مصر.. قدوة "الحب والخير" للعرب والإنسانية

مصر.. قدوة "الحب والخير" للعرب والإنسانيةصورة ارشيفية

مصر13-2-2024 | 08:10

يحتفل العالم هذه الأيام ب عيد الحب بينما لا يزال الجرح الفلسطينى ينزف بسبب الحرب الظالمة التى تشنها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، وهنا تفجرت مشاعر الحب والإنسانية تجاه الأشقاء المستضعفين الذين يعانون من ويلات الحرب، حيث وقفت الدولة رئيسًا وحكومة وشعبًا صفًا واحدًا خلف هذه المشاعر وحولتها إلى نتائج على أرض الواقع وقدمت كل أنواع الدعم والمساعدة بكل حب وكرامة.
ستبقى مصر قدوة الحب والخير للأشقاء العرب، فالواقع الذى لا يستطيع أحد أن ينكره، أن الحب للأشقاء العرب بشكل خاص، والإنسانية بشكل عام، يجرى فى عروق الشعب المصري، وأظهرت الأحداث الأخيرة فى فلسطين وقطاع غزة، أهمية الدور الذى تلعبه مصر فى تلك الحرب الظالمة، فإلى جانب الدور السياسى فى التهدئة وتبادل الأسرى، ومساعى وقف إطلاق النار، بذلت مصر بكل الحب وبدوافع الأخوة والإنسانية، دورها المنوط بها فى تقديم وتوصيل المساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة عن طريق ميناء رفح البري، واستمرت قوافل المساعدات الطبية والغذائية واللوجستية فى التدفق للأشقاء فى فلسطين فى ذروة الحرب وفى فترات الهدنة، كما استقبلت المستشفيات المصرية عددا كبيرا من الجرحى والمصابين والمرضى لتلقى العلاج العاجل.
وقد قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال مؤتمر «تحيا مصر وفلسطين» الذى عُقد فى استاد القاهرة الدولي: «هنا أؤكد على الدور الكبير الذى قامت به مصر متمثلة فى كل المصريين جمعيات - منظمات - حياة كريمة - تحيا مصر، كل الناس اشتركت من أجل أن تخفّف عن أهالينا فى قطاع غزة، رغم ظروفنا الصعبة لكن أريد أن أقول لكم إن حجم المساعدات مقارنة بالمساعدات التى تم إدخالها خلال الأيام القليلة الماضية قدمت مصر ما نسبته 75 - 80% من إجمالى تلك المساعدات».
وفى وقت لاحق، قال رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى خلال تفقده لقافلة صندوق تحيا مصر للمساعدات الإنسانية لأهل غزة تنفيذا لتوجيهات الرئيس إن «أكثر من ثلثى المساعدات التى وصلت حتى الآن لقطاع غزة طلعت من مصر أو مصدرها مصر وكل شعوب العالم مجتمعة الثلث الآخر، ودى مش أى شيء أو نفاخر بهذا الموضوع ولكنه رد فعل تلقائى من الدولة المصرية والشعب المصرى نفسه».
إن الحب والمحبة للأشقاء العرب ليس مجرد كلمات يقولها الشعب المصرى وقيادته فى لحظات التعاطف ثم ينتهى الأمر، بل هى مواقف حقيقية قدمها على أرض الواقع، فالدعم لا يقتصر على المساعدات فحسب، بل ساهمت مصر بشكل كبير ومباشر فى التوصل إلى هدنة بين الطرفين، استفاد منها الأشقاء فى لملمة جراحهم والتقاط الأنفاس، وقد قال د. ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إنه قد «تم خلال اليوم الأول من الهدنة استقبال 17 مصابا يرافقهم 15 شخصا، و12 من المصابين الفلسطينيين جرى سفرهم ومُرافقيهم إلى الإمارات وتركيا»، وأضاف أن «134 فلسطينيا كانوا عالقين فى مصر عادوا إلى قطاع غزة بناء على رغبتهم»، كل هذه الجهود وأكثر تبذله الدولة المصرية قيادة وشعبا بكل الحب للأشقاء، معتبرين أنه واجب عليهم، ولا ينتظرون المدح أو الثناء، بل يتمنون أن تنتهى الأزمة ويعم الخير والرخاء والاستقرار للمنطقة والأشقاء.
وتقول د. دعاء بيرو، استشارى العلاقات الإنسانية والإتيكيت الاجتماعي، إنه من أجل تقوية العلاقات الإنسانية بين الناس وإعادة الود والحب بينهم علينا بالرحمة والتعاطف، فهى واحدة من أساليب تقوية العلاقات الإنسانية والاجتماعية، فلا يمكن لشخص أن يكون قريبا من الناس ومحبوبا وهو ذو قلب قاس لا يرحم صغيرًا ولا كبيرًا، ولا يتعاطف مع أحزان وهموم الناس وآلامهم، لذا فإن الرحمة والتعاطف أساس الحب الصادق فى أى علاقة إنسانية وأساس تقوية العلاقات بين الآخرين.
وأضافت أن الابتسامة والبشاشة فى وجه الناس تلعب دورا كبيرا فى تجديد الحب فى علاقاتنا الاجتماعية والإنسانية والتواصل مع الآخرين فهى تجعلنا نواجه المواقف الصعبة، فالابتسامة أداة سحرية تفتح الأبواب والقلوب المغلقة، وتزيل الحواجز وترفع العقبات بين النفوس وتبدد الوحشة، كما جاء فى حديث النبى عن المعروف الذى لا يكلف شيئا (ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، فالابتسامة والبشاشة لها مفعول وسحر حيث تقذف المودة والمحبة فى القلوب مع ضرورة الاعتبار أن تكون الابتسامة دون تكلف أو تصنع حتى لا تتحول لأمر سلبي.
كما أن من أساسيات استمرار المودة والمحبة بين الجميع هو عدم التغافل والمرونة فى التعامل، وعدم المحاسبة على كل صغيرة وكبيرة، وغفران ونسيان ما مضى واعتبار الحدث المسيء أمر مر بسلام، وعدم التوقف أمامه كثيرًا وعدم المحاسبة المستمرة، وفى حالة الخصام أو القطيعة يُفضل المبادرة بالصلح وقبوله ببساطة ولين وهدوء، وعلينا أيضا أن ننعش دوما المحبة والسلام بيننا من خلال تعلم ثقافة الاعتذار، فهى من أفضل الأشياء التى تساعد على تآلف القلوب وإزالة الضغائن بين الأشخاص، وأن نبدأ حديثنا دوما بالكلمة الطيبة، وأن نظهر الامتنان بالشكر والثناء إذا قام أحدهم بخدمتك فى أى أمر من الأمور، فيفضل أن نقدم الشكر والتقدير لاهتمام الشخص ونسمعه الكثير من كلمات الشكر.
وأشارت بيرو إلى أن أهم صور الحب الصادق والمودة غير الزائفة هى الاهتمام، بمعنى أن تجعل من كل معارفك أشخاص مهمين بحياتك، ولا تتعامل مع الأشخاص بمراكزهم أو درجاتهم العلمية، ولكن تتعامل مع الكل بشكل راق ومهذب، وأن تحاول أن تواسى أى شخص فى أزمة حتى لو بكلمة طيبة نابعة من القلب، لأن كل شخص بالتأكيد يتعامل بما داخله. ويفضل أن يكون هناك اهتمام متبادل للحفاظ على كل العلاقات الإنسانية سواء أكانت عاطفية أو صداقة أو قرابة، مؤكدة أنه قد تبعدنا ظروف الحياة ومشاكلها ومشاغلها عن الأحباب والأصدقاء فيقل الود وتقل اللقاءات والاتصالات ونكتفى بالتواصل معهم عبر الفيسبوك أو الواتساب وما شابه ذلك ثم تنقطع العلاقات شيئا فشيئا، بالرغم من عدم وجود خلافات لذا إن لم نتمكن من لقاء أحبابنا، فالأجدر بنا أن نبادر بالاتصال بهم ونسمع صوتهم ولا نكتفى بالرسائل النصية، لأنها بالفعل لا توصل مشاعر الحب الحقيقى والاهتمام للآخرين كما تصل عند التحدث وسماع الصوت.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2