أكد سامر السنجلاوي الباحث في الشئون الإسرائيلية، أن السبب وراء قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الجمعة، بفرض عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيلين، يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ هو لأن الإدارة الأمريكية عجزت في الفترة الأخيرة، من التأثير على حكومة نتنياهو، في تغير مسار الحرب الطائشة على قطاع غزة، ولم ينجح بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في تقيد عمليات الجيش الإسرائيلي التي تسقط مئات الضحايا من الفلسطينيين المدنيين الأبرياء بشكلٍ يومي. وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: "أيضا لم تستطع الإدارة الأمريكية أن تسهل بالقدر المطلوب في دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ولا إلى كل تجمعات النازحين، مشيرًا إلى أن نتنياهو لا يتجاوب مع كل ما يطلبه الأمريكان وفي نفس الوقت يحصل نتنياهو على كل ما يطلبه منهم، وخاصةً الدعم العسكري والذخيرة، وقطع الغيار والأسلحة، بالإضافة إلى الدعم الدبلوماسي، والفيتو في مجلس الأمن".
وتابع:"ربما أراد بايدن من خلال الإعلان عن إدراج 4 من المستوطنين على قائمة المقاطعة؛ تحذير نتنياهو من استمرار تجاهله للمطالب الأمريكية، وأيضًا أراد أن يشجع العالم لاتخاذ إجراءات ضد المتطرفين اليهود، ومن يدعمهم من حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي".
وأوضح أن توقيت هذه العقوبات لم يأتي بمحض الصدفة، بل مرتبط بتوقيت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فأراد استمالة الأصوات العربية في الانتخابات القادمة، فولاية متشيغان يوجد بها جالية عربية وإسلامية قوية وفاعلة، ربما أراد بايدن استرضاء قيادات هذه الجاليات، أو أن يوفر لنفسه مادة حديثة، تظهره وكأن متوازن في تصرفاته.
وأكد أن هذه الإجراءات الشكلية لن تفي بالغرض، فقاعدة بايدن الانتخابية تريد وقف فوري لحرب الإبادة في غزة، وتريد أيضًا عملية سياسية تنهي الاحتلال الإسرائيلي، وتؤدي إلى دولة فلسطينية، بالرغم من أن بايدن قادر على ذلك إلا أنه لا تتوفر لديه الإرادة السياسية للقيام بذلك.
وأشار إلى أن إعلان إسرائيل قيام 7 آلاف مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، جاء رد على العقوبات الأمريكية على المستوطنين في الضفة، ويعد هذا القرار الإسرائيلي بمثابة صفعة على وجه بايدن؛ لأن نتنياهو يريد أن ينقلب على بايدن وهو يخطط لذلك من اليوم الأول.