حرب إسرائيل علي غزة لم تحقق أيا من الأهداف التي أعلنها نتنياهو ومجلس حربه، بل إن رئيس الجيش الإسرائيلي أقر بأن تدمير حماس، هو أمر بالغ الصعوبة برغم الضربات المكثفة بأقوي أنواع القنابل الموجهة والثقيلة، والتي تستخدم في ضرب الحصون وأرصفة الموانئ، وهو ما أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية والتي طالبت بتحقيق تتهم فيه إسرائيل بعدم الالتزام بحظر استخدام هذا النوع من القنابل في ضرب الأحياء السكنية، حيث يبلغ وزن القنبلة أكثر من طن، وهو ما يعني القدرة علي تدمير عدة مبان سكنية في وقت واحد، ليس هذا فحسب، بل استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الفسفور الأبيض الحارقة والمحرمة دوليا!
وقد حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من استخدام هذا النوع من الأسلحة في المناطق السكنية، والذي لا يحقق ل إسرائيل أي مكاسب علي الأرض سوي سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء من سكان غزة، حتى إن الدول الأوروبية الداعمة ل إسرائيل أعربت عن استيائها البالغ من تصرفات الجيش الإسرائيلي غير الإنسانية، حيث اتخذت بعض دول أوروبا قرارات، بحظر توريد الأسلحة وقطع غيار الطائرات إلى إسرائيل، مثل هولندا، وإيطاليا وإسبانيا.
وقد صرح منسق العلاقات الدولية في الاتحاد الأوروبي بأن إسرائيل تجاوزت كل الحدود الإنسانية والأخلاقية في حربها علي غزة، وأصبحت وصمة عار في التاريخ الإنساني، ودعا العالم كله للضغط علي إسرائيل لوقف حربها القذرة، والتي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية، كما جاء في قرار محكمة العدل الدولية، ورغم كل هذه المذابح لم تجن إسرائيل إلا السخط الدولي واشمئزاز واستهجان كل دول العالم تقريبا، حيث أعلن الرئيس البرازيلي مؤخرًا أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة جماعية، مثل التي فعلها هتلر في الحرب العالمية الثانية .. ورغم كل هذه التصريحات التي تدين إسرائيل إلي حد الفضيحة الدولية وظهورها كدولة مارقة لا تمتثل للقوانين الدولية وترمي بعرض الحائط كل قرارات الأمم المتحدة، ولم تنفذ أي قرار دولي منذ إنشاء إسرائيل عام 1948 وحتي الآن، حيث صدر أكثر من مائة قرار ملزم وواجب التنفيذ لصالح الشعب الفلسطيني، لكن إسرائيل لا تعير أي اهتمام بالقرارات الدولية، بل وصلت إلي حد السخرية من قرار محكمة العدل الدولية ووصفته بالقرار التافه، لقد أصبح العالم كله علي بينة أن إسرائيل أصبحت دولة مارقة خارجة علي كل القوانين والأعراف الدولية.