د. ناجح إبراهيم يكتب: هتاف الإمام الأكبر من كازاخستان إلي إيطاليا

د. ناجح إبراهيم يكتب: هتاف الإمام الأكبر من كازاخستان إلي إيطالياد. ناجح إبراهيم يكتب: هتاف الإمام الأكبر من كازاخستان إلي إيطاليا

* عاجل20-10-2018 | 19:28

 من الأرض التي ولد فيها قاهر التتار والصليبين الظاهر بيبرس,ومن الأرض التي أنبتت فيلسوف الإسلام الفارابي,واللغوى الشهير الجوهرى,من هذه البلاد التي تعد جزءً من وادى فرغانة الذي احتضن الإسلام وعلمائه قروناً طويلة وخرج قرابة ألفي عالم من أشهر علماء الإسلام,منهم الماتريدى إمام العقيدة ,النسفي عبقري التفسير,البخاري إمام الصحيح,التستري الصوفي الشهير.

من كازاخستان التي تعد جزءً من وادي فرغانة الشهير،تلك البلاد التي دخلها الإسلام علي يد قتيبة بن مسلم جاء هتاف الإمام الأكبر إلي العالم كله ومن أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة,والتي فيها أهم جامعة إسلامية عربية في وسط آسيا كلها,وهي جامعة"نور مبارك"والتي تحمل أسمي الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف,والمصرى الأسبق مبارك،والتي تعد من أهم حسنات مبارك ,وحسنات د/حمدى زقزوق الدينامو الأكبر في إنشائها وقد ساعده في ذلك مجموعة من المحسنين الكبار علي رأسهم محمد فريد خميس والذين ساهموا بأكبر الجهود المالية لإنشاء الجامعة.

ومن مفارقات القدر العجيبة أنه لو تأخر افتتاحها عشرة أيام لكانت نسياً منسياً،فقد تم تدشينها وافتتاحها قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2011 بعشرة أيام ،وكأن القدر الإلهي شاء أن ينشأ هذا الصرح الكبير لخدمة الإسلام والعربية قبل بداية الهجمة الأمريكية والغربية علي الإسلام والمسلمين والذي كان تنظيم القاعدة السبب الرئيسي فيه بتدميره لبرجي التجارة وإهانة المارد الأمريكي في مقر داره.

 وكان العلامة د/محمود فهمي حجازى هو أول رئيس للجامعة وهو أحد العلامات البارزة والمضيئة في حركة الثقافة المصرية الأصيلة والذي يجيد عدة لغات وحاصل علي العديد من الأوسمة الدولية والذي نهض بالجامعة حتي أصبحت من أهم الجامعات في آسيا .

 وقد حاولت بعض الدول شراء الجامعة بأموالها,ولكن ذلك استعصي عليها ,فقد نأت بنفسها عن كل فكرة غير أزهرية أو غير وسطية كما نأت كازاخستان عن فكرتي التشدد السلفي أو الوهابي من جهة أو التشيع  وكراهية بعض الصحابة من جهة أخرى ,فالدولة تقع في منطقة خطرة من كل النواحي,ووجدت ضالتها في الأزهر بوسطيته واعتداله ورفقه وتواضعه وعدم تدخله في صراعات السياسة والمذهبية,ولذلك حظرت التدريس في الجامعة إلا علي العلماء  الكازاخيين والمصريين .

وقد لعبت الجامعة مع الأزهر دوراً كبيراً في تعليم وتأهيل وتدريس أئمة المساجد والعلماء في كازاخستان عن طريق مركز الثقافة والتعليم المفتوح التابع للجامعة والذي رأسه أحد علماء الأزهر د/رضا الدقيقي.

 وتعتبر كازاخستان جامعة "نور مبارك"أمانا ودرعاً لشعب كازاخستان من التطرف يميناً أو يساراً أو غلواً أو تقصيراً وتعتبره عاملاً يحفظ هويتها الدينية والوطنية,ففيها تعيش الأغلبية المسلمة مع المسيحيين واليهود في أمان وسلام.

 من هذه البلاد العريقة جاء هتاف الإمام الأكبر الزاهد المتعفف عن الدنيا د/أحمد الطيب"مسجد الظاهر بيبرس يرمز للإرث التاريخي بين كازاخستان ومصر",ويضيف"الإطار العام للحضارة الإسلامية يشبه المثلث متساوى الأضلاع وهي الوحي الالهي الذى يخاطب العقل,والعقل المفكر المنضبط بتعاليم الوحي,الاخلاق التي تميز بين الحسن والقبيح"ويبين أهمية العقل"وردت كلمة عقل في القرآن الكريم 120 مرة وهي تحث علي التدبر والعقل والعلم والنظر والتفكير".

 ويهتف في الدنيا"دين يقوم علي السلام والإخوة الإنسانية يستحيل أن يوصف بأنه دين قتل وتفجير"ويكرر"قواعد الأخلاق يجب أن تكون حاكمة لحركة الحضارة ومسيرة التاريخ"ويدافع عن الأزهر بقوله"مناهج الأزهر قامت منذ نشأته علي الجمع بين علوم النص والعقل والذوق".

 ويبرأ الأديان من جريمة الإرهاب هاتفاً:"عقيدتي في موضوع الإرهاب أنه ليس صنيعة الإسلام ولا المسيحية ولا اليهودية كأديان سماوية ورسالات إلهية بلغها أنبياء الله ورسله موسي وعيسي ومحمد عليهم الصلاة والسلام ولكنه صنيعة سياسات عالمية جائرة ظالمة ضلت الطريق وفقدت الإحساس بآلام الآخرين من الفقراء والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين "لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا"وهذا يفسر سر استقطاب جماعات الإرهاب طائفة من الشباب في أوربا لم يعرف لهم ولا لعائلاتهم سابقة في التدين أو الالتزام بأحكام الشريعة"  .

 ويدافع عن الإسلام بقوة " وسرعان ما ألصق أسم الإرهاب بالإسلام وحده دون سائر الأديان وبالمسلمين وحدهم من بين سائر المؤمنين بهذه الأديان"

 ويقول في حزن عميق "نعترف أن مسرح الإرهاب عربي إسلامي واللاعبون مسلمون وعرب لكننا نشك كثيراً في أن يكون أي من نص المسرحية وإخراجها عربياً أو إسلامياً خالصاً"

 ويقول "ليست القضية قضية شباب مسلم وجهاد إسلامي وإنما هي قضية التهميش والظلم والإحساس بالدونية وانتقاص الحقوق أو قسوة الاغتراب النفسى عند بعض الشباب نتيجة فراغ الحضارة المعاصرة من قيم الدين وأخلاقياته وتعاليمه,وهو فراغ لا يملؤه إلا هدى السماء ونور النبوة".

ويهتف في البشرية مذكراً"لا مفر من العودة إلي الدين كحارس للأخلاق لحل أزمتنا المعاصرة"ويفضح الحضارة الغربية الحديثة"ظاهرة البؤس تكاد تكون هي السمة التي تنفرد بها حضارتنا المعاصرة"ويفضح الأمم المتحدة بمن فيها"المواثيق الدولية تصبح دوماً حبراً علي ورق حينما يتعلق الأمر بالدول النامية".

 وقد منحت جامعة أوراسيا أكبر جامعات كازاخستان د/أحمد الطيب شيخ الأزهر الدكتوراة الفخرية،وكذلك جامعة بولونيا في إيطاليا والتي ختم بها رحلته التي بدأت بكازاخستان ،ومرت بأوزبكستان وانتهت بإيطاليا والفاتيكان.

 لقد كانت رحلة الإمام الأكبر إلي هذه البلاد غاية في الثراء,وللأسف لم تحظ بما تستحق من تغطية في الإعلام المصرى الذي تحتفي إحدى قنواته هذه الأيام بكاتب مزور غشاش ينكر النبوة والرسالة ،وطبعاً رسالة محمد وحده لأنه لا يتجرأ علي غيره في بلد يحتل أسم أحمد ومحمد ومحمود ومصطفي أغلبية في أسماء مواطنيها.

 مصيبة العلماني العربي أنه لم يتعلم شيئاً من العلماني الغربي الذي يعرف قيمة الحرية والديمقراطية ويكره الاستبداد أو الدكتاتورية والغش والتزييف والتزوير ويحاول الانضباط بآليات البحث العلمي في الوقت الذي يعشق معظم العلمانيين العرب كل هذه الصفات البغيضة,فحتى العلمانية الغربية لم ندركها ولم نصل إليها,فلا فهمنا الإسلام حقاً وأنصفناه ولا أخذنا محاسن العلمانية الغربية .

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2