قالت منظمة الصحة العالمية، إن مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، وعبرت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء ما يحدث في غزة من أوضاع سوء تغذية تتجه نحو مجاعة إذا استمرت الظروف الحالية.
وذكر الدكتور ريتشارد بيبركورن والدكتور أحمد ضاهر رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية الفرعي في غزة في مؤتمر صحفي للصحفيين في جنيف (عبر الفيديو) اليوم الجمعة، أنه لا أحد في غزة في مأمن من المجاعة حيث يشير التصنيف الدولي للأمن الغذائي وهو التحليل الأكثر موثوقية بشأن الأمن الغذائي إلى أن أكثر من نصف مليون شخص ــ ربع السكان ــ يواجهون ما يصنفه الخبراء على أنه ظروف جوع كارثية.
وعلى صعيد متصل، قال مسؤولا المنظمة إن وصول المرضى والشركاء الصحيين لإعادة إمداد المستشفيات لا يزال أمرا صعبا للغاية، ولفت المتحدثان إلى أنه من بين 15 مهمة مخطط لها إلى شمال غزة في شهر يناير الماضي يتم تسهيل 3 منها وإعاقة 4 (طرق غير قابلة للعبور) وتم تأجيل واحدة وتم رفض 8 أخرى كما أنه من بين 11 مهمة مخطط لها إلى الجنوب - تم تسهيل 4 وتأجيل 2 وعرقلة 2 (فتح متأخر لنقطة التفتيش / تأخير مفرط) ورفض 3 مهمات .
وأكدت منظمة الصحة أن الافتقار إلى ضمانات السلامة والممرات الإنسانية في غزة يزيد من صعوبة تنفيذ العمليات الإنسانية بشكل آمن وسريع، وقالت إن الافتقار إلى الوصول المستمر إلى المستشفيات قد يؤدي إلى تفكيك النظام الصحي، ولفتت المنظمة إلى أن 13 من 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي واثنتان تعملان بشكل محدود في الوقت الذي لا تعمل 21 مستشفى في حين أن ثلاث مستشفيات فقط تعمل بكامل طاقتها وهي المستشفى الإماراتي والمستشفي الأردني ومستشفى رفح.
قال مسؤولا المنظمة إن الإحالات الطبية للمرضى المصابين بإصابات خطيرة والمرضى خارج غزة لا تزال غير كافية، وأكدا على أن هناك حاجة إلى نقل منظم وآمن ومستدام للمرضى سواء إلى مصر وربما إلى مواقع أخرى عبر مصر ولفت المسؤولان إلى أن أكثر من 8 آلاف شخص بحاجة إلى إخلاء طبي منهم 6 آلاف مرتبطون بإصابات الحرب وألفين مرتبطون بحالات طبية أخرى.
وقالت المنظمة الدولية إن هناك أكثر من 27 ألف حالة وفاة في غزة حتى الآن 60 % منها نساء وأطفال بينما يوجد أكثر من 66 ألف جريح، وأشارت إلى أنه في الإجمالي فإن أكثر من 100 ألف من سكان غزة إما قتلوا أو أصيبوا أو فقدوا ويفترض أنهم ماتوا .