كتبت: بسمة المنزلاوى
تحت عنوان: " The tyranny of the US Dollar " نشرت وكالة بلومبرج الامريكية تقريرها مؤخرا تتساءل فيه عن مستقبل الدولار الامريكي واستمرار هيمنته علي التجارة الدولية.
بعد أن ظلت العملة الأمريكية متربعة لعقود طويلة علي عرش العملات الدولية وهيمنت علي التعاملات وعقود التجارة، زادت التساؤلات في الآونة الأخيرة حول مستقبلها، ويتساءل التقرير هل حان وقت تغيير النظام الاقتصادي الدولي الحالي؟
واعتبر هيمنة الدولار الأمريكي علي النظام المالي العالمي الحالي لغز أوشك علي الحل مؤكدة أن نصيب الدولار الأمريكي من التعاملات الدولية بدأ في التراجع وزاد هذا التراجع مع سياسات الرئيس الأمريكي ترامب وتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن دور الريادة في التجارة الدولية باتباع سياسات تجارية حمائية.
موضحا أنه وفقا لآخر إحصائيات البنك المركزي الأوروبي يمثل الدولار الأمريكي ثلثين الديون الدولية الخارجية وثلثين الاحتياطي الدولي العالمي، كما أن أسعار البترول والذهب تقيم دوليا بالدولار وليس بالين أو اليور وحتي الآن.
ويضيف التقرير ساخرا للتأكيد علي هيمنة الدولار بأنه حتي القراصنة الصوماليون عند اختطافهم السفن في البحر طلبو الفدية بالدولار الأمريكي، والآن بدأ هذا العرش يتهدد وبدأ لغز هيمنة الدولار علي الحل، فالقادة السياسيين الذين طالما قبلو بهيمنة الدولار بدأو في التمرد علي هذه الهيمنة.
جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية قال في حديث له الشهر الماضي إنه أمر سخيف أن الشركات الأوروبية تشتري الطائرات الأوروبية بالدولار الأمريكي وليس اليورو.
والصين اتجهت إلي تحدي هيمنة الدولار الأمريكي بعقود شراء للبترول طويلة الأجل باليوان وهو ما يهدد سيطرة الدولار الأمريكي علي سوق البترول العالمي، وعللت الصين ذلك بأن الورقة الخضراء أصبحت بها مخاطرة عالية لاستخدامها في عقود تجارية دولية بعيدة المدي وأن اليوان أكثر استقرارا.
ووزير المالية الفرنسي برونو لوماير قال في لقاء صحفي له أغسطس الماضي أنه حان الوقت لأدوات مالية مستقلة عن الدولار قائلا "أريد لأوروبا أن تكون في وضع سيادة وليس تابعا"
كما اتجهت روسيا إلي تخفيض احتياطياتها النقدية من الورقة الخضراء وهو ما يطرح السؤال بقوة الدولار الأمريكي.. إلي أين ؟