كتب: على محمود
تشهد البرازيل، الأحد، الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وحكّام الولايات الــ27، والنوّاب، وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وذلك في ظل واحدة من أكثر الاستحقاقات الانتخابية انقساما في تاريخ البرازيل، التي تمر حاليا بأزمة اقتصادية خانقة، وتشهد تفاقمًا للبطالة وتفشي الفساد والانفلات الأمني.
ولا يوجد وصف لعملية التحضير للانتخابات العامة في البرازيل سوى أنها دراماتيكية؛ إذ كان المرشح الأوفر حظاً يقود حملته الانتخابية من السجن حتى تم منعه من الترشح في الانتخابات. أما منافسه الرئيسي فأصيب في حادث طعن بينما كان في خضم حملته وأصيب بجروح خطيرة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير أمنية استثنائية من خلال نشر 280 ألف رجل أمن لتأمين الجولة الأولى من الاقتراع الرئاسي.
لكن تظل هذه الانتخابات بحسب صحف ومواقع غربية أبرزها هي الأهم في أكبر دولة ديمقراطية بأمريكا اللاتينية، لذا يقدم هذا التقرير 5 معلومات أساسية يجب معرفتها عن واحدة من أكثر الاستحقاقات الانتخابية انقساما في تاريخ البرازيل، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وموقع شبكة قنوات "سي إن إن" الأمريكية.
1. كبيرة
هناك 147 مليون ناخب مؤهل وأكثر من 1650 وظيفة جاهزة بالتزامن مع الانتخابات.
وبينما ركز الاهتمام بشكل رئيسي على السباق الرئاسي، سيطلب من البرازيليين أيضا التصويت للحكام في جميع الولايات الـ 27 بالإضافة إلى ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الـ 81 وكل 513 مقعدًا في مجلس النواب.
وهناك أيضا أكثر من 1000 مقعد للانتخابات في المجالس التشريعية للولايات.
2. مثيرة للانقسام
الرجلان اللذان يتقدمان الاستطلاعات يختلفان كليا عن بعضهما، إذ أن يائير بولسونارو من الحزب الاجتماعي الليبرالي هو مشرع يميني متطرف، وعد بأن يكون صارمًا في الجريمة وتخفيف القوانين المتعلقة بملكية السلاح. وهو يتقدم في استطلاعات الرأي منذ منع الرئيس السابق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من الترشح. وأظهر استطلاع حديث لصحيفة "داتفولها" أن 32% من الناخبين سيدلون بأصواتهم. لكن وفقا لنفس الاستطلاع، قال 45% من الناخبين إنهم لن يصوتوا له.
ويمكن للمرشح اليساري ذو الأصول اللبنانية، فيرناندو حداد، الحصول على 21%من الأصوات في الجولة الأولى، وفقاً لـ"داتافولها". وتقدم "حداد" خطوات كثيرة للأمام من نسبة تأييد بلغت 4% فقط في استطلاعات الرأي منذ أن حل محل الرئيس السابق "دي سيلفا" على لائحة حزب العمال، لكن مع المزيد من الظهور في وسائل الإعلام، ارتفع معدل رفضه أيضا إلى 42% أيضًا.
وفي المجموع، يتنافس 13 مرشحا للرئاسة. المرشحون الأوائل الذين يتخلفون عن بولسونارو وحداد في استطلاعات الرأي هم: حاكم الولاية السابق المنتمي إلى يسار الوسط ، سيرو جوميز، والحاكم السابق للولاية السابق جيراردو ألكمين، والباحثة البيئية مارينا سيلفا.
3. طغت عليها فضائح الفساد
الرئيس الحالي، ميشيل تامر، لديه نسبة قبول تبلغ 2% فقط. وتولى "تامر" منصبه بعد عزل سلفته ديلما روسيف عام 2016 بعد إدانتها بالتلاعب في الحسابات الحكومية.
ومنذ أن أصبح رئيسًا، نجا "تامر" من المثول أمام المحكمة بتهمة الفساد، بفارق صوتين فقط في الكونجرس. وفي سبتمبر الماضي، أوصت الشرطة الفيدرالية بأن يوجه المدعون العامون اتهامات ضد الرئيس بدعوى تلقيهم رشاوى وممارسة غسل الأموال. وقد نفى "تامر" ارتكاب أي مخالفات.
وفي حين أن "تامر" لم يترشح للرئاسة، فقد أدت الفضائح إلى تآكل ثقة البرازيل بالديمقراطية وفقاً لمجموعة الاقتراع الأبرز "لاتينوباروميترو"Latinobarómetro، التي وجدت أن 13 % فقط من البرازيليين كانوا راضين عن الديمقراطية.
وتم منع الرئيس السابق "دي سيلفا" الذي كان يتقدم بفارق 20 نقطة عن المرشحين الآخرين للرئاسة في وقت مبكر من السباق من الترشح، بعد إدانته بقبول رشوة على شكل شقة تم تجديدها على شاطئ البحر من شركة هندسية.
ولطالما أكد أنصاره أن إدانته تهدف إلى منعه من الفوز في انتخابات أخرى. وفي الوقت الذي قفز فيه المرشح لمنصب نائب الرئيس، فرناندو حداد، إلى مقدمة الاستطلاعات، فإنه لايزال يفتقر إلى اسم وشعبية "دي سيلفا".
4. مضطربة
كانت هناك العديد من الأزمات والمنعطفات في السباق الرئاسي. وسجل حزب العمال "دي سيلفا" كمرشح له رغم أنه كان في السجن ولم ينتقل دعمهم إلى فرناندو حداد إلا في اليوم الأخير من التسجيل للانتخابات. وكانت هناك نداءات لا حصر لها ومحاولات لخروج "دي سيلفا" من السجن، لكن دون جدوى.
لكن الأكثر إثارة للدهشة والمفاجأة كان الهجوم على يائير بولسونارو، إذ تم طعن المرشح اليميني المتطرف من قبل مهاجم وحيد، بينما كان يتم حمله على أكتاف أنصاره في مسيرة بولاية ميناس جيرايس.
وخسر "بولسونارو" 40% من دمه، واضطر إلى إجراء جراحة عاجلة. وبينما كان يتعافى في المستشفى، لم يتمكن من العودة إلى الحملة الانتخابية.
5. من الصعب التنبؤ بنتيجتها
يقول حوالي 14% من الناخبين إنهم لم يقرروا مرشحهم بعد أو يخططون لإجراء تصويت فارغ (أي إبطال صوتهم)، ما يجعل التنبؤ بالنتيجة النهائية صعبًا.
وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أنه إذا تم إجراء الانتخابات في الجولة الثانية بين يائير بولسونارو وفرناندو حداد، ستكون المنافسة حادة ومنقسمة للغاية، ويتوقع أن تكون النتيجة متقاربة.
ويمنح استطلاع "داتافولها" المرشح "بولسونارو" 44% في الجولة الثانية، و"حداد" 42%، بفارق نقطتين مئويتين فقط، لذا من المتوقع أن تكون الأسابيع بين الجولتين حاسمة.