بعد مرور أكثر من أربعة أشهر من العدوان على غزة، بات من الصعب على أهالي القطاع العثور على أي شيء يمكنهم تناوله بسبب تفاقم أزمة الجوع التي تجتاح القطاع في ظل شح الطعام، حتى أصبح رغيف الخبز سلعة نادرة وباهظة إن وجدت، حيث اضطر الكثير من السكان إلى طهي الأعشاب وخبز علف الحيوانات لسد جوعهم.
وفي ذات السياق، روى أحد الأطفال وهو منهمك في البكاء بحرقة، يشكو قائلا: "لقد متنا من الجوع، لا يوجد طعام، احنا جوعانين، هنا لا ماء ولا طعام، نريد أن تتوقف الحرب لنعود إلى حياتنا الطبيعية".
ومع استمرار الحرب الإسرائيلية، لا يزال يبحث الأطفال والنساء والرجال في قطاع غزة عن أي طعام يسدوا به جوعهم، وتتواصل معاناتهم يومًا بعد يوم تحت وطأة الجوع.
وقالت طفلة أخرى بحزن عبر قناة "العربية" الإخبارية، "نحن بحاجة إلى الطعام، لقد متنا من الجوع، تعبنا جدا، لا يوجد سوى ماء قليل، وأكلنا خبزًا بمذاق مر من علف الحيوانات، ولكن لا يوجد غيره".
وفي مدينة جباليا بشمال غزة، لجأ كذلك الكثيرون من نساء القطاع إلى طهي الأعشاب لسد جوع أطفالهم الذين باتوا يصرخون جوعًا، حيث قالت إحدى السيدات الفلسطينيات بجباليا، "نرسل أولادنا وأحفادنا للبحث عن الأعشاب في الشجيرات والحشائش على الأرض، ثم يعودون لنا لنقوم بطهيها لهم نظرًا لندرة الطعام في القطاع بأكمله".
وأفادت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة في تقرير لها، بأن جميع سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يواجهون مستويات خطيرة من أزمة الجوع، ويتعرضون لخطر متزايد يشير إلى إمكانية وقوع مجاعة.
وأكد التقرير الذي أصدرته لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في غزة هي الأكبر المُسجلة على مستوى العالم.