عبرت النجمة اللبنانية ناتاشا شوفاني عن سعادتها الكبيرة بنجاح الموسم الثاني من الملحمة الإنسانية (دكة العبيد)، والتي تعتبرها رسالة وملحمة في الإنسانية وكيف يشعر الإنسان بالآخر، وهي محاولة درامية لتوضيح بشاعة العبودية عبر التاريخ، خصوصًا أنه في الموسم الثاني، تتطوّر شخصية "توجان" وتصبح أقوى.
هذه القوة التي تظهر في الحلقتين الأوليين من هذا الموسم، وتحديدًا في مشاهد (القارب)، عندما تُصاب الأم بالطاعون، والظروف التي أحاطتهنّ نتيجة الإصابة بالطاعون كانت صعبة للغاية على الفتيات خاصةً "توجان"، ومشهد انهيارها ورؤيتها لوالدتها وهي تصاب بالجنون تعتبر نقطة تحول في تطوّر شخصيتها، حيث تبدأ رحلتها لتصبح شخص أقوى ولا تتأثر عاطفيًا بكل شيء كما كانت عليه في السابق.
إنّ الطريقة التي تتعامل بها هي وشقيقتها مع المواقف التي يواجهونها تخلق توازنًا جميلاً في الموسم الثاني مقارنةً مع القصص الأخرى.
وحاليًا، ناتاشا شوفاني تقرأ مجموعة من الأعمال الدرامية لتختار فيما بينها وستطل علينا في رمضان في عمل تتكتم تفاصيله لكنها تراهن عليه أيضًا.
وعن تجربتها في (دكة العبيد)، تقول "ناتاشا": "عندما تحدث معي مسئولي الـMBC لأوّل مرّة عن المشروع، أردت معرفة المزيد من المعلومات قبل الإنضمام إليه، وعندما أخبروني أنّ المسلسل يتحدّث عن العبودية تحمّست كثيراً له".
وبعد أن قرأت النص والتقيت بالمخرج لسعد الوسلاتي، وقدّم لي منظورًا أكبر للموضوع، تحدّثنا عن الأمر وأعجبتني الفكرة أكثر، إنّها قصة ذات معان عميقة، إذ تتطرق لموضوعات أثّرت على البشرية، أنا فخورة جدًا لعملي في مسلسل يعالج هذا الموضوع الحسّاس ويعرض جوانباً مختلفةً من العبوديّة وما سبّبته من مشكلات عبر التاريخ.
في هذه القصّة، الجميع مذنب، ويمكن أن يكون الجميع ضحايا فيها، الكثير من العائلات تمزّقت بفعل قسوة العبودية... لقد مرّت الإنسانيّة بمعاناة كثيرة وما زالت تعاني الكثير.
وتساءلت بيني وبين نفسي كثيرًا عن كيفية تنفيذ هذا العمل، وعن كيفية تصوير هذه القضية الحسّاسة، ولعلمي أنّ (MBC)، تقف وراء هذا العمل ورأيت ضخامة المشروع، كنت سعيدة جدًا بقبولي للدور الذي عُرض عليّ.
وعن صعوبة المشروع، تقول "شوفاني": "في خلال السنوات العشر التي أمضيتها في التمثيل، كان هذا المشروع هو الأصعب جسديًا بالنسبة لي، فالتصوير كان ليلاً تحت المطر المتجمّد، في الوادي، في الغابة في فصل الشتاء وفي المناطق الباردة مثل الباروك ونهر إبراهيم كان الأمر صعبًا للغاية، وعلى الرغم من أننا كنا نظل في موقع التصوير من 14 إلى 20 ساعة، وكنّا مُرهقين جدًا، في بعض الأحيان لم نكن بحاجة إلى أن نمثّل حتّى، إلّا أنّ الجميع في طاقم العمل والممثلين، عمل بشغف وسعادة وأشكر كلّ واحد منهم، انغمرنا بمشاعر كبيرة تجاه القصة التي أخبرناها ومثّلناها وقدّم الجميع كلّ ما لديه".
فيما يتعلق باللغة، أدّيت دوري باللغة الإنجليزية ولم تكن هذه هي الصعوبة فقط، فا بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية، كان علينا أن نعمل على لهجة محدّدة لأننا أتينا من دول مختلفة (إنجلترا، أستراليا، إسبانيا، جورجيا، هولندا، ولبنان)، وكان علينا العمل بلهجة بعيدة عن البريطانية من أجل الانفصال عن الخط البريطاني، ولكن في نفس الوقت كان يجب أن تكون اللهجة واضحة وكانت النتيجة جميلة جداً.
كان هذا المسلسل، أضخم مشروع على الإطلاق في الشرق الأوسط، حيث شارك فيه 220 ممثلاً و17000 ممثّل إضافي، جميعهم من 8 جنسيات مختلفة، وتمّ تصويره في 104 مواقع مختلفة، "أنا فخورة جدًا بأن أكون جزءًا من هذا المشروع".
وعن وقع السيناريو عليها عندما قرأته للمرة الأولى، تقول "ناتاشا": "المشروع كان كاملاً متكاملاً والقصة جميلة ومؤثّرة، هذه ليست المرّة الأولى التي تكتب هبة حمادة وتعمل على مشروع جميل ومؤثر وضخم كهذا".
وعن العمل مع المخرج لسعد الوسلاتي،: "تجربة في حد ذاتها، فهو مثاليّ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، رغم أنّ العمل على المشاهد كان مرهقاً جداً، ولكن بمجرد أن رأينا النتيجة، نسينا تعبنا، كان اهتمام "لسعد" بالتفاصيل أمراً مميزاً، كما أنّه يسمح للممثل باستكشاف مساحته، ويخرج منه أفضل ما عنده".
وعن توافر الظروف الإنتاجية، تقول ناتاشا شوفاني: "كان الإنتاج احترافيًا للغاية والإخراج رائعًا، ونأمل أن تكون النتيجة عظيمة بعظمة الجهد الذي بذلناه فيه، إنّه مشروع سأتذكره دائماً في حياتي المهنية ما زال لدينا بعض المشاهد لنصوّرها، لذلك فإنني أستمتع بالوقت المتبقّي لنا معًا في هذا المشروع".