نساء يطرقن باب النجاح «8» راوية عبد القادر فنانة الخزف المصرية
نساء يطرقن باب النجاح «8» راوية عبد القادر فنانة الخزف المصرية
كتبت: أمل إبراهيم
بوجه خال من المساحيق وبشرة مصرية تشبه رغيف الخبز الطيب ونظرة تؤكد أن الجمال يمكن أن يتم تشكيله كما نرغب وأن الحياة تهبنا أسرارها عندما نملك روح الإصرار التى يمكن نفخها حتى فى الطين الذى تحرقه حرارة التجارب حتى يتحول إلى شكل من أشكال الإبداع ..كانت راوية عبد القادر "ابنة قرية تونس بالفيوم " تقف بجوار منتجاتها من الخزف بكل ثقة وكأنها أم ترعى صغارها وتعلم جيدا أنها إحدى نساء مصر اللواتى طرقن باب النجاح ..الذى استطاعت أن تعبر ببساطة وتلقائية عنه وتضع تعريفا له قالت :النجاح هو مشاعر الحب والشغف والرضا التى تحسها وأنت تقوم بعمل شىء تعشقه ، لا يهم هنا أن تتسخ ملابسى أو تتعب يداى أو أتعامل مع الطين وأقف أمام الفرن ولكن فى النهاية منتج جميل يشعرنى بسعادة لا مثيل لها "
امرأة مصرية هادئة تتكلم بكل ثقة لم تنل حظها من التعليم واكتفت بالحصول على شهادة محو الأمية ..عندما كانت طفلة صغيرة كانت مثل أبناء قريتها تحب اللعب فى التراب وتصنع أشكالا من الطين ..حتى قابلتها السيدة إيفيلين بوريه السويسرية وقالت لها يمكنك من خلال اللعب صنع منتجات مبهرة لو تعلمت صناعة الخزف فى المدرسة .
الفنانة السويسرية " إيفيلين" التى أنشأت مدرسة الفخار منذ حوالي 25 عاما، لتدريب أولاد الحضر والريف على أعمال الخزف، وهو الفن الذي درسته فى كلية الفنون التطبيقية بسويسرا .
التقطت راوية كلام السيدة إيفلين والتحقت بالمدرسة مع عدد من البنات كن صديقاتها ، ولكنها كانت من القلائل اللواتى واصلن تعلم فن الخزف والعمل على الدولاب لأن البنات فى قريتها كن يتزوجن وهن صغيرات .
كانت رواية تحب تشكيل الخزف وتلوينه وتستوحى رسوماته من الطبيعة حولها لذا من الطبيعى أن يكون اللونان الأخضر والأزرق حاضران بقوة فى أغلب منتجاتها.
انطلقت راوية فى مجال الخزف وشاركت فى معارض كثيرة داخل مصر وخارجها وسافرت إلى مدينة مارسيليا فى فرنسا وكان عمرها 15 عاما وقتها ولاقت منتجاتها صدى كبيرًا هناك وعندما عادت تزوجت واستقلت بعملها وأصبح لديها ورشة خاصة بها وعلمت إخوتها كيفية العمل حتى يكونوا سندا لها وشركاء فى العمل معها وأنجبت ثلاث بنات سارة وأمانى وحبيبة اللواتى استهوتهن مهنة الأم وشاركنها العمل ..
تقول راوية إن منتجاتنا المصرية فى صناعة الخزف و الفخار تختلف عن مثيلاتها لأن الطين المستخدم يأتى من أسوان ويتم الحصول عليه كذلك من منطقة «مصر القديمة» والطين الأسواني يتحمل درجات الحرارة العالية لأكثر من 1200 درجة مئوية، وبالتالي يعطي القوة والصلابة و«الطين» لا يتشقق و يعيش لسنوات طويلة.
تشارك راوية فى معارض كثيرة وتفخر بالانتماء إلى قرية تونس التى تستعد بعد أيام لإقامة مهرجان القرية للخزف والذى يقام منذ عدة سنوات ويتوافد إليه السياح كل عام ويسألون عن ورشة " راوية عبد القادر" التى أصبح اسمها معروفا لديهم فى فن صناعة الخزف.
[gallery type="slideshow" size="full" ids="190791,190793,190794,190795"]