كتبت: أمل إبراهيم
شاهدتها فى أحد البرامج ولفت نظرى طريقة حديثها التى تتسم بالحماس والأنطلاق وخفة الدم ، لم أكن أعرف أنها أحدى المشاركات فى معرض " مصر كرافيتى" ولكن عندما رأيتها عرفتها فورا وهى تقف بجوار منسوجاتها الملونة الزاهية ومشغولاتها التى تعكس روحها المرحة المشرقة ، تحدثت إليها ولدي يقين أنها مثال رائع لإمرأة مصرية عصرية واثقة من النجاح وكانت تحكى ببساطة وهى تضحك ..
نسرين خريجة تجارة خارجية ربة بيت تحب السفر والسياحة ، تسافر إلى بلاد مختلفة ، من بين تلك الدول سافرت إلى المجر والنمسا وتركيا وهناك لفت نظرها مدى الأهتمام بالأشغال اليدوية خاصة فى المناطق الريفية وكانت تلمس مدى الأقبال على أقتناء المنسوجات اليدوية هناك ، هى أيضا كانت تحب شراء الأشغال اليدوية بشغف شديد وترى صديقاتها وهن مقبلات على أن يحتفظن بتلك القطع لهن ولتجهيز بناتهن ، نسرين كانت تعرف جيدا أن تلك المنتجات لدينا ما يماثلها وربما يتفوق عليها فى مناطق مثل كرداسة وغيرها ولكننا وكما تقول مصابون بعقدة الخواجة نتهافت على المشغولات التى كتب عليها " صناعة يدوية مستوردة .." كانت تتساءل دوما لماذا ندفع مبالغ كبيرة لدخول متاحف فى دول أجنبية ثم تكون النتيجة قاعة طويلة عريضة وبها قطعة واحدة بينما بلادنا غنية بكم من الآثار التى لا تقدر بثمن وتحكى تاريخ كامل ؟؟
تحكى نسرين وتقول "عندما عدت إلى مصر بدأت أحاول مع نفسى فى تعلم غرزة الشريط وتطريز الأقمشة وساعدنى البحث على الأنترنت فى التعرف على بعض الأفكار ، مازلت أحتفظ بأول منتج من شغل يدى و أعتز به ،،ومن هنا بدأت رحلتى فى تطريز المنسوجات وعمل المفارش والخداديات وكل ما يمكن تطريزه ، كل من حولى يشجعنى وخاصة أخواتى اللواتى كن أكبر قوة داعمة فى شراء منتجاتى ومساعدتى فى تنسيق الألوان وعندما أصبح لدى كم من المنتجات يحتاج إلى تسويق سمعت عن مركز تحديث الصناعة المصرية وذهبت إليهم وعرضت مشروعى الصغير حينها ، فى المركز كان يتم توجيهى ناحية الأستثمار وشجعونى بالبحث عن ماكينة تساعدنى فى زيادة للإنتاج وعمل قطع بمقاسات اكبر وبدأت رحلتى بالبحث عن ماكينة وعرفت أن من الممكن الحصول عليها فى منطقة كرداسة معقل التطريز والمشغولات اليدوية وبالفعل أشتريت واحدة قديمة ومستعملة وساعدنى فى التعلم عليها صاحبها الذى باعها لى وكان الرجل فى حالة ذهول لأن هذه الماكينة تحتاج إلى قوة بدنية حتى أتمكن من العمل عليها و من الصعب أن أحتفظ بها داخل بيتى وكان يتعجب من أصرارى على التعلم والمحاولة داخل البيت ومن خلال هذا المشروع عرفت طريق أماكن كثيرة فى مصر وبدأت شراء الخيوط من حارة اليهود ودرب البرابرة ومنطقة الخيامية
بدأت فى العمل مدة عام و3 شهور دون تسويق للمنتجات وكان الأمر يثير سخرية أطفالى فى البداية ويقولون "ماما تخلصى من تلك الأشياء التى أزدحم بها البيت " شعرت قليلا بالأحباط ولكننى واصلت حتى حانت فرصة أول مشاركة لى فى أحد المعارض بعد عامين ونالت منتجاتى أعجاب كل من يراها وكان هذا بدايه الشعور الغامر بالنجاح ،،مررت كثيرا بظروف صعبة ولكن العمل مستمر ربما يكون هذا هو المعنى الحقيقى للنجاح "
نسرين عندما سألتها عن قصص مماثلة لنساء يطرقن باب النجاح دلتنى بتلقائية عن الأخريات وأنا أرى أن صورتها المشرقة وابتسامتها الطبيعية وروحها المرحة أكبر أنعكاس لإمرأة سجلت أسمها فى طريق الناجحات.
[caption id="attachment_190076" align="aligncenter" width="814"]
تطريز المنسوجات[/caption]