاق خلال اجتماع الخميس المقبل واستمرار المجر في تبني نفس الموقف سوف يعلن قادة الاتحاد توقف التمويل الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للمجر.
ونوه المقال إلى أن الاتحاد الأوروبي يلجأ لآلية التمويل الذي يقدمه للمجر في محاولة لإجبارها على العدول عن موقفها وتبني موقف أكثر ملائمة لمواقف باقي الدول الأعضاء.
وفي هذا السياق.. تطرق المقال إلى موقف المجر من تلك الضغوط التي يمارسها الاتحاد حيث أشار إلى تصريحات وزير الاتحاد الأوروبي في حكومة المجر يانوس بوكا التي قال فيها إن بلاده لا تخضع لأية ضغوط وأنه لا يوجد أي علاقة بين المساعدات المقدمة ل أوكرانيا وحصول المجر على تمويل الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المقال أن هناك توجها قويا داخل الاتحاد الأوروبي نحو تفعيل المادة السابعة من اتفاقية الاتحاد الأوروبي والتي تسمح بحرمان المجر من حق التصويت على قرارات الاتحاد حال استمرارها في تبني ذلك الموقف المعارض لقرار المساعدات لأوكرانيا.
وفي الختام.. أشار المقال إلى تصريحات أحد الدبلوماسيين الأوروبيين التي قال فيها إن اللجوء للمادة السابعة من اتفاقية الاتحاد الأوروبي سوف يكون الملاذ الأخير، معربا عن أمله في عدم اللجوء إليها على الرغم من حالة الغضب الشديد التي تنتاب الدول الأعضاء جراء موقف المجر.