الشهداء في قلب مصر

خاضت مصر عدداً من الحروب خلال تاريخها الحديث فكانت تضحية جيل كامل في هذه الحروب التي استمرت نحو حوالي ربع القرن فتعددت البطولات وتجلت التضحيات فكانت الحروب التي خاضتها مصر ذكرى لا تنسى في المجتمع المصري خلفت وراءها المصابين من العمليات الحربية والعديد من أسر الشهداء، ولمكانة الشهداء الرفيعة في الأرض والسماء حظي الشهداء وأسرهم باهتمام الدولة المصرية فاتخذت الدولة عدة إجراءات لتعويض أسر الشهداء والمصابين وشمولهم بالرعاية المتكاملة في جميع المجالات.

عندما نتحدث عن أسر الشهداء وتقدير الدولة لهم لا بد أن نتناول دور جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب فى الاهتمام ورعاية الشهداء، إذ تعد الجمعية من أعرق الجمعيات العالمية التي أخذت على عاتقها منذ إنشائها تقديم أوجه الرعاية بمختلف صورها للمحاربين القدماء وأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية إيماناً منها ومن القيادة العامة للقوات المسلحة بما قدموه لهذا الوطن وصون مقدساته.

وتقديراً من القوات المسلحة لهذا القطاع العريض من المجتمع، منذ اللحظة الأولى، فأنشأت جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب عام 1951 لترعى مصابي عمليات وأسر شهداء حرب عام 1948 و المحاربين القدماء من أبناء مصر والسودان وكان أول رئيس لها اللواء محمد نجيب الذي كان هو نفسه من مصابي حرب عام 1984 ، وقد مرت جمعية المحاربين القدماء بتطورات كبيرة عبر تاريخها تمكنت فيها من رعاية أسر الشهداء ومصابي الحرب وتكريمهم بكل الوسائل الممكنة، حيث قامت بدور تاريخي فى كل المجالات من تطوير أسلوب صرف الأجهزة التعويضية وزيادة الإعانات التي تصرف لأصحاب الدخل المحدود من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية، كما توفر الجمعية الملاعب المفتوحة والصالات الرياضية وقد مثل الجمعية العديد من الأبطال الرياضيين من المعاقين الذين حققوا العديد من البطولات وحصدوا جوائز محلية ودولية فى مختلف الألعاب جماعية وفردية.

تعويضات مستحقة

فى مارس 2018 تم إنشاء صندوق تكريم الشهداء وضحايا ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم بهدف تكريمهم ودعمهم ورعايتهم فى كافة النواحي الاجتماعية والصحية والتعليمية وصرف تعويضات مستحقة لهم وفقا لأحكام القانون، بالإضافة إلى توفير فرص الدراسة فى كافة مراحل التعليم وتوفير منح دراسية بالمدارس والمعاهد والجامعات وتوفير فرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية ومنحهم الأولوية فى مسابقة التوظيف التي تعلنها الدولة وكذلك تقديم الخدمات الصحية المناسبة فى المستشفيات والمراكز الحكومية والشرطية والعسكرية وتوفير فرص الحج والحصول على وحدات سكنية وإطلاق اسم الشهداء على الشوارع والميادين والمدارس تخليد لذكراهم وتضحياتهم.

التضامن الاجتماعي

فى 15يونيو 2023 صدر قرار من رئيس مجلس الوزراء بدمج المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين الذي تم إنشاؤه فى 2011 لوزارة التضامن الاجتماعي لتحل الوزارة محل المجلس فى تقديم كافة الخدمات، وعلى إثرها أصدرت الدكتورة نيفين القباج وزير التضامن الاجتماعي قرارا بتشكيل لجنة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرار تقديم جميع الخدمات لأسر الشهداء والمصابين المقيدين بالمجلس، إلى جانب نقل العاملين به إلي وزارة التضامن الاجتماعي بذات أوضاعهم الوظيفية ومزاياهم المالية وذلك تنفيذًا لقرار رئيس مجلس الوزراء بدمج المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين فى وزارة التضامن الاجتماعي.

وسعت الوزارة إلى وضع خطة لتطوير أدائهم الوظيفي لخدمة أسر الشهداء والمصابين بحيث لا يقتصر عملهم على صرف التعويضات المالية التي قررتها الحكومة لأسر الشهداء والمصابين بل يمتد إلى مساعدتهم فى الاستفادة من جميع خدمات الحماية الاجتماعية والصحية وكافة ما تقدمه الدولة من خدمات لأسر الشهداء والمصابين.
الحقوق والمزايا .

وتعمل وزارة التضامن على إصدار قرارات تنظم الحقوق والمزايا لأسر الشهداء والمصابين بالتنسيق مع وزارة المالية، تنفيذًا لقرار رئيس مجلس الوزراء الخاص بالدمج، حيث تسعى وزارة التضامن إلى استكمال الخدمات المقدمة لأسر الشهداء والمصابين من العمليات الإرهابية من المدنيين بالتنسيق مع صندوق تكريم أسر الشهداء والمصابين لصرف تعويضات لأسر الشهداء والمصابين المخاطبين بقرار رئيس مجلس الوزراء بصرف تعويضات مالية بلغت قيمتها نحو 360 مليون جنيه.

ويتنوع الدعم المقدم لأسر الشهداء والمصابين بين توفير وحدات الإسكان الاجتماعي وفقا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارة التضامن الاجتماعي وصندوق الإسكان الاجتماعي، حيث تم الإعلان عن المرحلة الأولى من المبادرة خلال شهر مايو 2023، كما تحرص الوزارة على استفادة أسر الشهداء والمصابين من المبادرات التى يتم تنفيذها من خلال الوزارات الشريكة، حيث تم التنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لاستفادة أكثر من 100 من أسر الشهداء والمصابين من مبادرة دراجتك صحتك.

وحدات سكنية

وتعمل الدولة على زيادة تعويضات أسر الشهداء والمصابين، فكان قانون تعويض أسر الشهداء الذي وافق عليه مجلس النواب فى فبراير 2022 والذي ينص على فرض ضريبة على بعض الأوراق والمستندات لصالح أسر الشهداء، كما أعلنت جامعة القاهرة إعفاء جميع أبناء الشهداء من الشرطة والجيش، من المصروفات الدراسية ومصروفات الإقامة فى المدن الجامعية، كذلك خُصصت ألف وحدة سكنية لأسر الشهداء والمصابين بمساحات 90 متراً، وفى مجال النقل تم استخراج 4 آلاف و215 اشتراك مترو أنفاق مجاناً لأسر الشهداء والمصابين، و3 آلاف كارنيه لهيئة النقل العام لركوب المواصلات مجاناً، و6 آلاف تذكرة مجانية للقطارات، وقررت مصلحة الضرائب المصرية إعفاء أهالي قرية الروضة من الضرائب لعام 2017، والمتمثلة فى ضرائب عامة سيارات ومحلات وجميع أنشطة المبيعات، وذلك عقب حادث تفجير مسجد الروضة فى نوفمبر 2017.

وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، آنذاك، فى تصريحات سابقة له، إنه التزاما بتوجيهات وتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالاهتمام بأسر وأبناء الشهداء، فإن الوزارة تسعى لأن توفر المستشفيات الجامعية المنتشرة بأنحاء الجمهورية، الرعاية الصحية لأسر الشهداء، وكذلك فى العمليات الجراحية أو أي عمليات تستلزم تكاليف مرتفعة، كما يتم تعيين أبناء الشهداء والمصابين وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء بتخصيص نسبة 2% من مجموع وظائف كل وحدة لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية والأمنية وشهداء الثورة ومصابيها.

الرسوم الدراسية

وقام الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بتسجيل بيانات أسر الشهداء والمصابين فى العمليات الحربية والأمنية بالجهات التابعين لها، تمهيدًا لإدراجهم فى قاعدة بيانات موحدة لتعيينهم، وفى أغسطس 2017، صدر قرار من وزارة التعليم بشأن الإعفاءات المقررة لأسر شهداء القوات المسلحة والشرطة والقضاء، حرصًا من الوزارة على الاهتمام ورعاية أسر الشهداء، وتضمن القرار إعفاء الطلاب من أبناء شهداء القوات المسلحة بالمدارس الحكومية من الرسوم الدراسية، ومقابل الخدمات، ورسوم الاشتراك بالرحلات، والمجموعات المدرسية، كما يتم استثناؤهم من شرط التقيد بالمربع السكني للالتحاق بتلك المدارس.

كما تم استثناء أبناء الشهداء من شروط التحويل من التعليم الخاص للتعليم العام بأي وقت من خلال العام الدراسي، إضافة إلى أن الطلاب المقيدين بمدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا من هذه الأسر، يتم إعفاؤهم مِن الرسوم الدراسية ومبلغ التأمين للحاسب الآلي المحمول ويسلم الجهاز هدية للطالب، إضافة إلى استثنائهم من شرط التقييد بالمربع السكني.