مدد يا "قناوي".. صور ترصد احتفالات قنا بـ مولد عبدالرحيم القنائي

مدد يا "قناوي".. صور ترصد احتفالات قنا بـ مولد عبدالرحيم القنائيمولد عبدالرحيم القنائي

محافظات21-2-2024 | 11:17

تحتفل محافظة قنا فى النصف الأول من شهر شعبان من كل عام، بمولد القطب العارف بالله "سيدى عبد الرحيم القنائى"، حيث تقام الاحتفالات المختلفة بمحيط مسجد العارف بالله القطب سيدى عبدالرحيم القنائى، وتشمل إقامة مجالس الذكر المختلفة لكل الطرق الصوفية بمحافظة قنا، وكذلك إقامة سرادقات الطعام تكريمًا واحتفالاً بذكرى ميلاد العارف بالله.

وتستقبل محافظة قنا فى مثل هذا التوقيت زوار سيدى عبدالرحيم القنائى من مختلف محافظات جمهورية مصر العربية، وكذلك من مختلف الدول العربية والشرق الأوسط، حيث تمتد هذه الاحتفالات بدءًا من الأول من شهر شعبان حتى الليلة الختامية وهى ليلة خروج الموكب فى النصف من شعبان .

مولد العارف بالله سيدى عبدالرحيم القنائى

ولد سيدي عبدالرحيم القنائي، في مدينة ترغاى بإقليم سبتة في المغرب، وعاش ودفن في قنا، حيث يشهد مقامه ومسجده المبني علي الطراز الأندلسي احتفاءً كبيرًا من المواطنين، أو من حكام مصر على مدار التاريخ.

ويقول المؤرخون، إن عبدالرحيم القنائي ابتلي باليتم صغيرًا، حيث كان يحب والده حبًا عميقًا، ويرى فيه المثل الأعلى والقدوة الحسنة، لذلك تأثرت صحته وساءت حالته النفسية بسبب وفاته، فمرض مرضا شديدا، حتى أصبح شفاؤه ميئوسًا منه، مما جعل والدته تفكر في إرساله إلى أخواله في دمشق.

اسمه ونسبه
سيدي عبدالرحيم القنائي كان اسمه فى الأول "أسد"، لكنه غير اسمه فى مصر إلى عبد الرحيم، فقد ولد من أبوين كريمين ينتهى نسبهما إلى سيدنا الحسين "رضى الله عنه"، وأمه السيدة الشريفة سكينة بنت أحمد بن حمزة الحرانى، وهو من بنى حمزة الذين كانوا نقباء الشام، وشيوخه كانوا ذوى علم ودين.

بداية رحلة العارف بالله سيدى عبدالرحيم القنائى


فى بداية الرحلة.. ارتحل القطب العارف بالله عبد الرحيم القنائى إلى دمشق، حيث التقى هناك بأخواله وأهل والدته الذين أكرموا وفادته، وسهلوا له مهمة الاتصال بكبار العلماء والفقهاء هناك، حيث أمضى في دمشق سنتين، نهل فيهما من علوم المشارقة كما تفقه في علوم المغاربة، ثم شده الحنين إلى العودة لمسقط رأسه، فشد رحاله إلى ترغاى حيث أهله وعشيرته، وكان قد بلغ في ذلك الوقت العشرين من عمره.

وأمضى العارف بالله "سيدى عبد الرحيم القنائى" خمس سنوات في ترغاى بعد مجيئه من دمشق، يقوم بمهمة الوعظ والإرشاد على أن أحداث المشرق في ذلك الوقت من تكتل قوى الاستعمار الأوروبى المقنع، تحت اسم الحملات الصليبية -كما يؤكد المؤرخون- للهجوم على بلاد المشرق واستعمارها، كانت تشد تفكيره بقوة إلى المشرق، حيث كان يرى وجوب تكتل كل قوى المفكرين من المسلمين لحماية الدول الإسلامية، وهو ما حدث حيث ارتحل لمحافظة قنا بعد تأديته مناسك الحج بالحجاز.

وأصدر الملك العزيز بالله، ابن صلاح الدين الأيوبى، قرارًا بتعيين الشيخ عبد الرحيم شيخا لمدينة قنا، ومنذ ذلك التاريخ أصبح شيخنا يعرف بالقنائى، حيث تزوج بابنة الشيخ القشيرى، وبعد وفاتها تزوج ثلاث أخريات، أنجبن له 19 ولدا وبنتا.

استقرار العارف بالله سيدى عبد الرحيم القنائى بمحافظة قنا
استقر الشيخ "عبد الرحيم القنائى"، وكان مركزه زاوية بجانب ضريحه الحالى، يجتمع فيه بالوافدين عليه من كل مكان، واستمر كذلك حتى توفى سنة 592 هجرية، بعد أن عاش 72 عاما.

وصف العارف بالله سيدى عبد الرحيم القنائى


وصف "عبد الرحيم القنائي" بأنه طويل القامة، ممتلئ وعريض الجسم، أبيض البشرة، مستدير الوجه، واسع الجبهة، وضاح الجبين، مقوس الحاجبين، واسع العينين مع سوادهما، طويل أهدابها، جميل الخد، مفرط الأنف قصير الشارب، رقيق الفم، مفلج الأسنان، ذو لحية كثيفة يميل لونها إلى اللون الذهبى كشعر رأسه، ضخم الرقبة كثير الشعر واسع المنكبين، طويل الذراعين، واسع الكفين، وكان يلبس عمامة على طربوش أبيض.

من مؤلفاته


قام الشيخ "عبدالرحيم القنائي"، بتأليف عدة مؤلفات، منها تفسير للقرآن الكريم، ورسالة فى الزواج وكتاب الأصفياء وأحزاب وأوراد كلمات كثيرة في التصوف، نشرت فى طبقات الشعرانى وطبقات السبكى، وطبقات المناوى القنائى.

"شيخ العرب همام" وتوسعة مسجد سيدى عبدالرحيم


قام أمير صعيد مصر "همام سيبك" الهواري، بتخصيص بعض الأراضى لسيدى عبدالرحيم القنائى بلغت 193 فدانًا، و120 فدانًا بقوص، و30 فدانًا بناحية البلاص (المحروسة ـ قنا)، الكائنة على ترعة الشنهورية، بها نخيل وسواقى وأشجار وجنينة من ناحية الشرق ترعة الشنهورية، ومن ناحية الغرب طريق زراعى، والحد البحرى أرض أبو السرور، بعضه وقف لسيدى عبدالرحيم القنائى. وذلك للإنفاق على خدمة المسجد والضريح.

ورصدت الحملة الفرنسية مقامه في رسمة واضحة، كما أوقف خديوى مصر عباس الأول والى مصر، آنذاك، خمسين فدانا، للإنفاق منها على ضريح سيدى عبدالرحيم القنائى، وفى عام 1931، صنعت الحكومة المصرية له كسوة من أسلاك الذهب، وفى عام 1948، بنى له الملك السابق فاروق الأول الضريح الحالى، وفى عام 1967 أهدى إليه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كسوة مطواة من الذهب، وذلك بعد حمايته من السيول الجارفة.

وفى عام 1980، أهدى إليه الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، كسوة فاخرة، وفى عهد الرئيس محمد حسنى مبارك، تم توسيع المسجد الحالى، وبناء مساحة مماثلة للمسجد لاستيعاب زيادة المصلين وأحبابه الزوار من جميع المحافظات، وتم تجميل المسجد بالكامل، وإنشاء مسجد مفتوح بمساحة قدرها 800 متر.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2