معرض الكتاب هذا العام، الذي أسدل عليه الستار – منذ أيام قليلة – يستحق التوقف أمامه لما حمله في طياته من بادرات معرفية – غير مسبوقة – وعلي رأسها بادرة قيام وزارة الداخلية بعرض مناهج كلية الشرطة في جناح كبيرخصصه لها المعرض.. في سابقة هي الأولي في تاريخ المعرض.. ومع ذلك لم يسلط الإعلام الضوء عليها رغم ما تحمله من معان مهمة.
فلأول مرة تتصدر كتب ومناهج كلية عسكرية مثل كلية الشرطة لتكون بجانب الكتب الثقافية المعروضة في المعرض.. وهي لافتة جديدة يستحق قيادات المعرض الثناء عليها.. لما تستهدفه هذه البادرة من إطلاع المثقفين والمجتمع علي تلك المناهج، التي يتم تدريسها لطلاب كلية الشرطة، التي تستهدف إعداد ضابط شرطة يكون ملمًا بالمفاهيم الأساسية ل حقوق الإنسان وبقوانين مكافحة المخدرات والعقوبات الجنائية.
هذه الكتب ليست للبيع وإنما للعرض فقط لإطلاع رواد المعرض عليها فقط.. ويتم إهداء منها نسخ للمثقفين، ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر كتاب عن المفاهيم الأساسية ل حقوق الإنسان ودور الشرطة في حمايتها للواء نضال يوسف مدير كلية الشرطة وكتاب آخر عن القوانين الجنائية المكملة لقانون العقوبات للواء دكتور أحمد إبراهيم، رئيس أكاديمية الشرطة السابق، وكذلك كتاب عن مكافحة المخدرات للمقدم هاني إسماعيل.. فضلا عن كتب تضمنت عددًا من الأبحاث المهمة خاصة بمركز بحوث الشرطة ورسائل الدكتوراة الخاصة بعدد من الضباط، الذين حصلوا علي المراكز الأولي في مراكز بحوث الشرطة التابعة لأكاديمية الشرطة.
وهي رسالة تريد وزارة الداخلية أن تصل للجميع بما يتم تدريسه من مناهج ومواد لطلاب كلية الشرطة لإعداد ضابط شرطة يتناسب مع الجمهورية الجديدة يراعي حقوق الإنسان ملمًا بالقوانين الجنائية والعقوبات و مكافحة المخدرات .
والحقيقة أنها كانت بادرة ذكية من وزارة الداخلية، التي استغلت هذا الحدث الثقافي وهذا الجمع الكبير من المثقفين.. وأيضا من القائمين علي معرض الكتاب وقياداته في تعريف المجتمع المدني بما يتم تدريسه لطلاب كلية الشرطة.
فلم يعد المعرض مقصورًا علي الكتب الثقافية فقط وإنما شمل عرض للكتب والمناهج التي يتم تدريسها في كلية عسكرية مثل كلية الشرطة.. وإن كنت أتمني أن يتضمن هذا العرض أيضا بجانب مناهج كلية الشرطة عرضا لكتب ومناهج الكليات العسكرية الأخري مثل (الحربية والدفاع الجوي والجوية والبحرية)؛ ليتعرف المثقفون والمجتمع علي الطفرة الدراسية بهذه الكليات، التي تستهدف إعداد ضابط جيش وشرطة يتناسب مع المرحلة الراهنة.
والواقع أن كلية الشرطة والكليات العسكرية تحظي باهتمام – غير مسبوق – في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدليل الزيارات المفاجئة لسيادته – في الفجر – للكليات الحربية والشرطة وغيرهما لمتابعة التدريب العملي وللتأكد من الإعداد الجيد للضباط الجدد وكذلك حرصه علي حضور كشف الهيئة – بنفسه – لاختيار المتقدمين لهذه الكليات؛ لضمان حُسن الاختيار لأفضل العناصر المتقدمة.