ما أشبه الليلة.. بالبارحة !

الرأى25-2-2024 | 20:13

نواصل الكتابة عن الكتب التي وصلتني مؤخرًا ونبدأ برواية "واحترقت أوراق القضية" والتي تتناول الأحداث السياسية والأمنية في مصر في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، والتي انتهت بحريق القاهرة أو ما سمي بـ "السبت الأسود"!

ويكشف المؤلف بحرفية روائية وقدرة استقصائية حقيقة ما جري، مشيرًا من خلال الأسماء والمكان والزمان – إلي أن كل اللاعبين علي المسرح السياسي وقتها ساهموا في إحراق القاهرة ، بداية من الملك مرورًا بالأحزاب والإنجليز.. وانتهاء بالأمريكان الذين حركوا الكل من خلف الستار!

ومؤلف الرواية.. هو المستشار محمد عبد العال نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، وقد صدر له من قبل عدة روايات منها "البهلوان"، وأخطر الرجال، وتحت الحصار، وأرض بلا ظل، ومؤخرًا "حارة الصوفي"، كما أصدر عدة كتب تاريخية منها؛ عصر التحية، وقناة السويس من المهد حتي التحرير.

والرواية الثانية.. بعنوان " صيد الذئاب ".. كتبها صديقي وزميلي حسام أبو العلا وأحمد شنب ، والأول صدر له من قبل عدة مجموعات قصصية ؛ والثاني يبدأ خطواته الأولي في مجال الرواية.

ويبدو أن الزميلين كتبا الرواية وعينهما علي شاشات التليفزيون أو السينما، فالأحداث متلاحقة ومتدفقة ومشوقة، وتلعب "الصدفة" دورًا كبيرًا فيها، وينقصها – فقط – سيناريو جيد وحوار قوي، لأنها تدور حول الصراع بين أجهزة الأمن والجماعات الإرهابية، التي كانت نبتا شيطانيا.. سرعان ما جف عوده وانقطع وصله.

ونختم بمذكرات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أثناء حرب 1973، والتي ترجمها زميلي وصديقي الكاتب المتخصص رفعت فودة والذي انتقل إلي أستراليا وأسس هناك عائلة كبيرة من الأبناء والأحفاد، يسعدنا برؤية الجديد منهم كل عدة أشهر، بنشر صورهم علي صفحته بالفيس بوك!

والمذكرات أصدرتها دار المعارف في عدة طبعات منذ عام 1976، وتعترف بقدرة المصريين علي خداع كافة مخابرات العالم، "بخطة ذكية ودقيقة".. ساهم الجميع في تنفيذها عن عِلم أو حُسن نية!

فضلا عن "التكرار" و"التشابه" للأحداث وتطوراتها بين ما حدث عام 1973، وما يجري حاليا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وكانت مفاجأة "العبور" مذهلة للإسرائيليين عام 73 وهو ما تكرر في 7 أكتوبر الماضي، كما حصل الإسرائيليون - وقتها - علي شبكات تشويش إلكترونية، وقنابل ذكية، وهو ما تكرر مؤخرًا، بالإضافة إلي خبراء ومقاتلين.

والاختلاف الوحيد وكما ورد في المذكرات "أن العرب وقتها.. استخدموا سلاح البترول بمهارة ودقة فائقين.."!

أضف تعليق