في وداع شاعرة السينما التسجيلية

في وداع شاعرة السينما التسجيليةمحمد رفعت

الرأى3-3-2024 | 17:22

رحلت عن عالمنا الأسبوع الماضي المخرجة الكبيرة سميحة الغنيمي ، والتي بدأت عملها في التليفزيون عام 1964، وعملت كمساعدة للمخرج إبراهيم الشقنقيري ، ثم اختارتها الإعلامية همت مصطفي لتتولي إخراج برنامج "لقاء المشاهير"، وسجلت فيه مجموعة كبيرة من الحلقات مع نجوم الفن والثقافة، مثل أم كلثوم ونجاة و سعاد حسني و يوسف السباعي ويوسف وهبي و عبد الحليم حافظ وليلي فوزي ومحمود السعدني وفريد الأطرش وتعد كل حلقة بالبرنامج فيلمًا تسجيليًا قائمًا بذاته.

كما بدأت رحلتها مع الفيلم التسجيلي في منتصف الستنيات، مع كمال أبو العلا مدير إدارة الأفلام التسجيلية، وكان أول أفلامها "عمال التراحيل"، وكانت مدته 10 دقائق، وتم تصويره في محافظة الشرقية، ثم قدمت مجموعة من الأفلام التسجيلية المهمة في تاريخ التليفزيون المصري، بل في تاريخ السينما التسجيلية في العالم العربي.

أطلقوا عليها لقب «شاعرة السينما التسجيلية»، وأثرت مكتبة التليفزيون المصري بأحلي وأجمل الأفلام التسجيلية التي تجمع ما بين القيمة الفنية والمشاعر الوطنية الجياشة، ومن أهم تلك الأعمال فيلم "رحلة العائلة المقدسة"، والذي حصد جوائز محلية ودولية كثيرة، وحقق نجاحًا كبيرًا أثناء عرضه علي شاشة التلفزيون المصري، وكذلك فيلم «قصر المنتزه» الذي يستعرض التاريخ التراثي العريق لهذا القصر الخلاب.

ولم تكتف المخرجة الراحلة سميحة الغنيمي بذلك، وإنما قدمت أفلامًا رصدت السير الذاتية لكبار الأسماء والرموز المصرية ومن بين تلك الأسماء الكاتب الراحل صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ ، في محاولة لإلقاء نظرة مختلفة علي أعماله وتناول شخصيته عبر زوايا جديدة، من خلال فيلمها البديع عنه بعنوان: «حارة نجيب محفوظ»، والذي فازت عنه بجائزة الوردة الذهبية بسويسرا، كما حصل الفيلم علي جائزة الخلق والإبداع بمهرجان مونت كارلو.

ومن الشخصيات الرائدة التي قدمت عنها المخرجة الراحلة سميحة الغنيمي أفلاماً لا تنسي، موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وشاعر الشباب أحمد رامي، وسمراء الشاشة المصرية مديحة يسري، والسيندريلا سعاد حسني، والنجمة الكبيرة نادية لطفي.

ومن أهم أفلامها أيضاً، فيلمها الرائع عن "البابا شنودة"، والذي نال إشادات كبيرة من دوائر عديدة وقطاعات كبيرة من الجمهور ممن أعجبوا بطريقة تناول الفيلم.

ولم تقتصر أعمالها علي الشخصيات فقط بل تطرقت لمحاولتها خلق أعمال عن التراث المصري الرائع ممثلاً في أفلام القصور الملكية، والتي شملت فيلم حول قصر المنتزه، فيلم عابدين، قصر القبة، وهو ما جعل أفلامها ترتقي لكونها أفلام ضمن الوثائق التاريخية، وقد توجت مسيرتها الوطنية الناجحة بالحصول علي جائزة الدولة للتفوق في الفنون في شهر يونيو عام 2016.

وتفتح وفاة المخرجة الكبيرة من جديد ملف إهمال السينما التسجيلية، وإحجام قنوات التليفزيون الرسمي والفضائيات الخاصة عن عرض تلك الروائع، رغم أننا في أمس الحاجة إليها لنشر الوعي لدي الأجيال الجديدة بتراثنا وتاريخنا الحافل.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2