كتب: أحمد محمود
ألقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، كلمة رئيسية في افتتاح مؤتمر زعماء الأديان، الذي انطلقت فعالياته الأربعاء، في قصر السلام والوفاق بالعاصمة الكازاخية أستانة، بحضور رئيسي كازاخستان وصربيا، ونخبة من كبار القيادات الدينية في العالم.
وأضاف فضيلته أن "عالمنا يعاني من أزمة شديدة التعقيد مركبة من الألم والتوتر والتوجس والجزع، وتوقع الأسوأ كل يوم، حتى أصبح العنف المتبادَل أشبه بأن يكون قانونَ العلاقات الدوليَة، أو لغةَ الحوار بين الغرب والشَرق، ولا يحتاج المتأمل في هذه الأزمة إلى أكثر من أن يَتلفتَ عن يَمينه أو شماله ليدرك أنَ ظاهرةَ البؤس هي السمَة التي تكاد تتفرَد بها حضارتنا المعاصرة عن باقي الحضارات التي مَر بها تاريخ الإنسانيَة قديما وحديثا."
وأكد الدكتور أحمد الطيب أن " الإرهاب ألصق بالإسلام وحده من بين سائر الأديان، مع أن التأمل الدقيق يوضح أن إمكانيات المنطقة التقنية والتدريبية والتسليحية لا تكفي لتفسير ظهور هذا الإرهاب ظهورا مباغتا بهذه القوة الهائلة التي تمكنه من التنقل واجتياز الحدود والكر والفر في أمان تام، مشددا على أن الإرهاب ليس صنيعة للإسلام أو الأديان ولكنه صنيعة سياسات عالمية جائرة ظالمة ضلت الطريق وفقدت الإحساس بآلام الآخرين من الفقراء والمستضعفين."
وواصل: " إنَنا كدنا نصَدق هذه الأكذوبة الماكرة، وأهدَرنا كثيرا من الجهد والطَاقة فيما يشبه الدفاع عن الإسلام، وتَبرئته من تهمَة «الإرهاب» مع أنَ المقام ليس مقام دفاع بقَدر ما هو مقام فضح للنوايا السَيئة والحمَلات الإعلاميَة الممَنهَجة التي أفلَحت – نعم: أفلحت، وأقولها بكل أسى ومرارة- أفلحت في أن تربط في وعي جماهير الغرب بين الإسلام والإرهاب، والمسلمين والوحشية والبربرية.. واستطاعت أن تروعَ شباب العالَم وأطفاله ونساءه ورجاله من هذا الدين القَيم، ومن نبيه الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين."
وقال : " لقد كانت الحربان العالميتان وَصمَة عار في جبين دعاوى التقدم العلمي والفلسفي والفَني. ثم أفاقَ قادَة العالَم، وتنبَهوا لفداحة الثَمن، وتفاهَة البواعث التي أشعلت نيران الحرب، فتواضعوا على ضرورة أن يعيشَ العالَم في أمان وسلام وأسَسوا لهذا الهدف النَبيل منظَمات دوليَة، وأذاعوا على أسماع الدنيا، في الشَرق والغَرب ما عرفَ بإعلان الأمَم المتَحدَة، أو»الميثاق«الذي يَضمن للشعوب حقها في الأمن والتقدم والرفاهية»، وتكفَلَت المادة الأولى في هذا الإعـلان بحفظ الأمن والسَلام الدَوليين، وتطبيق مبدأ المساواة بين الدول والأعضاء، ومنع اسـتخدام القوَة، أو التهديد بها في العلاقات الدولية، ومنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول."
وأضاف : " لم يدر بَخَلَد جيلي الذي أنتمي إليه أن هذا الميثاق العالمي الذي تعهد بحماية المستضعَفين وردع المتسلطين سوف يصبح مجرَد حبر على وَرَق حين يتعلَق الأمر بالبلاد النَامية، وببلدان الشرق الأوسط، والشعوب المغلوبة على أمرها، وأنَ القائمينَ على حراسة هذه المواثيق وتطبيقها ســوف يَكيلون للشعوب بمكيالين، ويَمنَحـون السَلام مَن يَشـاؤون، ويصرفونه عَمَن يشـاؤون، حَسب ما تَشـاء الأهوَاء وتقتضي المصالح والأغراض، ووَفقا لمنطـق القوَة والهيمَنـة، والقاعـدة اللاأخلاقيَة التي تقرر أنَ الغـايةَ تبرر الوَسيلَة."
وجدير بالذكر أن فضيلة المام الكبر شيخ الجامع الزهر ألتقى خلال زيارته الحالية لجمهورية كازاخستان الرئيس الكازاخي «نورسلطان نزارباييف»، وعدد من كبار المسئولين السياسيين والدينيين، كما تم تقليده «الأستاذية الفخرية» من جامعة أوراسيا الوطنية، الكازاخانستية.
وقال شيخ الأزهر:
وأضاف: « «.
واستطرد: « ».
وتأتي مشاركة شيخ الأزهر في المؤتمر في إطار زيارته الرسمية إلى جمهورية كازاخستان، والتي التقى خلالها بالرئيس الكازاخي «نورسلطان نزارباييف»، وعدد من كبار المسئولين السياسيين والدينيين، كما تم تقليده «الأستاذية الفخرية» من جامعة أوراسيا الوطنية، أكبر جامعات كازاخستان.