دور الملالى ومخالبهم الإرهابيين فى تخريب دول العرب والمنطقة

دور الملالى ومخالبهم الإرهابيين فى تخريب دول العرب والمنطقةدور الملالى ومخالبهم الإرهابيين فى تخريب دول العرب والمنطقة

*سلايد رئيسى7-10-2018 | 18:33

كتب: عبد الرحمن صقر

«جذب الانتباه».. هذا هو المصطلح الذى فتح – بسببه - تنظيم القاعدة على المنطقة العربية الويلات والخراب والدمار، وجر خلفه الغزو الأمريكي والغربي للمنطقة العربية والإسلامية، وقد أعلنت القاعدة الحرب الصريحة على أمريكا والغرب، فكانت هجمات القاعدة في 11 سبتمبر 2001، بداية تفجير المنطقة بصراعات مذهبية وعرقية، وتفجير تلك التنظيمات نفسها من الداخل.

كان هدف القاعدة هو إجبار الأميركيين على كشف حقيقة أفعالهم، ونواياهم، - كما يصف قيادات التنظيم – ومن ثم إعلان الرئيس الأمريكي «بوش الإبن» أن حربه ضد تلك التنظيمات والدول الداعمة لها، ودعا بوش لقيام تحالف دولي لما أسماه مكافحة الإرهاب.

جلب الدمار

وبدأ التحالف الدولى بغزو أفغانستان، ثم العراق، واعتبر قادة القاعدة أن هذا نجاح للمرحلة الأولى في خطتهم الهادفة إلى استدراج واشنطن لضرب «الأمة الإسلامية» لتفيق من نومها وسباتها بمصطلح «جذب الانتباه» ، (على حد وصف التنظيم). واعترف قادة القاعدة أن استجابة الولايات المتحدة لاستفزازها، كان هدفا إستراتيجياً لهم، على الرغم من ادعاء قيادات التنظيم أن الغرب معاديا للإسلام والمسلمين منذ خروج الرسالة المحمدية، وأن الغرب أحد أقوي الأسباب فى سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية كما يدّعون. وجاء إعلان تنظيم داعش الإرهابي فى منتصف العام 2014، ليزيد الأوضاع سوءا وبلاء بإعلانه عن خلافته المزعومة بالعراق والشام، ليفتح طريقاً للتواجد الغربي والأمريكى بالمنطقة.

مرحلة فتح العيون

وتحت مسميات ومصطلحات غريبة، اعتقد قيادات القاعدة وداعش أن مرحلة فتح العيون على الواقع بدأت بعد أن استفاقت الأمة على واقع مرير قاسي، يرسم منظرو تلك التنظيمات صورته بأوطان محتلة، منها «عدو صائل، ثروات منهوبة، حكام لا ينتمون إلى الأمة»، أليس هذا فى حد ذاته تآمر على الأمة من قبل تلك التنظيمات التى تؤكد فى كل إصدراتها أنها الحامي والمدافع عن عرض الإسلام والمسلمين، وأنها "خلفاء الله" فى الأرض كما يدعوّن؟.

الثورة الإيرانية

تعقيبا على ما سبق قال الدكتور سعود الشَرَفات الاردني، مدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب، بإن موجة التطرف الديني العنيف المؤدي إلى الإرهاب وانتشار ظاهرة الإرهاب العالمي الذي تقف خلف جله الجماعات الإسلاموية، قد تواكب مع انطلاق سيرورة العولمة الحالية مع بداية ثمانينات القرن العشرين والثورة الإيرانية ووصول الخميني للسلطة في إيران، وإعلان ما سمى بالجمهورية الإسلامية، دولة الملالى، وهو ما أعطى جماعات الإسلام السياسي بشكلٍ عام ومنها الجماعات الإرهابية إشارات ملتبسة حول جدوى الثورة والخروج على الأنظمة السياسية القارة في العالمين العربي والإسلامي، بإمكان تكرار تجربة الملالي والوصول إلى السلطة. وأضاف الشرفات فى تصريحات خاصة لـ«دار المعارف»: أن كل هذا لم يكن مرتبطاً بمشروعات واضحة لمقاومة الاستعمار أو الهيمنة الغربية، وأن الوقائع التاريخية تثبت العكس فعلى سبيل المثال لا الحصر وصل الخميني للسلطة بدعم من الغرب وخاصة فرنسا التي أوصلت الخميني بطائرة رئاسية خاصة إلى طهران.

تجربة أفغانستان

وأشار «الشرفات» أن تجدد السعي إلى تكرار التجربة في أفغانستان خلال الحرب ضد السوفييت، حينما تحالفت الجماعات الإسلامية مع الأمريكان وباكستان وتفاصيل ذلك كثيرة، إلى حد الملل، مضيفاً أنه باختصارٍ شديد هناك تناقض شديد وفاضح في الرواية المنشئة للجماعات الإرهابية الإسلاموية بمحاربة الغرب، والدقيق أن هذه الجماعات الإرهابية تسعى إلى الوصول إلى السلطة عبر استغلال عواطف الجماهير الشعبية لإعادة الخلافة الإسلامية. وهي في سبيل هذا الهدف لا تتورع عن التحالفات العلنية أو السرية مع مختلف الأطراف الفاعلة في السياسة الدولية.

وأكد الدكتور شرفات أن هناك تنسيق بين الجماعات الإرهابية المعاصرة وعلى رأسها داعش، ودول مثل تركيا؛ وحتى إسرائيل، وكانت اتصالات تنظيم القاعدة مع إيران قد تأكدت بعد الكشف عن الكثير من التفاصيل بعد مقتل أسامة بن لادن وتفريغ محتويات الكثير من الوثائق والرسائل التي كان يحتفظ بها بن لادن في جهاز الكمبيوتر الخاص به.

ويعتقد «الشرفات» أن هذا الأمر هو ما دفع منظرو الجماعات الإرهابية للاختلاف الأيدولجى الحالي بين مقاتلة العدو البعيد أو العدو القريب كمخرج من معضلة تناقض رواية هذه الجماعات.

ذريعة للتدخل الأجنبى

وجاء تعقيب هشام البقلي، الباحث المتخصص فى الشؤون الخليجية والإيرانية متفقا ًمع سابقه، وأضاف أن القاعدة كانت أهم أسباب الوضع الحالي بالمنطقة، وكانت "القاعدة" أيضا بمثابة الذريعة الأولي لتواجد قوات أجنبية بأفغانستان، وبالقرب من منطقة الشرق الأوسط وبالتالي الحديث عن قواعد عسكرية اجنبية بشكل اكبر، وتدخل سافر في المنطقة بالكامل، وهذا شئ موكد.

وأضاف البقلي فى تصريحات خاصة لـ «دار المعارف»: أن الفكرة في كون الحرب داخل الدول العربية هي استراتيجية تتبعها التنظيمات الإرهابية، حيث تتخذ من الدول المخترقة أمنيا، وغير المستقرة، مرتكزا لها وتقوم عن طريق هذا المرتكز بنشر عناصرها وأفكارها، كما أنها تستخدم الدين كسلاح، فتكون عملية التجنيد والتأثير علي سكن تلك الدول أسهل من التعامل مع شخص غير إسلامي بالمرة.

وأضاف الباحث أن الامر الاخر بتلك التنظيمات تري ان الشرق هو ارض خصبه لنمو تلك التنظيمات حيث الموقع الإستراتيجي وقدرتها على تعطيل المصالح الدولية من هذا المكان.

إيران المستفيد

ومنذ استيلاء المذهب الشيعة الإسلاموي على مقاليد الحكم في إيران، عبر ثورة أطلقوا عليها زورا: "إسلامية"، استخدم الملالي الجماعات والتنظيمات الإسلاموية كورقة ضغط؛ من أجل إخضاع خصوم إيران السياسيين والإقليميين، كما حاولت إيران ترويج مزاعم أن الإرهاب حول العالم من أهل السنّة والجماعة فقط، وأن المذهب الشيعة معتدل، وكسبت إيران فى سبيل ذلك صراعات بالمنطقة العربية ولم ترك منطقة او دولة بها صراع إلا وكانت لها يد هناك على سبيل المثال لا الحصر« العراق، سوريا،اليمن».

التجنيد الإيرانى

وتعقيباً على ما سبق يقول الباحث في الشؤون الإيرانية، أحمد إقبال، إن إيران تلعب هذا الدور منذ بدايات الحرب الأمريكية في أفغانستان ضد طالبان والقاعدة، بعد أن نجحت في إيواء واستقطاب العديد من عناصر خلايا القاعدة الهاربة، كما رفضت فيما بعد تسليمهم إلى الدول المنتمين إليها.

وأضاف الباحث فى تصريحات لـ«دار المعارف»: أن إيران نجحت في تجنيد العديد من عناصر القاعدة في سوريا ونسقت مع تنظيم داعش على مدار السنوات الثلاث الماضية، وتصدت للجيش السوري الحر ومكنت النظام السوري من السيطرة على مناطق واسعة في سوريا، مستغلة العديد من محاور الخلاف الأيدلوجي والعقائدي بين تلك التنظيمات السلفية المتشددة.

وأكد «إقبال» أن إيران لها يد فى تغيير اوضاع المنطقة ودخول الغرب عبر طريق تلك التنظيمات وأن بدت إيران على خلاف ذلك، فهي استغلت تلك التنظيمات بشكل مباشر، وغير مباشر، تلك التنظيمات بالنسبة لإيران بمثابة حصان طروادة لبسط سيطرتها، والزج بمليشياتها العسكرية عبر الحدود العراقية، وصولا إلى لبنان والحدود الإسرائيلية.

ومن خلال شماعة محاربة الإرهاب تحالفت مع روسيا ونجحت في تحييد أطراف غربية تراجعت فيما بعد عن هدف القضاء على محاربة الإرهاب فى سوريا.

واتفاق هشام البقلي، باحث متخصص بالشأن الخليجي والإيراني، قائلاً أنإيران قد تتعاون مع الشيطان من أجل مصالحها، وتدبر أمورها بطريقة العصابات وجاءت مصلحة إيران في الضغط على دول شرق آسيا من خلال منع وصول الارهاب لدى هذه الدول مقابل احتفاء تلك الدول بمصالح معها، كما انها تستخدم تلك التنظيمات خارجيا ضد دول بالمنطقة لتأجيج الازمات الامنية بها.

أضف تعليق