نساء يطرقن باب النجاح «4».. «زقزوقة بتلف مصر» ومعها شيماء إسماعيل

نساء يطرقن باب النجاح «4».. «زقزوقة بتلف مصر» ومعها شيماء إسماعيلنساء يطرقن باب النجاح «4».. «زقزوقة بتلف مصر» ومعها شيماء إسماعيل

*سلايد رئيسى9-10-2018 | 18:49

كتبت: أمل إبراهيم
أحتار - أحيانًا - كيف أبدأ بعض القصص، أوالحكاية عن شخصية بعينها، أو أكتب عن تجربتها، ربما من شدة القلق ، أو من تلك الحالة التى تترك أثرها فى نفسك من الإعجاب والراحة وتتمنى أن يسعدك الحظ كل يوم بمقابلة مثل هذه النماذج التى تشع بالروح الإيجابية .
فى  أول سوق الفسطاط للأشغال اليدوية محل أنيق ذاخر بكل ماهو جميل ولافت  للنظر ، للمكان روح مصرية تشبه نبيذًا معتقًا أو أثرًا خلابًا يتحدث بعمق عن مصر التى نجهلها أو دارت بنا ظروف الحياة بعيدا عنها .
بوجه صابح خالٍ من المساحيق وشعر أسود مجعد وبشرة تعلن عن مصريتها مثل أميرة فرعونية استقبلتنا أنا و صديقتى..  ' شيماء إسماعيل " .
تجلس خلف مكتب صغير وفى أذنيها قرطان من الجلد لهما شكل غير مألوف وأمامها مقص وقطع من العدد الصغيرة وخيوط وقماش ..
مثل أنثى مصرية سوف تشعر أنك قابلتها من قبل وتحدثت إليها مرات كثيرة ولكن.. نادرون هم أصحاب الحكايات مثلها.
شيماء إسماعيل الحاصلة على ليسانس حقوق ..كانت تبحث عن هواية تكون سببًا فى خروجها من أى مشاعر اكتئاب تمر بها وكان يشغلها دوما فكرة إعادة التدوير بداية من علب السمن الفارغة التى تتحول إلى أصيص للزرع فى شرفة البيت وحتى عمل حلى من غطيان الكانز كما تقول .
 بدأت بالبحث وجمع كل  قصاقيص القماش غطيان الزجاجات فى بيتها والنظر بعين فاحصة إلى  الكراكيب القديمة كيف يمكن  تحويلها إلى شىء مختلف ومفيد، وكلنا يعلم كيف هو حال شرفاتنا وأسطحنا المصرية التى تتحول إلى مخازن للكراكيب التى يمكن إعادة تدويرها ، عملت شيماء فى تنمية هوايتها واستغلال فكرتها فى عمل إكسسوارت لها ولصديقاتها اللواتي قمن بتشجيعها فى عمل مشروعها الخاص ولكنها قررت أن تبدأ   مشروعها عندما تكون على قدر من الاحتراف والمنافسة وإثبات الوجود .
بدأت شيماء بالاطلاع على النت وكان يشغلها حال المرأة المعيلة  وبالبحث عن نسب النساء المعيلات فى مصر وأحوالهن   دفعها الأمر  للتفكير فى الخروج بهن إلى عالم أكثر رحابة ومساعدتهن فى تدبير دخل يكفى الأسرة ، ومن هنا انطلقت فكرتها فى الحصول على دورات تدريب فى إعادة التدوير والعمل اليدوى وطرق الإقناع بأهميته وقيمته العالية فى مجتمع يطلق كلمة" هاند ميد " وكأنها منتجات تخص الأغنياء فقط .
"زقزوقة بتلف مصر" كان شعار الحملة التى قامت بها شيماء ومن خلالها كانت تسافر إلى المحافظات المختلفة لتوعية النساء وتوفير عمل يدوى لهن يقمن به من خلال البيت ، وعندما اختارت اسم زقزوقة كانت تقصد جزء البالون المقطوع لأنها أيضا قصة إعادة تدوير صغيرة .
كانت شيماء تصر أن تكون منتجاتها كلها لها بصمة مصرية وعملت فى الاكسسوارات وقطع الأثاث والإكليم المصرى القديم وأصبح لديها فريق عمل من النساء اللواتى تدربن على يديها كانت تقوم بالتسويق لهن .
ثم اتجهت شيماء إلى تصميم الأزياء المصرية خاصة بعد إحساسها المتزايد أن الفتاة المصرية فقدت هويتها واستوحت تصميماتها من أزياء الريفيات والقماش المصرى القديم وحاولت تقديم الزى التراثى بصورة حديثة تلائم اليوم ، وفى سوق الفسطاط أصبح لديها محل خاص تشترك فيه مع صديقات لها ، مقسم إلى ثلاثة أجزاء كل قسم يخص معروضات واحدة منهن ولأن العمل اليدوى لا يتشابه لأنه يعكس روح الصانع سوف تلاحظ الفرق بين كل منتج وآخر .
تحدثت شيماء عن بعض المشاكل التى تواجهها مثل نقص المواد الخام فى السوق المصرية واضطرارها  للاستيراد من الخارج مما يضيف قيمة أعلى للمنتج ويزيد من أسعارها ، وصعوبة الاشتراك فى المعارض التى تتمنى أن تدعمها الدولة وأن يكون مقابل الاشتراك بسيطًا أو مجانا حتى تتيح للجميع تسويق المنتجات .
وتوجه شيماء من خلال عملها رسالة لكل امرأة مصرية تقول لابد من أمرين  هما الإيمان بالذات والدفاع عن الحلم حتى تستطيع الخروج من ضيق الواقع إلى رحابة الكون ، ففى منتصف الحائط كانت هناك قطعة فنية رائعة على شكل دائرة مصنوعة من فروع الشجر وتزينها  الورود وفى المنتصف كلمة شمس، شعار لمنتجاتها" اللوجو الخاص بها " لأنها تؤمن أن كل امرأة لديها شمسها الخاصة بها تضيء الطريق والحياة إذا سمحت للضوء أن ينتشر .
[gallery type="slideshow" size="full" ids="187817,187816,187815,187814,187813,187812,187811,187810,187809"]
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2