لعبت المرأة دورًا «هامشيًا» في حياة النجم الأسمر الراحل أحمد زكي ، فقد عاني مرارة الحرمان المبكر من أحضان والدته لزواجها بعد وفاة والده، وعندما أحب الفنانة الراحلة هالة فؤاد وتزوجها وتصور الجميع أنه عرف طريق الاستقرار، تبدد الحلم وعاد مرة أخري لحياة الوحدة والعزلة.
في أحد الأيام، قرأ أحمد زكي تصريحًا لهالة فؤاد، تقول فيه: «أنا كان نفسي أدخل كلية الإعلام لكي أصبح مذيعة في التليفزيون »، وكانت مشاعر الحب قد بدأت في التسلل إلي قلب أحمد زكي، منذ شاركا معًا في بطولة سباعية تليفزيونية، وبحث عن طريقة يفاتح بها فتاة أحلامه، فاستغل الفرصة وقال لها: «ما رأيك في أن تصبحي مذيعة في التليفزيون، خاصة أن شكلك محبب إلي الناس وتستطيعين أن تقدمي برامج تليفزيونية ناجحة، ليس لأن الفن مجال سيئ أو لأنني أرفض عملك بالتمثيل، لكن لأنني أريد في الوقت نفسه أن أكوّن أسرة وأنجب أطفالاً كثيرين، فقد حرمت من جو الأسرة وأريد تعويض سنوات الحرمان الطويلة».
عرض أحمد زكي علي هالة فؤاد أن يحقق لها هذه الأمنية وتكون مذيعة ناجحة وأنه سيساعدها علي تحقيق أمنيتها.. ويومها وافقت هالة علي الفور.. لكنه شعر بأنها تعيش في أزمة.. إنها تريد الارتباط به لكنها في الوقت ذاته تحب الفن، لكنه لم يكن يعرف ذلك.. وتم الزفاف وبدأ أحمد زكي يحلم بالمستقبل وإنجاب الأطفال.
ولم تسعه الفرحة عندما أخبرته هالة بقرب قدوم ولي العهد.. وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. فقد حدث أثناء فترة الحمل أن كتبت إحدي المجلات الأسبوعية ـ علي لسان هالة ـ أنها ستعود للفن بعد انتهاء فترة الحمل وإنجاب طفلها، ويومها قرأ أحمد زكي الخبر وجُن جنونه وبدأت الخلافات الصغيرة تكبر ولم يستطع المحيطون بهما أن يمنعوها وأصبحت هالة فؤاد حائرة بين حبها للفن وحبها ل أحمد زكي وكان الانفصال بينهما وضاع الحلم بعد زواج لم يستمر سوي عام وعدة أشهر فقط.
ووقفت الكرامة والكبرياء والعناد بين أحمد وهالة وضاع الحلم الجميل مرة أخري، ثم تزوجت هالة بعد «5» سنوات، وظل "هيثم" يعيش معها، وحين مرضت لم يكن يعرف أحمد زكي كيف يتصرف، وماذا يمكن أن يقدم لها، وعرف من أصدقائهما المشتركين، أنها تحتاج إلي دواء لا يوجد سوي في أمريكا، فسعي للبحث عنه، لكن الموقف كان حساساً لأنها سيدة متزوجة، ومع ذلك فقد زارها في المستشفي وحين سمع خبر وفاتها خلال تصوير فيلم "البيضة والحجر" سقط علي الأرض من هول الصدمة، والغريب أنه أصيب بنفس المرض اللعين بعد رحيل هالة بسنوات قليلة، وعاش نفس الآلام التي عاشتها، وبعدها بفترة قصيرة مات ابنهما الوحيد وثمرة حبهما "هيثم" وهو في ريعان الشباب.