نساء يطرقن باب النجاح (3) هناء السيد عاشقة الجلود

نساء يطرقن باب النجاح (3) هناء السيد عاشقة الجلودنساء يطرقن باب النجاح (3) هناء السيد عاشقة الجلود

* عاجل6-10-2018 | 16:32

كتبت: أمل إبراهيم
يقولون دوما إن " فيس بوك "، عالم أفتراضى ولكنهم نسوا عبارة مهمة أن المستخدم يمكن من خلاله أن يحوله بضغطة ناعمة إلى واقع، حقيقى، واسع، ومتعدد الخبرات والمعارف، وهذا ما تعلمته من خلال تجربتي وتجارب عدد من النساء اللواتي أتواصل معهن وأنقل تجاربهن إلى من يقرأ أو يفكر كيف يخرج من شرنقة الروتين والملل، وكيف يحوّل الأحلام إلى واقع والأفكار المكتوبة إلى منتجات وأشياء مختلفة تثير البهجة وتشغل الوقت وتخلق مشاريع مختلفة
من خلال" فيس بوك "تعرفت على إحدى المبدعات وواحدة من النساء اللواتي يطرقن باب النجاح والأمس قابلتها فى معرض " مبادرة الست المصرية، وفيما يلى قصتها باختصار:
هناء السيد.. خريجة تربية نوعية وتعمل مدرسة ولكنها حصلت على أجازة بدون مرتب حتى تتفرغ للبيت ورعاية الأطفال ، من خلال دراستها كانت تجيد الأعمال اليدوية المصنوعة من  المعادن وعجينة السيراميك والصلصال الحرارى  وكانت تقوم بعمل الإكسسوارات من نفس الخامات أو تشترى عدد من  الحقائب وتضيف إليها بعض الأفكار حتى تغير شكلها أو تضع عليها بعض من لمساتها الفنية  ولكنها كانت تكتفى باشباع هوايتها لنفسها أو مجرد هدايا للأصدقاء.
وتحكى هناء فتقول إن الإكسسوارات كانت تنال إعجاب الأصدقاء وكانت تسمع منهم بإلحاح سؤال " لماذا لا تقومى  بعمل مشروع خاص وبيع منتجاتك؟!.
 وتلفت النظر هنا إلى نقطة مهمة وهى أنها كانت تشعر بالحرج من فكرة البيع، على الرغم يقينها التام أن الصناعة اليدوية عمل فنى له قيمة مختلفة ويحتاح إلى تقدير من نوع خاص.
وتحت إلحاح الأصدقاء ومن خلال " فيس بوك " أشتركت فى مجموعات فنية لها نفس اهتماماتها و بدأت فى التفكير جديا فى استثمار موهبتها وبيع منتجاتها.
 ومن خلال البحث أيضا على صفحات "فيس بوك" قرأت عن مبادرة "الست المصرية  " وعرفت أنها تتيح دورات تعليم لعدد من الفنون والأشغال اليدوية.
ولأنها تعشق الجلد قررت أن يكون اختيارها فى التعلم، والمبادرة تتيح تلك الدورات من خلال مدربين مؤهلين تم اختيارهم بدقة.
 فى البداية كانت دورات التدريب متاحة فى بعض المحافظات وكانت" هناء " تسافر من طنطا إلى المنصورة خلال فترة التدريب التى استمرت لمدة شهر، أتقنت خلاله التعرف على أنواع الجلد، وعمل الباترون وخياطة الجلد، وطرق التقفيل  وصناعة الحقائب بصورة محترفة.
 ومن هنا انطلقت هناء لتبدع حقائب متميزة وتحمل لمسة فنية تخصها مزجت فيها بين ماتعلمته فى فترة التدريب وبين حسها الفنى، وخبراتها السابقة.
مرة أخرى تحكى هناء أن لديها ركن صغير فى بيتها تعتبره ورشتها  الخاصة التى تقضى فيها وقتها لممارسة هوايتها المحببة التى تحولت إلى عمل تعشقه ونشأت بينها وبين الجلد علاقة قريبة تؤكد أن العمل اليدوى لا يقدر بثمن، لأنه شكل من أشكال الارتباط بين الإنسان، وعقله، ويديه، ووقته، وعينيه، ولمسته الخاصة، وبينها وبين كل قطعة نوع من العشرة بعكس الماكينات التى تنتج ما يغذي الأسواق دون مذاق خاص
لم تكتفى هناء بإنتاج الحقائب ولكنها قامت بتدريب مجموعة من السيدات وتنقل لهن ماتعلمته  وتحلم معهن بعمل مصنع صغير وأن يصل إنتاجها للظهور فى معارض دولية خارج مصر.
المرأة المصرية لديها نوع من التحدى والأصرار فهى الأم والزوجة ومديرة المنزل والمبدعة الصانعة والمنتجة عندما يكون لديها حلمها الخاص الذى يلامس أرض الواقع ويسعدها الحظ بزوج متفهم يقدر موهبة زوجته وقدرتها على الأبداع كما تحكى السيدة هناء أن زوجها كان أول داعم لها ومساند فى كل خطوة نجاح تهديه له ولأولادها
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2