تعتبر زراعة قصب السكر وصناعته من أقدم الزراعات والصناعات الموجودة في مصر، حيث يعتبر أحدث مصنعا؛ لتحويل قصب السكر إلى سكر أنشيء عام 1890، وعلى الرغم من ذلك لم نصل إلى الاكتفاء الذاتي من زراعته أو صناعته، حيث ننتج حوالي 2.2 مليون طن سكر من القصب والبنجر معا ويصل استهلاك المصريين إلى 3 ملايين طن سنويا، ولكن الموسم الحالي يشهد طفرة في زراعة قصب السكر وستكون خطوة كبيرة في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من زراعته وصناعته.
قال د أيمن العش، مدير معهد المحاصيل السكرية: إن موسم حصاد قصب السكر بدأ بالفعل وتم زيادة سعر توريد طن قصب السكر ليرتفع من 1100 للعام الماضى ليصل إلى 1500 لهذا العام، مشيرا إلى أن المساحات تتراوح ما بين 220 إلى 250 ألف فدان وهذا الرقم مرشح للزيادة أو النقصان، حيث تتعرض المساحات للتذبذب سنويا على حسب كل موسم وعلى حسب المنافسة مع بعض المحاصيل الأخرى.
وأشار إلى أن هناك طفرة حدثت فى زراعة قصب السكر خلال العام الماضى وسوف يتم استكمالها فى الموسم القادم وهى زراعة القصب من خلال الشتلات وهى تنفذ لأول مرة فى الشرق الأوسط وإفريقيا، لافتا إلى أنه تم تنفيذ محطتين حتى الآن؛ لتنفيذ تلك التقنية الأولى موجودة فى كوم أمبو وهى تعتبر الأصغر حجما، حيث تصل طاقتها الإنتاجية إلى 15 مليون شتلة وهى تكفى لزراعة 2000 فدان فى العام الواحد أما المحطة الثانية والموجودة بكوم أمبو أيضا ولكنها الأكبر، حيث تصل طاقتها الإنتاجية إلى 80 مليون شتلة تقريبا تكفى لزراعة 11400 فدان.
وتابع، على اعتبار الأرقام السابقة فنحن لدينا طاقة إنتاجية تكفى لزراعة 14 ألف فدان من المساحة المطلوبة، مشيرا إلى أن هناك محطة ثالثة تحت الإنشاء ستعمل خلال الشهور القليلة القادمة وهى موجودة فى وادى الصعايدة، حيث يتم التعاقد على المعدات وباقى التجهيزات اللازمة لبناء البنية التحتية للمحطة والبدء فى العمل الفورى ومن المتوقع الحصول على مزيد من باكورة الإنتاج لتلك المحطة الموسم القادم.
وتابع أن المحطات بدأت بالفعل فى إنتاج الشتلات الجديدة للتجهيز للموسم القادم.
إشكالية
وأكد أن الإشكالية الوحيدة، التى تواجه الفلاح أمام الإقبال على تنفيذ تلك التقنية هى الرغبة فى تقسيط سعر الشتلات وأن يتم تسديد ثمنها من المحصول، خاصة مع صعوبة تسديد ثمنها بصورة مباشرة من جانب الفلاحين، مشيرا إلى أن تلك الإشكالية نعمل على حلها مع أكثر من جهة معنية بهذا الأمر منها البنك الزراعى وشركات السكر بحيث نجد آلية يتم من خلالها توريد الشتلات للمزارع وتقسيط ثمنها على الإنتاج سواء على عام أو عامين.
وأكد أن التقنية الجديدة تساهم فى رفع إنتاجية الفدان بصورة أكبر من الطرق العادية، مشيرا إلى أننا نقوم بزراعة القصب بمعدل تقاوى يتراوح من 6 إلى 8 أطنان قصب للفدان الواحد ومع تلك الطريقة يصبح من الصعب تحديد عدد العيدان، التى طرحت وعدد العيدان غير الصالحة للاستخدام أو بمعنى أدق لا يمكن تحديد الكثافة النباتية هذا بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تكون التقاوي، التى قام المزارع باستخدامها حاملة الآفات أو الأمراض وبالتالى تقلل من حيوية البراعم، التى بدورها تؤثر على الإنتاجية.
وأضاف ولحل تلك المشكلة قمنا بابتكار تقنية الشتل، حيث نعمل على إنتاج 7000 شتلة من طن واحد من القصب والشتلة الواحدة نقوم بتربيتها فى محطات الشتل لمدة شهرين وبالتالى نحصل على نبات كامل ببذور كاملة وبعد ذلك نقوم بزراعتها من خلال توزيعها بطريقة هندسية معينة من حيث المسافات والكثافة.
ضعف الإنتاجية
وأشار إلى أننا فى بداية الزراعة لدينا إحصائية بوجود 7000 شتلة فى الفدان الواحد بالإضافة إلى أن الشتلة الواحدة قادرة على إنتاج 10 فروع من القصب ومن خلال الاحصائيات السابقة لدينا تقدير مبدئى لإنتاجية الفدان الواحد، التى قد تصل إلى 70 ألف عود من قصب السكر.
وأكد أن زراعة قصب السكر فى أراضى توشكى قد تكون الطريق لتحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر خلال الفترة القادمة.
وطالب بضرورة التفكير فى إقامة مزرعة قصب السكر فى أراضى توشكى على غرار أكبر مزرعة للنخيل، التى دخلت موسوعة جينيس وهى تعتبر فخرا للمصريين، مشيرا إلى صعوبة إقامة مثل تلك المزارع على أراضى الدلتا.
إقبال المزارعين
ومن جانبه، أشار الدكتور عادل عبدالعال، المدير التنفيذى لمحطة إنتاج الشتلات بكوم امبو ب معهد المحاصيل السكرية إلى أن التقنية الجديدة لزراعة قصب السكر توفر 350 ألف طن من القصب بما يعادل 35 ألف طن من السكر، مشيرا إلى أنه من المستهدف خلال الفترة القادمة أن نقوم بتغيير الزراعة فى مدينة أسوان من طريقة العقل إلى طريقة الشتل وفى نفس الوقت هناك مشاركة من جانب وزارة الري؛ لتغيير طريقة الرى إلى التنقيط، التى تعطى محصولا أعلى من الرى بالطريقة العادية.
اقرأ باقى التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر اضغط هنا