في مثل هذا اليوم، رحلت عن عالمنا الفنانة نادية لطفي، وذلك بعد رحلة عطاء فني كبيرة استمرت حتى آخر أيامها، وبالرغم من مرضها إلا أنها كانت ترفض دائمًا فكرة الاستسلام للمرض.
وفي التقرير التالي، ترصد "دار المعارف" تفاصيل حياة نادية لطفي:
ولدت الفنانة نادية لطفي في يوم 3 يناير عام 1937 بحي عابدين، بمحافظة القاهرة، وكان وجهها يحمل ملامح أوروبية مما دفع البعض للاعتقاد بأنها من أصول غير مصرية.
وقفت نادية لطفي على مسرح المدرسة أمام الجمهور لأول مرة عندما كانت في سن العاشرة، لكن التجربة لم تكن موفقه، وذلك بسبب نسيناها نص الحوار المطلوب منها إلقائه، ومن ثم اعتقدت أن التمثيل ليس بهوايتها المناسبة.
ومن ثم مارست عدة هوايات أخرى، منها الرسم والتطريز، لكن الهواية المفضلة لديها هي الرياضة.
حياتها الفنية
دخلت الفنانة نادية لطفي إلى مجال الفن بالصدفة فهي كانت مترددة تجاه هذا الأمر لكنها اقتنعت بفضل المخرج رمسيس نجيب فقد كان والدها صديقا للمنتج السينمائي جان خوري وكانت تذهب لزيارة مواقع التصوير فجمعتها الصدفه بالمخرج رمسيس نجيب في حفل عيد ميلاد بمنزل جان خوري وعرض عليها التمثيل في أحد أفلامه ووافقت وحصلت بالفعل على أول أدوارها في فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقي عام 1958.
كما تلقت تدريبها علي يد الأستاذ عبد الوارث عسر الذي تنسب إليه الفضل في تلقينها حرفة التمثيل، وحصلت أيضا على دروس في القرآن الكريم من أجل تحسين إلقائها واعتقادها بضرورة الاجتهاد في التمثيل.
وكانت ثاني تجاربها الفنية فيلم "حب للأبد" للمخرج يوسف شاهين الذي حفق نجاحا كبيرا وحاز على عدة جوائز واستمرت مسيرتها الفنية بعد ذلك وشاركت بالتمثيل في عدة أفلام مثل عمالقة البحار، والنظارة السوداء، وسبع بنات، والخطايا، وقاع المدينة، والسمان والخريف، وغدا تبدأ الحياة، والمومياء، ورجال بلا ملامح، والسجين، ورحلة داخل امرأة.
عملت نادية لطفي مع عدد من المخرجين في بداية مسيرتهم الفنية ومن بينهم خيري بشارة، وعلي عبد الخالق، وهشام أبو النصر.
وأثناء مسيرتها الفنية كان لها عدد من الأنشطة الأخرى إلى جانب التمثيل مثل قيامها بالكتابة والتحرير، وجسدت عدد من شخصيات روايات الأديب نجيب محفوظ في أفلام مثل "السمان والخريف"، "بين القصرين"، و"قصر الشوق".
كما جسدت أيضا بطولة رواية "لا تطفئ الشمس" للكاتب إحسان عبدالقدوس.
واشتهرت بمواقفها القومية وتضامنها مع القضية الفلسطينية فزارت المخيمات الفلسطينية خلال حصار بيروت عام 1982وكان لها نشاط في الدفاع عن حقوق الحيوان مع بداية ثمانينيات القرن العشرين.
أزواج الفنانة نادية لطفي
تزوجت النجمة نادية لطفي خلال مسيرتها الناجحة ثلاث مرات كان الزوج الأول هو ابن الجيران الضابط البحري عادل البشاري والذي تزوجته وهي فتاة لم تبلغ 20 من عمرها ورزقت منه بابنها الوحيد أحمد، وتزوجته لكي تهرب من قيود والدها لأنه لم يسمح لها بالعمل في التمثيل لكنها لم تستمر معه طويلا بسبب سفره إلى أستراليا وقد رفضت السفر معه بسبب حياتها الفنية وحدث الانفصال.
أما الزوج الثاني فقد كان المهندس إبراهيم صادق وهو شقيق زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واستمر زواجها منه ست سنوات.
أما الزوج الثالث والأخير فكان يدعى محمد صبري وتعرفت عليه عندما كانت تصور فيلم "سانت كاترين" وهو كان يصور أيضا فيلم وأعجب بها كثيرا وطلب يدها للزواج ووافقت ولكن لم يستمر زواجهما إلا عدة أشهر وبسبب الخلافات المستمرة وعدم التوافق بينهما والتسرع في خطوة الزواج حدث الانفصال ولم تتزوج مرة أخرى.
سبب ابتعادها عن التمثيل
في آخر لقاء أجرته الفنانة نادية لطفي قبل وفاتها كشفت عن سبب ابتعادها عن السينما المصرية لسنوات طويلة قبل رحيلها رغم قدرتها على العطاء، قائلة: أنا من الممثلين اللى خلصت المنهج بسرعة وماكنش عندى استعداد لإعادة سنوات ونماذج سابقة قدمتها وكان لى خط فى نهضة صناعة السينما والدراما وقدمت تجارب جديدة فى الصناعة والدراما ومنها فيلم "المستحيل" للدكتور مصطفى محمود، وفيلم "المومياء".
وأوضحت أنه عندما بدأ الخط البيانى للسينما فى التدنى وحدث تراجع فى الدراما قررت أن تصون كرامتها وتوقف مشوراها الفني، قائلة: كان يجب أن أتوقف لأن احترامى لفنى يفوق حبي وعشقي للعمل في السينما وكان هناك نوع من التوهان والعقد اللولي انفرط ولم يعد هناك شكل للسينما فقررت الابتعاد لأنى لا أحب أنصاف الحلول.
سبب الوفاة
توفت النجمة نادية لطفي بسبب إصابتها بنزلة شعبية حادة أدت إلى فقدان وعيها ودخولها العناية المركزة، ومن ثم تدهور حياتهة الصحية إلى أن توفت.
وبذلك فقدت السينما المصرية أبرز نجومها بعد رحلة طويلة من العطاء والفن الذي أمتع جمهورها.