قال د. علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن أكثر العلماء ذهبوا إلى استحباب سجود الشكر عند تجدد نعمة أو اندفاع نقمة، فيسن سجود الشكر عند تجدد النعم كمن بشر بهداية أحد، أو إسلامه، أو بنصر المسلمين، أو بشر بمولود ونحو ذلك.
وأضاف «جمعة» خلال فيديو مسجل له عبر صفحته الرسمية أنه يجوز للمسلم أن يسجد سجدة للشكر بعد انتهاء الصلاة، وقد فعل ذلك بعض الصالحين، منوها بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك، ورغم هذا فإنها ليست بدعة.
وأشار إلى أن علي بن الحسين زين العابدين ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله تعالى عنه سوء يخشاه أو كيد كائد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك.
هل يشترط الوضوء لسجود الشكر؟
أك د علي جمعة أن عدم اشتراط الوضوء لسجدة الشكر؛ هو ما ذهب إليه بعض المالكية وابن تيمية وابن القيم والشوكاني والصنعاني، وقال العلامة قاسم بن ناجي التنوخي المالكي في "شرحه على متن الرسالة لابن أبي زيد القيرواني" (1/ 221، ط. دار الكتب العلمية): [(ولا تسجد السجدة في التلاوة إلا على وضوء): ... ويقوم -يعني يتحصل- من كلام الشيخ -ابن أبي زيد القيرواني- أن سجود الشكر على القول به يفتقر إلى طهارة وهو كذلك على ظاهر المذهب، واختار بعض من لقيناه من القرويين عدم افتقاره إليها، بل يسجد بلا طهارة؛ لأنه إذا تركه حتى يتطهر أو يتوضأ أو يتيمم زال سؤال سجوده منه].
هل ضم القدمين في السجود يؤثر على صحة الصلاة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن ضم القدمين في السجود خلاف الأفضل إذ من المستحب للساجد أن يفرق بين قدميه ولا يضمهما.
واستشهدت دار الإفتاء، بما قاله الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (3/ 431، ط. دار الفكر): [قال الشافعي والأصحاب: يستحب للساجد أن يفرج بين ركبتيه وبين قدميه، قال القاضي أبو الطيب في تعليقه: قال أصحابنا: يكون بين قدميه قدر شبر، والسنة أن ينصب قدميه وأن يكون أصابع رجليه موجهة إلى القبلة، وإنما يحصل توجيهها بالتحامل عليها والاعتماد على بطونها.
وقال إمام الحرمين: ظاهر النص أنه يضع أطراف أصابع رجليه على الأرض في السجود ، كما أنه لا ينبغي أن لا تثير مثل هذه المسألة الاختلاف بين الناس؛ فالأمر فيها واسع.